أكباد جافة بيدينا بإرادتنا بمالنا وبحياتنا وراحتنا صنعناها ..
تلك الأكباد الجافة في مجتمعنا نحن من سقاها وحماها وسهر الليالي على رعايتها لتثمر ثمرة الشر والسفاهة وعدم المبالاة والعقوق وهدم التقاليد الحميدة وزرع الشقاق والنفاق والبعد عن طاعة رب العباد
لا تنظر في حروفي باستغراب فأنت تحكم على نفسك فانظر إلى أكبادك وأخبرني بعدها هل هي من الأكباد الجافة أم من الأكباد التي أنعم الله عليها بحسن رعايتك لها ؟
لا تقل أني أخطأت عليك ، وهل تصغي قليلا لي وتفتح قلبك وتُشغل عقلك ، وانظر إلى كبدك وضع يدك عليها ما تشعر حيالها هل هي جافة أم رطبة يانعة تسر الناظرين ؟
يا سادة يا كرام … أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض …
لمن رعاها فبارك الله له فيهم وجعلهم قرة أعين والديهم وذاك الزرع وهذا حصاده
ومن أهملهم وترك الشارع يربيهم وتحمل هو الشراب والغذاء نقول له يا أخي ما ربيت ولا صنعت لهم معروفا ، فلا تغضب إن بادلوك العمل إذا كبرت وأعطوك كما أعطيتهم أو جحدوك ..
كم مرة أخبرتهم أنك تحبهم ؟!
كم مرة تحدثت معهم في أمورك وأمورهم وحياتك وحياتهم والمواقف التي تمر عليك واستشرتهم فيها ؟!
كم مرة زرتهم في مدرستهم ؟!
كم مرة سألتهم عن أحلامهم ؟!
كم مرة خرجت معهم ووضعت جدول وموعدا معهم للخروج في نزهة أو سفر ؟!
نعم أنا وأنت أعاذنا الله من كل شر وحمانا وحمى أبناء المسلمين من كل مكروه قد نكون مهملين في أولادنا ولا نصحوا حتى نراهم والعياذ بالله في السجون ساكنين أو في المخدرات واقعين أو في حياتهم فاشلين مدمرين
الطفل والطفلة يحتاجان لحنان وحب وتواضع وتسامح وشدة وحزم وتربية ، لين لا يخرب وحزم لا يهدم شخصيته
علينا أن نحب أكبادنا كما هم لا تطلب منهم فوق ما يستطيعون فلن تصيب منهم إلا القليل ..
وإياك وهدم أعز ما يملك طفلك .. ألا وهي شخصيته .. لا تدمرها فبعد ذلك سيدمرك ويدمر مجتمعه فعُقدة النقص لا تملؤها بعد ذلك كنوز الأرض أو حب متأخر.
وعلي وعليك أن نبدأ من اليوم ومن الآن …
ألتفت إلى كبدك أو أكبادك وأخبرهم أنك تحبهم وتَعرّف على ما ينكرونه منك وما يحبونه فيك وما يرغبونه ستكتشف العجائب وأنهم صناديق سوداء قد فُتحت بكلمات حانية وقرأت ما تخبئه
وإلا سيكون لعبة بأيدي أصدقاء السوء وصدمات الحياة ومواقفها ولن ينسى إذا كُبر إهمالك له عندها لا ينفع الندم ولا تعويض ما انهدم .
نقطة ضوء :
جاء في الحديث الشريف
( نَضَّرَ الله امرأً سمع منَّا شيئاً فبلَّغَهُ كما سمعه، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوْعَى من سامع )). [ أخرجه أبو داود وصححه الترمذي وابن حبان ولفظه رحم الله …
قد أكون المبلغ وأنت يا أخي السامع فلست أفضل منك إنما هي كلمات عل الله ينفعني وينفعك بها …