همسات للمعلمين و المعلمات مع بدء العام الجديد

أنتم على موعدٍ مع غرسٍ جديد، و عطاءٍ جميل ، و جيل ينتظر منكم البذل …هنيئاً لكم!
عززوا في ابناء المسلمين قيم الاسلام الرفيعة، و ثبتوا في أفئدتهم العقيدة الصافية ، أعدوهم للحياة قبل أن تعدوهم للاختبار.

كم سيكون لك من الأبناء؟
٣٠ مثلاً؟
تستطيع أن تربي مئاتٍ من الأبناء كلهم يدعو لك و تجده في ميزان حسناتك.

يكفي المعلمين شرفاً أنهم يقومون بوظيفة الأنبياء و الرسل فينشرون العلم و يحذرون من الشر و يحيون القلوب.

لو احتسب المعلم كل ما يبذله من جهد و وقتٍ في التعليم – حتى ابتسامته لطلابه و تصحيحه لواجباتهم – لشعر بلذة العطاء.

مازلنا نتذكر معلمينا الفضلاء و نخصهم بدعوة إذا مرت ذكراهم ، و غداً سيذكرك جيلٌ تتلمذ على يديك و سيدعو لك إن أحسنت.

لا نختلف على أن مهنة التعليم من المهن الشاقة التي تحتاج الصبر و الحلم و الرفق، و هي بلا شك من أرفع المهن و أعظمها أجراً.

أخلص عملك لتنال به جزيل الثواب، لا تنتظر ثناء مشرفٍ أو تقدير مديرٍ أو تبجيل طالب.
فأنت لا تبتغي إلا رضا الله وحده.

كلما أتقنت عملك كلما كنت إلى الإحسان أقرب، طبّق استراتيجيات حديثة، جدد اسلوبك، استخدم الوسائل التعليمية مااستطعت.

قد لا ترى أثر توجيهاتك اليوم على طلابك، لكن بذرة الخير التي أودعتها قلوبهم موجودة، غداً تنمو و تزهر.

تخيل دائماً أن الطالب الذي بين يديك هو ابنك، كيف تتمنى أن يعامله معلمه؟ و كيف تودّ أن يقابل أخطاءه؟

زمن بالفتن يموج، و انفتاح و تقنية و ضعف مربين ، كن أنت المنقذ بأمر الله لأبناء المسلمين و ارمي لهم طوق النجاة.

معلم يجلس أمامه عشرات الطلاب يومياً لسنوات، و يتخرجون من عنده لم يقل لهم نصيحة خارج مقرره، معلم مفلس محروم!

قد تعجز عن إصلاح أبنائك، فاجتهد في إصلاح أبناء المسلمين لعل الله يقيّض لأبنائك من يصلحهم.

كم طالب يعيش في بيئة تقود للإنحراف، هيّأ الله له معلماً نبيلاً يرشده إلى ما ينفعه فكان له منقذاً و هادياً و أباً .

أيها المعلم الفطن:
أنفع الناس لك من مكّنك من نفسه لتزرع فيه خيراً.
والله قد ينفعك من طلابك من لا تتوقعه.

أعلم أن العطاء في ظل أعباء التعليم ليس سهلاً، لكن المؤمن يؤجر على صبره على المشقة في نشر الخير.
وهذا الدرب يستحق التضحيات

حصص الاحتياط عبء ثقيل على معلم بلا هدف، و هي ميدان خصب لمعلم يحمل الهمّ و يربّي و يحتسب.
فأيهما أنت؟

لا يكفي لتكون مدارسنا ناجحة، و معلمونا فضلاء أن يتخرج منها أبناؤنا بورقة فيها أرقام تؤهلهم للانتقال إلى المرحلة التالية.

معلمونا الأجلاء:
من لشباب تحيط بهم الفتن و تعصف بهم العولمة و قد أهملت الأسرة و ضعف دور المجتمع في احتوائهم؟

التعليم الحقيقي الذي يغذي الإيمان و يحمي من الانحراف و يهذّب السلوك هو استثمار مربح مع الله، و التجارة مع الله مضمونة!

اربط مقررك بواقع الحياة ، جدد في الواجبات  المنزلية ، استخدم الوسائل التعليمية ، نريد تعليماً جذاباً.

اعدوا هذا الجيل ليثبت في الفتن، بل ليحمل مشاعل الخير و النور لأجيال قد لا أدركها أنا و أنتم .

غداً سيعود كل معلم إلى بيته بعد التقاعد، و سيقف مع نفسه وقفة محاسبة هي الأعمق و الأصدق في حياته، ماذا قدمت لأبناء المسلمين؟

طوّر نفسك بحضور البرامج التدريبية و الاطلاع على التعاميم و الاستفادة من توجيهات المدير و المشرف و تبادل الخبرات مع زملائك.

احفظ أعراض طلابك فهم ليسوا فاكهة للمعلمين في غرفهم و أثناء احتساء قهوتهم!

عندما نوصيك بالحلم و الرفق و الصبر على طلابك فنحن لا نلغي جانب الحزم الأبوي في ضبط الطلاب.
لكنه حب حازم .

حولك مثبطون، و كسالى قاعدون فلا تنضم إلى من أقعدهم الله عن فعل الخير و إدراك الأجور.

استثمر عمرك و علمك في بناء عدة هذه الأمة و فخرها ، ليكن الطالب الذي بين يديك هو مشروعك لهذه الأمة.

قد تغيب أهدافك مع زحمة الأعباء و روتين الدوام ، فذكر نفسك بها بين حين و آخر ، لتشحن نفسك بالمزيد من الدافعية.

عملك أسمى من أن يقدّر بمال ، أو أن تكافؤه خطابات تقدير ، عملك احتسبه عند العليم الخبير.
و غداً تحمد العاقبة.

من يبذل و يتعب سينسى غداً تعبه و يرى الأثر ، و من آثر الراحة لن يجد خلفه أثراً و لن يسمع له ذكراً.

لا ندري أي أعمالنا تقبل ، و أيها يدخلنا الجنة، فلا تحتقر جهداً مع طلابك فربما به تكون نجاتك .

سنرحل و طلابنا أيضاً راحلون ، فاجتهد أن تحفر جميل الأثر في نفوسهم .

قد ينسى طلابك تفاصيل منهجك ، و قد يطوي النسيان بعض ملامحك ، لكنهم لن ينسوا مواقفك .
فكن القدوة في زمن ندرة القدوات .

من يمنعك من استمرار أجورك حتى بعد موتك ب تعليمك لطلابك ما ينفعهم في دينهم ؟ قد يهدونك الثواب و أنت رفات في قبرك!

كل معلمٍ هو مربي داعٍ الى الله مهما كان تخصصه فالدعوة إلى الخير ليست حكراً على معلمي الدراسات الإسلامية وحدهم.

 
منال عبدالعزيز السالم
كاتبه صحفية لها مشاركات في عدد من الصحف
مدربة كوتشنق ومدربة محترفة في التدريب المباشر والتدريب عن بعد.
مهتمة بالتربية والادارة وتطوير الذات والدعوة
 

ملحوظة : نشر هذا المقال بموافقة خطية من الكاتبة 

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “همسات للمعلمين و المعلمات مع بدء العام الجديد

ايجابي

مرحبا بالأخت الكاتبة … نفع الله بها وننتظر القادم منها إثراء وتنوعا في الطرح وعمقا في المعالجة .

المداوي

رسالة رااااااااائعة رااااااااائعة
بمثل هذا فليكتب لنا من يريد الإصلاح
والتوجيه .
رسالة أتمنى كل معلم أن يطلع عليها
أتمنى كل مدير مدرسة يطلع عليها . ثم يطبعها
ويسلمها لكل معلم. فهي تغنيه عن اجتماع مطول
مع منسوبي المدرسة
كتب الله الأجر والمثوبة للكاتبة الفاضلة على
هذه الدرر الثمينة

أبوسعود

فعلاً رسالة تكتب بماء الذهب ياليت يطلع عليها مربوا الأجيال
شكراً للكاتبة ونتطلع لمزيد من مقالاتها الهادفة
كثر الله من أمثالها

السابر

الاخت الكاتبة :
ذكرتي في مقالك الرائع العبارة التالية مع مجمل النصائح
الموجهة للمعلمين والمعلمات
( حولك مثبطون، و كسالى قاعدون فلا تنضم إلى من أقعدهم الله عن فعل الخير و إدراك الأجور. )
هذه العبارة على اطلاقها ليست صحيحة
لان من يقعد الانسان عن فعل الخير هو ( النفس والهوى والشيطان )
نرجوا التنبه لذالك وفقك الله

مساعد الصعيدي

مقال تربوي من طراز راقي
أخي الساير
من قال لك بعدم وجود المثبطين أو عدم خطورة دورهم في التثبيط؟ صح النفس والهوى والشيطان
لكن المثبطين يلعبون دور كبير في التأثير على أي شخص يحاول أن يعمل أو يبذل جهد من أجل التغيير
وهم منتشرين بكثرة ليس في التعليم بل في كل إدارات العمل الوظيفي
ما عمرك سمعت من يقول : يا رجال هي خربانة خربانة يعني أنت اللي بتصلحها ؟
يا رجال ماحولك أحد لا تتعب نفسك؟
يا رجال اللي فوق ما يبغون تطوير ولا تغيير لا تكلف على نفسك؟
ومن هذي الاسطوانه اللي تتكرر كل يوم
وربما تأثير كلامهم أكبر من وسوسة إبليس :(
هؤلاء هم المثبطين اللي حذرت منهم الكاتبة وتحذيرها في مكانه

السابر

الاخ مساعد
الذي قصدته في المداخله
هو ان الله سبحانه وتعالى لا يقعد الانسان عن فعل
الخير وإدراك الاجر والثواب وهو ماورد في عبارة
الاخت الكاتبه ووضعته بين قوسين حينما قالت اقعدهم الله
وإنما الذي يقعده هو النفس الامارة بالسوء والهوى والشيطان
ولم اقصد نفي المثبطين او عدم وجودهم
وإنما يقع ذالك بتقدير المولى عز وجل
وما اشرت له هو من ناحية عقدية
وفقك الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *