القيم أجمل بها عندما تترسخ في أعماقنا، وأجمل بنا عندما نزرعها في أجيالنا.
لاشك أن كل إنسان لا يفرط في قيمه مهما يكن، ولا أريد هنا أن أتحدث عن أهمية الوطن أو واجبنا تجاهه فالعارف لا يُعرّف – كما يقولون – لكن ما أتحدث عنه هو كيف ننقل اليوم الوطني كقيمة إلى الأجيال دون تفريط في مظاهر ليست شرعية أو حضارية؟ فما شاهدناه العام المنصرم من تلك التجاوزات تنبهنا إلى نقطة مهمة، ألا وهي أنه ينقصنا التفكير في برامج تربوية ثقيفية نوعية تصاحب فعاليات الاحتفال باليوم الوطني. وأعتقد أن أمراً كهذا لا يتأتى بجهود جهة معنية بعينها، بل بتظافر جهات ذات تأثير واختصاص حتى لا يضيع التركيز في نقاط تجمع الزحام.
وأول تلك الجهات برأيي هو الإعلام فهو ناصية الهدف المرجو تحقيقه، وسنام تلك الجهات الأندية الأدبية ولجانها الثقافية هاتان الجهتان هما المكملتان للمؤسسات التعليمية وبدونهما سيكون الجهد ضائعا منثورا.
لمرات عديدة، وأنا اشاهد برامج احتفال اليوم الوطني في الإعلام أو احضر لها، وأجد قاسما مشتركا يجمع بينها. ذلك القاسم هو اللغة الإعلامية التي نحتاجها للنهوض بمفهوم الوطن كقيمة تتطلب منا الحفاظ على ممتلكاته، و دعم المسؤولين بالفكر والنصح والعمل التطوعي. هذه النقاط نفتقدها في احتفالات اليوم في معظم فقراته وأولها بكل أسف الخطابية.
ودليل ذلك العبث الذي نراه في الأماكن العامة حتى في يوم الاحتفال هذه المناسبة. ومن هنا أدعو القائمين على هذا البرنامج في بلادي إلى الاحتفال باليوم الوطني ببذل الجهود الذهنية قبل الشروع في الجهود البدنيه، وفتح الأبواب لتوسعة دائرة النقاش ومحاورة عقول الشباب والسماع لإبداعاتهم.
مشعل حميدان الصبحي – رئيس تحرير صحيفة خليص اليوم
مقالات سابقة للكاتب:
ثم ماذا يا معالي الوزير؟!
مقالات سابقة للكاتب