في مثل هذا اليوم 13 من ذي الحجة عام 1424هـ ، الموافق 4 فبراير 2004م، انطلق في الفضاء الإلكتروني موقع «فيسبوك» ومنذ انطلاقه وهو في تنامي وتصاعد مستمر، حتى صار موقع التواصل الاجتماعي الأكبر والأشهر على الإطلاق، فتعالوا بنا نتعرف على حكاية هذا الموقع.
بدأت الحكاية عندما كان الطالب «مارك زوكربيرغ» في السنة الثانية بجامعة هارفارد وأطلق برنامجا يدعى “فيسماش” وكان عبارة عن موقع ويب شبيه بموقع آخر يدعى “هوت أور نت” يستخدم صورا من كتب الصور الجامعية المنشورة على الإنترنت ويضع في كل مرة صورتين بطريقة متقابلة ثم يطلب من المستخدمين اختيار الشخص الأكثر وسامة بينهما.
ولإنجاز ذلك اخترق زوكربيرغ شبكة حواسيب هارفارد ونسخ الصور الشخصية لطلاب السكن الداخلي، وقد اجتذب “فيسماش” 450 زائرا وحصد 22 ألف عملية مشاهدة للصور في أول أربع ساعات من إطلاقه على الإنترنت وانتشر بسرعة بين جامعات أخرى، لكن بعد بضعة أيام أغلقته إدارة هارفارد، وواجه زوكربيرغ الطرد بتهمة اختراق الأمن وانتهاك حقوق الملكية والخصوصية الفردية، لكن تم إسقاط التهم نهاية الأمر.
لم يحبط ذلك حماس زوكربيرغ حيث بدأ في يناير 2004 مع بداية الفصل الدراسي التالي بكتابة شفرة موقع ويب جديد قال إنه استلهمه من “فيسماش” وأعطاه اسم “ذي فيسبوك” وأطلقه في الرابع من فبراير 2004.
بعد ستة أيام من إطلاق فيسبوك اتهم مطوره زوكربيرغ بسرقة فكرة الموقع من زملاء آخرين بالجامعة، حيث اتهم ثلاثة من طلاب الجامعة زوكربيرغ بتضليلهم عن عمد بدفعهم للاعتقاد بأنه سيساعدهم في بناء شبكة اجتماعية تدعى “هارفارد كونيكشن” وقالوا إنه استخدم أفكارهم لبناء منتج منافس، ورفعوا ضده قضية انتهت عام 2008 بتسوية حصلوا فيها على حصة بقيمة 1.2 مليون دولار (تعادل حاليا ثلاثمئة مليون دولار في شركة فيسبوك).
كانت عضوية “ذي فيسبوك” تقتصر أول الأمر على طلاب كلية هارفارد الجامعية، وخلال أول شهر كان نصف الطلاب المتخرجين من الجامعة مسجلين في الموقع، وانضم لزوكربيرغ زملاؤه في السكن وهم إدواردو سافيرين وأندريو مكولوم وداستين موسكوفيتش وكريس هيوس للترويج للموقع.
وفي مارس 2004 توسع انتشار “ذي فيسبوك” إلى ثلاث جامعات أخرى، ثم فتح نهاية المطاف أمام طلبة كافة الجامعات الأميركية والكندية. وفي يونيو 2004 نقلت الشركة مركز عملياتها إلى بالو ألتو في كاليفورنيا.
وعام 2005 أسقطت الشركة حرف التعريف “ذي” من اسمها بعدما اشترت اسم النطاق “فيسبوك دوت كوم” مقابل مئتي ألف دولار الذي كان ملكا لشركة “أباوت فيس”.
وفي سبتمبر 2005 أطلقت “فيسبوك” نسخة خاصة بالمدارس الثانوية من الموقع، ثم وسعت العضوية لتشمل موظفي شركات عدة مثل آبل ومايكروسوفت. وفي 26 سبتمبر 2006 أتيح الموقع أمام كل من يبلغ 13 عاما على الأقل ويملك عنوان بريد إلكتروني فعال.
ومن المحطات التي يجهلها كثيرون في رحلة فيسبوك أن شركة البرمجيات مايكروسوفت قامت يوم 24 أكتوبر 2007 بشراء أسهم لفيسبوك بقيمة 240 مليون دولار، الأمر الذي رفع القيمة الإجمالية لفيسبوك لنحو 15 مليار دولار، وتضمنت عملية الشراء تلك حقوقا لوضع إعلانات دولية على موقع فيسبوك.
وفي سبتمبر 2009 أعلنت فيسبوك عن تحقيق أرباح للمرة الأولى، ومطلع 2011 نقلت الشركة مقرها إلى مجمع شركة صن مايكروسيستمز السابق في مينلو بارك بكاليفورنيا.
يوم 17 مايو 2012 عقدت فيسبوك اكتتابا عاما وطرحت أسهمها بسعر 38 دولارا للسهم، وقدرت قيمة الشركة بـ104 مليارات دولار، وكان ذلك أعلى تقييم لشركة مساهمة عامة مدرجة حديثا، وفي اليوم التالي بدأت ببيع الأسهم للجمهور في بورصة ناسداك.
مع بداية أكتوبر 2012 أعلن زوكربيرغ أن الموقع تخطى المليار مستخدم نشط شهريا، وكذلك ستمئة مليون مستخدم للموقع عبر الهواتف المتنقلة، وفي مايو 2013 انضمت فيسبوك لأول مرة إلى قائمة “فورتشن 500” لأغنى خمسمئة شركة وجاءت بالترتيب الـ 462.
يعد فيسبوك حاليا أشهر موقع تواصل اجتماعي على الإطلاق، ويملك حاليا أكثر من 1.86 مليار مستخدم نشط شهريا، و1.15 مليار مستخدم يومي نشط عبر الجوال، وتشكل الفئة العمرية بين 25 و34 ما نسبته 29.7% من مستخدمي فيسبوك.
ويتم إنشاء خمس صفحات فيسبوك كل ثانية، ويتم رفع ثلاثمئة مليون صورة يوميا على الموقع، ويبلغ معدل ما يمضيه المرء عند كل زيارة للموقع عشرين دقيقة، ومع كل دقيقة يتم نشر 510 آلاف تعليق و293 ألف تحديث للحالة ورفع 132 ألف صورة، كما تتم مشاركة خمسة مليارات محتوى يوميا.