يقول الأول : أنت ليبرالي
فيرد عليه : بل أنت سلفي وقد تسببتم في تراجع الأمة جميعها وعلى رأسكم مشائخكم ابن باز وابن عثيمين .
من الوهلة الأولى تظن أن هذا الحوار دار بين مفكرين في إحدى القنوات الفضائية
ولكن للأسف
إن هذا الحوار يدور في منطقتنا
فقد وصل التطرف الفكري إلينا ونحن لا نعلم
لا يخفى على احد كثرة الفتن في المناطق المجاورة لنا وكثرة اللغط حتى أمسينا لا نعلم من منهم على صواب وعلى رأسهم الحركات الجهادية
ولكن المصيبة أن تمس عقيدتنا وان يكون من بين أبناء منطقتنا من يروج لهذا الفكر الضال و المنحل
عقول تشربت المعايير العلمانية أو الليبرالية عن طريق المواقع التي تتبنى مثل هذه الأفكار وتستند إلى أدله ضعيفة وتفسيرات خاطئة سواء كان للقران الكريم أو للسنة النبوية أو للوقائع التاريخية
أصبحوا مغرمين بأوروبا وأميركا وتطورها وكم يتمنون أن نحذو حذوهم في شتى المجالات
مهما اختلفت المسميات سواء كانت علمانيه أو ليبراليه أو تنويريه فأرضيتها واحده وتوجههم يصب في نفس الاتجاه
يريدون عزل القرآن وسن دستور يحكم البشر
يريدون من المرأة أن تتبرج تحت مفهوم مساواة المرأة بالرجل
يريدون أن يعم الفساد حتى لا يتكبدوا عناء السفر للخارج ويكون في متناول الأيدي كل ما تهواه أنفسهم
تحريم الغناء ومقاطعة القنوات والمسلسلات وغيرها هي إحدى أسباب دمار هذه الامه
هذا ما تنطقه ألسنتهم وهذا ما يدور في مخيلتهم .
أناس لم يعرفوا القرآن ولا يؤدون الصلاة مع الجماعة ويتشدقون بأمور دينيه لا يحق لهم الحديث عنها لقلة معرفتهم بأمور الفقه ولعدم امتلاكهم لأسلحة الدفاع
فلو جادلهم شخص عادي لم يتعمق في أمور الفقه والدين لا أطاح بهم ولعلم سوء بصيرتهم
يتبعون أهواءهم وشهواتهم فمن وافق رغباتهم بالقول مجدوه وخلدوه ومن خالفهم نبذوه
أنها دعوه لهم من خلال هذا المنبر فبإمكانهم الدخول والتعقيب والحجة بيننا
ولكني اعلم أنهم اجبن من ذلك وكل ما أتمناه منهم هو أن يطبقوا على أفواههم وان يعودوا إلى جادة الصوب ولن يكون ذلك إلا بالتزود والقراءة وسؤال أهل العلم والاختصاص
وترك رموز الفتنه والكف عن متابعتهم ونشر أفكارهم بين أبناء المنطقة وإذا بليتم فأستترو
قال الله تعالى
(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الي أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون )
وقال رسولنا الكريم عليه أفضل صلاة وأتم تسليم
” لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟”