لقي ستة أشخاص حتفهم إثر انهيار جدار خرساني ساند في جبل الكعبة في مدينة مكة المكرمة، ووقفت الأدلة الجنائية ولجان هندسية على الموقع، ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن الأسباب الفنية التي أدت إلى الانهيار.
وقال المقدم صالح العلياني الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، “إن فرق الدفاع المدني في حي جبل الكعبة باشرت حادث انهيار جدار ساند بارتفاع 15 مترا وعرض 100 متر تقريبا وهو عبارة عن مكعبات خرسانية معمولة كساند تابعة لامتداد مشروع الطريق الدائري الأول”.
وأشار إلى أن أفراد الإنقاذ والمعدات الثقيلة رفعوا الأنقاض لإخراج المحتجزين، حيث تمكنت الفرق من انتشال ستة جثث من أسفل الأنقاض المنهارة ونقل خمس مصابين -حتى نشر الخبر -.
وأضاف العلياني أن الأدلة الجنائية ولجانا هندسية محايدة وقفت على الموقع، كما تم استجواب عدد من العاملين فيه وأن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن الأسباب الفنية التي أدت إلى الانهيار.
فيما قال لـ”الاقتصادية” العميد سامي الجدعاني مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، الذي باشر الموقع ميدانيا، وتم التواصل معه خلال وجوده في الموقع أنه من الصعوبة معرفة أسباب الحادث قبل أن تنتهي إجراءات التحقيق ومعرفة التفاصيل من كافة الأطراف، مبينا أن حجم الصبات الخرسانية يصل إلى نحو أربعة أطنان للواحدة، وأن الحادث كان بعيدا عن حركة الزوار والمشاة.
من جهته، قال عبدالوهاب شلبي الناطق الإعلامي لوزارة الصحة في العاصمة المقدسة وصول ست وفيات تم نقل جثتين إلى مستشفى الملك عبد العزيز وثلاث جثث إلى مستشفى الملك فيصل فيما تم نقل إصابتين إلى مستشفى الملك عبدالعزيز، حيث تم تنويم حالة والأخرى تم عمل إجراءات الخروج لها، كما أن هناك ثلاث إصابات تم نقلها مسبقا إلى عيادات ابن لادن، وبذلك يصبح المجموع الكلي حتى ساعة إعداد التقرير ست وفيات ومثلها إصابات، ولا يزال الوضع قائما.
وأكد علي الغامدي المتحدث الرسمي باسم هيئة الهلال الأحمر أن 16 سيارة تابعة لهم باشرت الحادث وقامت بنقل المصابين؛ إضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية للمصابين ونقلها بعد ذلك للمستشفى في أسرع وقت ممكن.
فيما كشف اللواء جميل أربعين مدير عام الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة، أن حجم الانهيار في الجدار الساند كان على امتداد ٦٠ مترا طوليا من إجمالي المشروع الذي يبلغ طوله ١٠٠ متر وارتفاعه ثلاثة أمتار، وقال “لا تزال فرق الإنقاذ تواصل بحثها بين الأنقاض ولن تنتهي حتى يتم فحص الآثار كافة والتأكد من عدم وجود ضحايا”.
وحول أسباب الحادثة بين أنه لم يثبت شيء حتى الآن، مشيرا إلى أن أمير منطقة مكة المكرمة وجه بتشكيل لجنة فنية عاجلة للكشف عن أسباب الانهيار، لافتا إلى أن اللجنة مشكلة من الدفاع المدني، ومكاتب هندسية استشارية محايدة، والجهة الحكومية المشرفة على المشروع قد بدأت أعمالها للتو.
وكان الأمير مشعل بن عبد الله بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، قد تابع حادث الانهيار الذي وقع صباح أمس، ووجه بتشكيل لجنة فورية للوقوف على الموقع والتحقيق في مسببات الحادث.
يذكر أن طول مشروع الدائري الأول في مكة المكرمة يصل إلى أربعة كيلو مترات، وعرضه 35 مترا ويحيط بالحرم المكي الشريف، حيث ينطلق من خلف وقف الملك عبد العزيز حتى نفق المالية القديم، وصولا إلى باب علي، ثم ريع اطلق وعمارة الجفالي وجبل هندي ويكمل طريقه حتى جبل الكعبة مخترقا مشروع عبداللطيف جميل ثم طريق أم القرى والطريق الموازي ويخترق أيضا مشروع جبل عمر إلى أن يصل في شارع إبراهيم الخليل.