عن “بر خليص” أتحدث

 من المعلوم أن الله إذا أراد أن يقيض لمجتمع ما أن يتعاون ويتعاضد فيما بين أفراده يهيئ لهذا العمل رجالا ونساء نذروا أنفسهم للقيام بأعباء مجتمعهم وكما قال المثل (إن العظائم كفؤها العظماء) ومن هذا المنطلق فإن من أبرز سبل التعاون في هذه المحافظة على كثرة طرق التعاون المشاهد والملموس؛ قيام جمعية البر بهذه المحافظة المترامية الأطراف.

فلقد لمسنا الجهد المبذول من هذه الجمعية في هذه المحافظة وبإشراف محافظها الجديد الدكتور فيصل الحازمي أعانه الله على تحمل المسئولية التي ألقيت على عاتقه، وهو بإذن الله تعالى أهلٌ لحملها والمضي بها إلى ما تصبوا إليه هذه المحافظة الفتية ورجالاتها، كل بدوره ومسئوليته الملقاة على عاتقه، فجمعية البر كما أسلفنا بكل ما فيها من كوادر ومن أعلى هرمها المتمثل في رئيس مجلس إدارتها الدكتور حمزة بن عبد القادر المغربي، ومديرها الأستاذ عبدالرحيم بن مساعد المغربي، ومرورا بكل فرد فيها من متطوعيين وموظفين لا يألون جهدا وبذل كل ما لديهم للارتقاء بالجمعية وتقديم كل العون للمستفيدين منها، مع الأخذ في الاعتبار أن تصل المساعدات للمستفيدين من خدماتها وهم في بيوتهم وأماكنهم، ولا يكلف المستفيد نفسه مراجعة المكاتب الفرعيه أو الإدارة العامة لها إلا في الضرورة الملحة.

ولقد ساعدت هذه التقنيات الحديثة التي أنعم الله بها على البشرية في إنجاز الخدمات المقدمة للمستفيدين بدون جهد أو عناء، بل وصلت خدمات هذه الجمعية إلى مكة المكرمة أثناء موسم الحج والقيام بمشروع “سقيا حاج” وعلى طريق الهجرة الواصل بين طيبة الطيبة ومكة المكرمة من توفير الماء للحجاج المسافرين على هذا الطريق، وهذا من توفيق الله.

لهذه الجهود الأثر الكبير، فقد رأينا حين زيارة بعض رجالات الأعمال والمتبرعين إلى هذه الجمعية إعجابهم الشديد بما تقوم به هذه الجمعية من وضع للبرامج وقواعد البيانات في هذه الشبكات المعلوماتية للإنجاز السريع لتقديم الخدمات، وبالطبع حين يرى المتبرع هذه التسهيلات وهذا النظام الدقيق يجد الراحة النفسية من حيث الاطمئنان على تبرعاته.

وللحق إن الرجل الذي أثار إعجابي حقا بدون هضم لجهود وحقوق باقي المتبرعين فكلهم والحمد لله أصحاب أيادي بيضاء نسأل الله لهم التوفيق، وأن يجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم، نعم أقول إن الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العقيل، ذلك الرجل الذي لم يألو جهدا وما زال يمد الجمعية بكل ما تحتاجه، ووقوفه على أرض الواقع وزياراته المستمرة إلى كل القرى القريبه والنائية عن المحافظة، ومخالطة ذوي الحاجات وسرعة إنجاز ما يراه مناسبا لكل المشاريع التي تتبناها الجمعية، وإنه لحقًا كما قلنا يثير الإعجاب؛ فليس هناك من مشروع إلا ووجدنا له بصمة السبق إليه، وهذا من توفيق الله له، ولهذا التوفيق أسباب فإن الإنسان إذا أخلص النية لله سوف يهيئ الله له سبل التيسير في كل عمل يقوم به، فجزاه الله خير الجزاء، وهناك من المتبرعين يعلم الله أن لهم أيادي لا تخفى، فإن عدم ذكرهم لا ينقص من أعمالهم شيئًا أبدا، فيكفي أن الله يعلمهم ويجزيهم الخير الجزيل.

لذلك فإن جمعية البر وكل القائمين عليها يبذلون كل ما في وسعهم، وإن كان ثمة تقصير فيجب التماس العذر لها، فبض التقصير من طبيعة البشر، وهو لا يقلل مما تقوم به من جهد مشكور، وهنا أهيب بكل سكان المحافظة أن يتعاونوا كل بجهده، وأن أقل ما يقدمه الإنسان الدعاء بأن يبارك الله في الجهود، والصبر والتماس العذر من شيم الكرام.

وهناك جنود مخفيون ممثلون في مدراء المكاتب الفرعية ورجالاتها، وهم القريبون بل والملاصقون لأهل الحاجة من المستفيدين، لا يمكن أن ننسى جهودهم المبذولة، وهم متطوعون لهذا العمل النبيل لا لشيء سوى القيام بخدمة الأسر المحتاجة، عملا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه).

