خليص محافظة مترامية الأطراف تضم عدة قرى و أحياء تتميز بموقع جغرافي رائع جدا فهي على طريق الحرمين مكة المكرمة و المدينة المنورة و مع هذا حظها سيء حيث لم تجد من يعتني بها ويطورها لتواكب بقية محافظات المملكة ، فحينما تتجول في المحافظة تصاب بالأسى والحزن على أوضاعها فطول العام تجد الأحياء تعاني من تردي الخدمات في كافة المجالات فالكهرباء غير منتظمة و المياة غير متوفرة ولا يمكن الحصول عليها إلا بصعوبة والأحياء التي زودت بشبكة مياه غير موثوقة فهي تنافس الكهرباء في عدد مرات الإنقطاع خلال العام ، وإذا مشيت في شوارعها خيل إليك أنك تتجول في أحد شوارع مقديشو فمخطط مثل مخطط غران ناهز الثلاثين عاماً مازال يفتقد لأبسط الأشياء فالشوارع متهالكة مليئة بالحفر والإنارة بلا صيانة ولا أرصفة والتشجير وما أدراك ماالتشجير يبدو أنه مسألة شاقة على البلدية فالفشل مصير التشجير باستمرار من غير معرفة الأسباب ، والنفايات قصة أخرى تحتاج إلى مقال مستقل ، فمنظر حاويات النفايات التي أكل عليها الدهر وشرب منظر مضحك مع قلة عددها والتأخر في رفعها فكما يقول المثل : حشف وسوء كيل ! و لاحظوا أننا هنا نتحدث عن خدمات أساسية وليست ترفيهية لأن الأمل في خدمات ترفيهية بات من المستحيلات ولم يعد في حسابات سكان المحافظة رغم مايشاهدونه في عسفان !
كل ما ذكر سابقاً يعزوه المواطن إلى كسل البلدية وضعف إمكاناتها ولكنه يفاجأ بشيء غريب فما أن يتم الإعلان عن زيارة أمير منطقة أو مسؤول إﻻ و تجد منسوبي البلدية ينفضون الغبار عن كواهلم وينطلقون مذعورين وتتحول الأماكن والطرق التي سيمر بها المسؤول إلى خلية نحل وينقلب وجهها القبيح إلى وجه باسم مليح ! فيستمر العمل ليل نهار لكي يتم “ترقيع” الأحياء و استبدال الأشجار الصغيرة بأخرى كبيرة ! مما يدل على أن البلدية لديها القدرة على العمل وعلى التغيير والتطوير متى ما أرادت ولكنها لا تريد !
السؤال الذي يبرز للسطح بشكل عفوي هو لماذا ﻻ يزور المسؤول المحافظة بشكل مفاجئ بحيث تتوقع البلدية زيارته في أي لحظة وبالتالي تكون مضطره للعمل طول السنة ؟!
والسؤال الآخر هو أن المسؤول إذا جاء لماذا يلتقي بمسؤولي المحافظة دون الأهالي ! لماذا يلتقي بالجلاد ويتجاهل الضحية ؟! إنه من العدل على أقل تقدير أن يلتقي بالمواطن العادي ليسمع منه مباشرة رأيه فيما يقدم له من خدمات حتى يقيم أداء المسؤول ! ولا يأتي من يقول أن المسؤول يلتقي بأعضاء المجلس البلدي الذين هم صوت المواطن ! والجواب : متى كانوا صوتاً للمواطن ؟! للأسف دائماً نجدهم يدافعون عن البلدية وكأنهم موظفون لديها !
إن تجاهل المواطن بهذا الشكل يعطي البلدية الضوء الأخضر للاستمرار في السير في نفس المنوال وعدم السعي لإرضاء المواطن أو حتى أن تحسب له حساب وكأن لسان حالها يقول : ( نعمل من أجلنا و ﻻ نأسف لإزعاجكم !!).
عبدالله أبوشعبة
مقالات سابقة للكاتب :
السمنة وحصة رياضة البنات
التجمهر بين الفزعة و الفضول
مقالات سابقة للكاتب