حدث في مثل هذا اليوم: معركة المنصورة التي انتهت بأسر ملك فرنسا

حدث في مثل هذا اليوم 4 ذي القعدة من عام 647هـ

المصريون يهزمون الحملة الصليبيبة ويأسرون لويس التاسع ملك فرنسا

كانت الفكرة السائدة في أوروبا منذ أواسط القرن الثاني عشر الميلادي أن مصر ما دامت على قوتها وبأسها فلا سبيل إلى نجاح الحملات الصليبية واسترداد بيت المقدس من المسلمين الذين نجحوا في استعادته من الصليبين.

كان هذا هو السبب الذي أدى إلى قيام الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع على مصر، تلك الحملة التي استعد لها الغرب المسيحي بالتنسيق بين البابا أنوسنت الرابع والملك الفرنسي لويس التاسع، وشهد مجمع ليون الديني الدعوة لها سنة (646هـ = 1248م).

علم الملك الصالح أيوب بقدوم الحملة الصليبية فأرسل قائدًا وجُندًا إلى مدينة دمياط، لكي يصدوا الحملة، لكن القائد للأسف لم يكن على مستوى الحدث، فاستولى الصليبيون على دمياط دون أي مقاومة حقيقية بعد انسحاب الجيش الأيوبي منها سريعًا.

وقرر الجيش الصليبي الزحف إلى القاهرة لإنهاء الوجود الأيوبي تمامًا، وبالفعل تحرك من دمياط إلى المنصورة التي كان من المنتظر أن يزحف منها إلى القاهرة، ولكن الملك الصالح أيوب يستعد بأقصى قوته وعمل على تنظيم الجيش ودفاعاته بمدينة المنصورة، ولكن القدر لم يمهله كثيرًا، فقد مات الملك الصالح أيوب في لحظة من أحرج لحظات المسلمين على أرض مصر، لكن زوجته شجرة الدر أخفت الخبر عن الناس والجيش، وأرسلت إلى ابنه توران شاه  كي يعود من الشام لتسلم الحكم.

وفي مثل هذا اليوم 4  ذي القعدة 647هـ، زحف الجيش الصليبي على مدينة المنصورة، ونجحوا في دخول المدينة ـ عن طريق الخيانة ـ وأخذوا يقتلون المصريين حتى وصلت طلائعهم إلى أبواب قصر السلطان نفسه، وانتشروا في أزقة المدينة، حيث أخذ الناس يرمونهم بالأحجار والطوب والأسهم، وقيضّ الله لهذا الدين رجالًا كي يحملوا الشعلة من الأيوبيين، ألا وهم المماليك، فقد نظّم بيبرس البندقداري جنوده من المماليك، وانقضوا على الجيش الصليبي انقضاض الأسود، حتى أبادوا الفرقة المقتحمة عن بكرة أبيها بما فيها قائدها الكونت أرتوا أخو الملك لويس.

واستمر الجهاد لعدة أيام، جهادٌ أبلى فيه عامة الشعب المصري بلاءً حسنًا بجوار الجيش الأيوبي وجيش المماليك، ثم نصر الله جنده، وانهزم الجيش الصليبي، وقُتل منه الكثيرون، وأسر الباقي، بما فيهم قائد الحملة لويس التاسع، الذي ظل في الأسر بدار القاضي فخر الدين بن لقمان، حيث بقي بها أسيرًا فترة ثم أفرج عنه لقاء فدية مالية كبيرة، وجلاء الفِرنج عن دمياط، وكانت هذه المعركة هي البداية الحقيقية لبزوغ نجم المماليك في سماء التاريخ الإسلامي، حيث حملوا الراية ونافحوا عن هذا الدين لسنينٍ طوال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *