كل واحد منا لديه مشكلة تؤرقه إنها بالنسبة له الخطأ أو الخطوة التي يتمنى لو يستطيع أن يمسح أثرها أو يتناسها ولكن هيهات هيهات إنها ملازمة له كالظل في الصبح الجديد إلى غروب شمس النهار وملازمة له كنجوم الليل فوق رأسه حتى ظهور خيوط الفجر
تتغير أحواله كلما تذكرها وتختلف أخلاقه كلما مرت على باله لقد سيطر عليه الموقف يأتيه مرات ومرات وكأنه توقف عند تلك الخطوة المؤلمة
جعل حياته تحت رحمة موقف وحمل خطوته التالية وزر خطوة تعثر بها فأخذ يضرب الأرض متسخطا وما ذنبها لتتحمل ذنب أختها
صحيح أن ألم الطعنة تُشفى وصحيح أن ألم اللسان يبقى وصحيح أن السقوط يكسر النفس ولكنا نسيانا شيئا أننا نتسبب في زيادة الشقاء لأنفسنا وقد ينسى الآخرون الموقف وتجاوزوه ونحن ساجنوا أنفسنا في تلك الفترة الزمنية
أخي ليس الحل في الأختباء وراء ستار الخجل وليس الحل في لوم النفس وقهر أوقاتها وليس الحل في التصنع أمام الناس أنك لا تشكو من شيء وليس الحل أن تدفن ألمك في الحديقة الخلفية تشاهد مكانه كل يوم وليس الحل أن تهادن الناس لكي لا يفتحوا ذلك الجرح الغار في الزمن
الحل أن تصحوا من ضعفك واستهانة نفسك وأن تمضي واثقا ورافع الرأس فالحياة واحدة ألا ترى أن الجبال لا تتحرك ولكنها شامخة والأودية تمضي بينها وهي في المكان سحيق تستمد قوتها مما يهبط عليها من سفوح الجبال لا تضعف أمامه ولا يستطيع هو أن يحتقرها .
وأنت استمد شجاعتك لمواجهة الخطأ بأن الله معك ولن يمدك إلا بالقوة والبأس الشديد لمواجهة كل مايخيفك
إياك والإنجرار نحو الهاوية والذكريات السيئة واعلم أن الإنسان يرسم حياته مرار وتكرارا والبشر يغيرون الآراء كل يوم وكما تهب رياح النهار لتمحو أثر الأقدام من على رمالها فإن الإنسان بإقدامه وإظهاره لنفسه أولا وللناس أنه مستمر في حياته ومستزيد من صعوده نحو القمة سيغير تلك العثرة في تلك الخطوة إلى مجرد ذكرى لا تشكل ألما بل نقطة للقوة للانطلاق إلى المستقبل.
رأى إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه رجلاً مهموماً فقال له أيها الرجل:إني أسألك عن ثلاث فأجبني قال الرجل:نعم فقال
له إبراهيم:أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله
قال:كلا
فقال له إبراهيم:أفينقص من رزقك شيء قدره الله
قال:كلا
فقال له إبراهيم:أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة
قال:كلا
فقال له إبراهيم:فعلام الحزن إذن؟
نقطة ضوء …
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ،الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
وعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ:رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَر فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) صحيح مسلم
قم الآن وتابع خطواتك …….