شاهدوني أنا هنا!!

سلوك مزعج للسياح ويقوم به سياح آخرون وهو: (رفع الصوت والصراخ)

كثيراً ما يشدك (بانزعاج) مشهد لمجموعة شباب يتحادثون فيما بينهم بصوت مزعج يسمعه كل من في المكان! بالدرجة التي تكون مقتنعاً أن المقصد ليس إسماع بعضهم البعض!!

بل المقصد هو: شاهدوني أنا هنا!!

السائح من نوع (أنا هنا) يعتقد أنه إذا مر من مكان لا بد أن ينتبه له الناس ثم يتحدثون عنه!!
وربما يعتقد بعضهم أنه سيعكس صورة جيدة عن نفسه و بلده!!
بل ربما ظن ظان منهم أن النساء ستتحدث عنه بإعجاب!!

هذا السلوك في الحقيقة هو نقص في ذات المزعج وشخصيته ويحاول تعويضه بهذا الصراخ أو الضحك الهستيري أو افتعال مواقف لا يقصد منها إلا لفت الأنظار!!

وأحياناً يشعر بالحماس إذا رأى الناس يتفرجون عليه ظاناً أن هذه نظرات إعجاب وهل من مزيد؛ بينما هي في الواقع نظرات احتقار وتمني التخلص منه ومن إزعاجه!

مؤكد لدي أن العقلاء لا يحتاجون مني أن أشرح لهم حول هذا الكلام لذلك بدلاً من أن أصب عليهم تعليماتي؛ أستعين بهم بعد الله في محاربة هذا السلوك.

لكني سأوجه كلامي لمن يقوم بهذا السلوك المشوه:
إذا كان يهمك حديث الناس عنك وصورتك عندهم فثق ثقة تامة أن مرورك بهدوء واحترام ونظافة ونظام وأدب وأخلاق؛ سيجعلهم يقولون فعلاً من أين جاء هذا الملاك وسيزداد الإعجاب ووو؛ وهذا بالطبع ما لا يصنعه الإزعاج!

وإذا كان لا يهمك حديثهم عنك ويهمك نفسك فقط ففكر أن هؤلاء الذين رحبوا بك في دولتهم اليوم سيضعونك غداً على القائمة السوداء تستجدي فيزا الدخول لبلادهم!

وإذا كان هذا لا يهمك أيضاً: فتأكد أن إيذاءك للناس هو إيذاء لنفسك وسلوكك ودينك وسجلك الذي ستحاسب عليه يوم القيامة!!

ينتابني شعور بأن أصحاب هذا السلوك قد لا يتلقون مني مباشرة لاختلاف البيئة ربما؛ لكني على ثقة بأن العقلاء سيساهمون معي في نشر مثل هذه الرسائل لتوعيتهم والأخذ بيدهم..

تعليق واحد على “شاهدوني أنا هنا!!

أبو أنس

في الماضي كان المسلمون من الجزيرة العربية إذا سافروا للتجارة يتمثلون أخلاق الإسلام فيشاهدهم أهل تلك الديار فيعجبون بأخلاقهم فيسلمون حتى من غير أن يدعوهم صراحة للإسلام وهذا حدث في الصين وفي كثير من البلدان مسطر في كتب التاريخ.
أما اليوم فللأسف السائح السعودي (المسلم) أصبح يترك أثراً سيئاً في البلد الذي يزوره بسبب سوء تصرفاته ولا آعمم ولكنها ظاهرة جلية إلى درجة أن بعض الفنادق تتردد في استضافتهم.
فهذه الفئة تعطي انطباع سيء عن الإسلام بل بهذه التصرفات تصد الناس عن سبيل الله ولاحول ولاقوة إلا بالله.
فتأمل كيف كان أجدادنا وكيف أصبحنا الآن إلا من رحم الله.
إن الدين المعاملة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.
اللهم لاتجعلنا ممن يصدون الناس عن سبيلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *