تقرير: د. مشعل القريقري ـ جدة
إن كان للشعر جمال تألفه النفوس، ففي قديد يزداد الجمال جمالا وروعة، فها هنا منبع الشعر ونبع القصيد، فليس غريبا أن يرسم الشعراء من أبناء قبيلة القراقرة من حرب أجمل لوحات الشعر وأبهاها، ويتغنون حبا بقبيلتهم وهي تنظم الزواج الجماعي الرابع لأبنائها، ومرحبين بضيوف حفلهم الكبير.
“قصيدي عن ربوعي ما تونا”
هكذا يطوع الشاعر شعره للفخر بقبيلته فيعزف لحنا من الإبداع، واذا كان موعد الشعر مع (القديدي) فسنكون حتما على موعد من جمال الأبيات وحسن الإلقاء، حيث يقول الشاعر علي حامد القريقري في قصيدته:
بـدعـت القاف والهاجوس غنّى
قـصـيدي عـن ربـوعي مـاتـونّا
تــوكـلـنا على الـمـعـبـود ربي
يـا رب الكـون جـمـل مــن تعنّا
سلام الله على الربع الكرامي
تـحـية سـالـمـة مـن كـل ظـنّا
يـشـرفـنـي بـحيي بالضيوفي
بــدلـة كـيـف مــن هـيـل ٍ وبـنّا
كـتبت أبيات مـن شان القبيلة
قـبـيـلـة حـرب يـالـشاعـر تهنّا
قـبيلـة غـيـر عـن كل القــبايل
تـــروح الـشـام ولا فـي يـمـنّا
قـبـيـلـة تـشـمل فروعًا كثيرة
كـثـيـر الـنـاس ولازبـيـد حـنّـا
سـكــنّـا بـيـن مـكـة والمدينة
يـا زيــن الـدار مطرح ماسكنّا
يكـفـيـنـا بـهـا هـجرة رسولة
وكـل مـا سـطـر الـتـاريخ عنّا
تـربـيـنـا عـلـى عـز وكـرامـة
ف حـب الدين وف حبه وطنّا
وأنا لا جيت أمدح في ربوعي
يــحـيـر الـشعر في كنّا وكنّا
قـريـقـر لابتي واعـتـز وافخر
هل الطالات والسيف المطنا
يـشرفني ليا قلت القديدي
قـديـدي مـن عريبين المجنا
أقوله بالفخر مـرفوع هامة
لا قلت العلم رد الـعلم عنا
عزيز الراس لا عديت قولي
أجـيـب اللي تـمنى يا مهنا
تـعـودنا على نـظم الجزالة
نـصـوغ بـيـوتـنا في كل فنّا
بنيناها على لحون السديري
وحـرفيني على القيفان أنّا
وصلى الله على الهادي محمد
نـبـيٍ يـتـبـعـه إنـسٍ وجِـنّا
كتبت مصخرٍ مبداه قولي
بدعت القاف والهاجوس غنّى
” مرحبا باللي حضر من كل ديرة”
وأما الشاعر ياسر حامد القريقري ، فهو شاعر يمتاز شعره بجزالة المعنى وسهولة اللفظ، واختار لموضوع أبياته أن يكون مرحبا نيابة عن قبيلته بالضيوف الحاضرين للحفل، قائلا:
مـرحـبـاً بـاللي حـضر مـن كـل ديرة
عـد مـا هـلّـت ثـعـالـيـل الـغـمـامـي
في مــقـر أهـل الـوفـا عـز العشيرة
بـالنــيابـة قـلـتـها وأخـــذوت كلامي
شــاعـــرٍ مــا راح يـطلب عـند غيره
لابدع جــمـل ونـومـس كل ســامي
في ضيوف الحفل واشيوخه وأميره
مـرحبا باسم الـرجال أهل المقامي
للـضــيـوف اللي لـهـم قـدرٍ وسـيرة
نـهـدي الأبـيـات مـع كـل احـتــرامي
مـرحـبـا بـأهـل الـمـقـامات الشهيرة
بـالـسيـوف اللي على عهد الأمامي
“مجد ربعي ما يبي مني نشر”
وأما ثالث القصائد فهي لأستاذ القاف وصانعه (ابن عرابي)؛ شاعر يغرف من بحور الشعر كيف يشاء، ينقاد له المعنى والمبنى، وقصيدة الشاعر سلمان سالم بن عرابي القريقري، يزيد جمالها حينما يؤديها الشاعر والمنشد المبدع فارس فهد القريقري قائلا:
يـا كـريـم الوجـه خـلاق البـشـر
يا إلاه اللي بـعـفـوك نـسـتغيث
نرتجي رحمتك في يوم الحشر
والله إنـه مـالـنـا غـيـرك مـغـيـث
حـنـا في دنـيـا بـهـا خـيـــرٍ وشـر
وحـض مـنـهـو يـتّـبـع نـهـج الحديث
وعـد مـاجـيـشـن على الحد انتشر
مــرحـبـا واحـضـوركـم هـمال غيث
يـالـوجـيـه الـغـانـمـة وأهـل البشر
حاضرين الحفل بالممشى الحثيث
قلته وربعي لهم قسم وخشر
فالعلا فالوقت الاول والحديث
ومجد ربعي مايبى مني نشر
والله إن فوصفه يطول الحديث
ما نصله أببث وإلا بفلشر
الخلف لأسلافنا خير الوريث
والله لو الوقت بأنيابه كشر
مدنا نوماس مانمد الرثيث
سلم من سالم وللأعداء قشر
ولا نحكم بحكم حتى نستريث
والله أكبر يا مسا الثالث عشر
فيك خمس ليوث ليث فجنب ليث
والوطن له ود فدمانا استشر
ماسمحنا للردي فآمنه يعيث
والغروس الطيبة عكس العشر
ذي ثمرّها طيب والأخرى خبيث
واختم بذكر النبي خير البشر
عد مالمسلم بربه يستغيث