ولا ننسى أولئك الذين اقتطعوا من وقت راحتهم في سبيل راحة إخوانهم في مجتمعهم، وهم المناديب الذين يحاولون بكل جهد إيصال المساعدات إلى أبواب المستفيدين بكل راحة نفس، والنساء لهن دور بارز ممثل في القسم النسائي بالجمعية، وعلى رأسهن الأستاذة القديرة حميدة الصبحي، وكل الكادر النسائي معها، لكل هؤلاء وأولئك أقول جزاكم الله خيرًا، وكتب لكم الأجر والمثوبة، فأنتم في جهاد، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا.
واخيرا فلصحيفة غران اليد الطولى في ابراز جهود الجمعية من خلال الاعلان لكل ما تقوم به الجمعية من مشاريع

وهذه الصحيفة الغراء وعلى رأسها رئيس تحريرها الأستاذ أحمد عناية الله الصحفي، الذي بذل الجهد وما زال في حضور الاجتماعات والتنقل إلى أقصى قرى المحافظة لتقديم العون إعلاميا فجزاهم الله خير الجزاء، ونسأل الله القدير أن يبارك في الجهود، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه القادر والمعين، وصلى الله على سيدنا مجمد وعلى آله وصحبه وسلم.

إبراهيم يحيى أبوليلى
محرر ومراسل ميداني لصحيفة غران الإلكترونية

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “عن “بر خليص” أتحدث

حميدة الصبحي

نسأل الله أن يديم على هذه الجمعية
والقائمين عليها نعمة التوفيق ليقدموا كل الخدمات التي يحتاجها ابناء المحافظة من الأسر الأيتام والمحتاجين
فلا يرزق الناس ويرحمون إلا بضعفاءهم

فيصل اللبدي

جزاك الله خيرا أخي إبراهيم على ماقدمت وأسأل الله أن يثيب القائمين على هذه الجمعية المباركة خير الجزاء وأهيب بأهل المحافظة جميعا العمل على النهوض بها كل بحسبه وأن لا يحتقر أحد مشاركته فهذه جمعيتكم وخدماتها لأهلكم فخدمتها واجب عليكم جميعا
تحياتي لكم جميعا

وضاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لك الشكر والتقدير على هذا الايضاح عن بر خليص
وما تقوم به من جهد في ايصال المساعدات والتخفيف من اثار الفقر ولتسمح عبر هذا المقال ان اتقدم بالشكر والتقدير للاستاذ طريس الشيخ والاستاذ سعيد حمدان ومن يعمل معهم في فرع جمعيه البر بالبرزه على جهودهم واخلاصهم في عملهم ونسال الله لهم التوفيق كما اوجه نداء لكل الميسورين ورجال اعمال من البرزه ان يقدموا الدعم المادي للجمعيه وخاصه الان المدارس على الابواب فكم من محتاج يمنعه حيائه ان يمد يده للغير لطلب المساعده في شراء المستلزمات الدراسيه احبتى كما عهدناكم سباقون في الخير فلا
تنسوا الفقراء واليتامى واهل الفاقه من صدقاتكم وما تجود به انفسكم من خير في هذه الايام
المعذره استاذي الفاضل ان خرجت عن سياق المقاله

نويفعة الصحفي

سيرة عطرة ، وأعمال مشرفة ، وكادر لا نزكيه على الله ، وأثر طيب ، وعطاءات ممتدة ، وكرم عظيم من أيدي كريمة ، بذلت ومدت يد العطاء ، كل هؤلاء سخرهم الله لعمل الخير فهنيئا لكم هذه الهداية..
ونحن شهود الله في أرضه …
و هذا مقال كتب بأحرف من ذهب ، لكاتب تعودنا منه الاثراء المعرفي الواسع ..
لا عدمناك أستاذ ابراهيم فلك الشكر الجزيل . وإلى الأمام يا جمعية الخير ..وفقكم الله ..

غير معروف

دائما مبدع اخي ابراهيم ابو ليلى ..جمعية البر الخيرية في خليص في تطور مستمر ونود لها الاستمرار . كذلك تتحلى بالوضوح والشفافية في جميع أعمالها ومتاح للجميع متابعتها على موقع الجمعية وفي الصحف الالكترونية .. نتمنى من الله التوفيق لجميع القائمين
عليها ..
وفقك الله يا كاتبنا المميز تحياتي

فواز اليسلمي

جزاك الله خير أخي إبراهيم على ماقدمت وبارك فيك
ونحمد الله على أن وفقنا لخدمة أهلنا من خلال الجمعية
ونسأل الله القبول في القول والعمل
وأضيف أيضاً أن أبواب التواصل مع الجمعية متاحة للجميع
إما بالاتصال الهاتفي أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي
أو حتى بالحضور .فما نحن إلا بشر نصيب ونخطي
ولا غنى لنا عن آرائكم أو إقتراحاتكم أو ملاحظاتكم
دعمكم عون لنا لبذل المزيد بإذن الله
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

نافع الصحفي

كن مخلصا في عملك لا تنتظر مدح الاخرين
فالإخلاص في العمل واخوك من الله هو نجاحك في الدارين
اتقن عملك الذي كلفت به على أكمل وجه ثم أدي ما فرضه الله عليك في أوقاته التي أمر الله بها
ولا تنتظر ثناء أو مدحا من أحد فإن الإخلاص سعدة الدنيا والآخرة
قال ابن القيم -رحمه الله-: لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولاً فأذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص، وفي الصحيح عنه: «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم»(1). وقال تعالى: ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ﴾ [الحج: 37](2).

وإخلاص العمل واجبٌ على العبد بنص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الزمر: 11-12]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *