محافظة (خليص).. ترقد على سطح صفيح ساخن! البلدية عاجزة عن تقديم الحلول لمشاكل المحافظة، وفاقد الشىء لايعطيه، والثقافة تدور في فلك التكرار الممل والوجوه المكررة حتى غدت قاعاتها يعشعش فيها البوم.. وغاب المسرح المدرسي وغاب الإبداع بعد أن كان لسنوات طويلة مفرخاً للمواهب والإبداعات، ولم يستفد أحد من الشراكات المجتمعية لرفد مؤسساتنا الثقافية بالدعم المالي لكي تنهض وتواكب مسيرة التطور بالمكون الثقافي للمحافظة، ونتساءل لماذا لا نفتح نوافذ الترفيه لمواطنينا في المحافظة كدور السينما، وتكون خليص أول من يحتضن دار سينما بالوطن؟
المجلس البلدي يغط في نوم عميق، وتجب إحالته للتقاعد، والمدينة التي تتفتح فيها آمال كل أبناء خليص لتكون مدينة حضارية متكاملة يبدو أنها تبعد مسافات كبيرة عن هذا الحلم، أما لجان تنمية المجتمع فعليها الرحيل فوراً، يكفى أنها مازالت تابعة لمحافظة الجموم رغم عقود من قيامها ولم تتمكن من الاستقلال عنها.
هكذا يرى الإعلامي الأستاذ عبدالله الطياري محافظة خليص، وتلك قضايا وموضوعات عبر فيها ضيفنا الكريم الأستاذ عبدالله الطياري، عن آرائه فيها بكل صراحة، وذلك في الحوار الموسع لصحيفة «غران الإلكترونية» في أول حلقة من الزاوية الجديدة «لو كنت مسؤولاً».
وقبل أن نبدأ الحوار نود أن نشرح طبيعة هذه الزاوية التي نضع من خلالها الضيف على كرسي المسؤول، ونجعله يتبوأ المنصب “افتراضيًا”، ثم نطرح عليه عددًا من الأسئلة والقضايا والمشكلات، لننظر كيف يتصرف وكيف يتخذ القرار، وبذلك ننقل الضيف من زاوية التنظير والنقد إلى المحك والواقع “الافتراضي”.. وبطبيعة الحال سوف تكون إجاباته وقرارته تعبر عن نفسه، ونحن نطرحها عبر هذه الزاوية أمام القراء الذين سوف نفتح لهم ساحة التعليق والمداخلات على مصراعيها بكل شفافية وبسقف حرية مرتفع جداً لكل من يلتزم بالموضوعية والنقد الهادف.
لجنة خليص الثقافية
شكراً لك أستاذ عبدالله على قبول دعوة الصحيفة لهذا اللقاء، ودعنا ننطلق من النقطة التي تمثل محور اهتمامك وهي “الثقافة”.. والتي يمثلها في خليص “اللجنة الثقافية” التابعة للنادي الأدبي بجدة، والتي كان لك وجهة نظر ناقدة حادة حول طريقة تشكيل مجلس إدارتها الأخير وحول نشاطها وبرامجها بصفة عامة.
– أنت الآن علي قمة هرم هذه اللجنة (افتراضياً) وأمامك ثلاثة ملفات ساخنة تحتاج منك إلى قرارات حاسمة وإلي معالجات وحلول عاجلة:
الملف الأول: قلة الحضور الجماهيري.
لملف الثاني: ضعف الموارد المالية.
الملف الثالث: عدم توفر الكفاءات.
فكيف سوف تتعامل مع هذه الملفات؟
❖ أولا ليس هدفاً أن تكون مسؤولاً بأي لجنة ثقافية وأنت لا تملك الحصافة الفكرية وقوة مواجهة الواقع المعاش في محيط ما تسعي إليه من إنعاش ثقافي وفكري يعود مع تراكم الأيام إلى مجتمع زاخر بالحيوية الفكرية والتعاطي اليومي مع واقع ومشكلات الحياة، وإن عدت إلى واقع الملفات التي طرحتها أمامي وسلمتني واقعًا افتراضيا أن أكون رئيسًا للجنة الثقافية بخليص؛ أقول إن التعاطي مع الثقافة ينبع من الاهتمام الداخلي للشخص للتفاعل معها، وأني أكاد أجزم أن خليص بها مكونات ثقافية كبيرة، ولها رصيد واسع في العمل الثقافي، وتشكل جواهر في لمعانها متي ما وجدت الاهتمام بها ونفض الغبار عنها، لهذا أعتقد أن هذا الملف سيكون من أقل الملفات سهولة في التعامل معه أمام أي رئيس لجنة ثقافية يريد التعاطي مع الثقافة ومنتجها الحقيقي، وهي الثقافة الجادة التي تشكل مع نهاية كل نشاط منبري عطاء العقل الخليصي.
❖ وسيكون أول قراراتي في هذا المجال ألا يصعد لمنصة المنبر الثقافي بخليص إلا من هو أهل لها، وقتها ستكون قاعات المنابر الثقافية بخليص تزدحم بمحبي الثقافة وتشتكي القاعات من الضيق لكثرة الحضور؛ بعد إعطاء العقل المادة الثقافية الجادة التي تلامس اهتمامه.
الملف الثاني: ضعف الإمكانيات، وهي بالواقع هم مشترك لكافة المؤسسات الثقافية بالوطن العربي، ولكني اعتقد أن هناك أفكار جديدة يمكن أن تُفعّل، مثل العمل على تأسيس شراكات مجتمعية مع المؤسسات التجارية والصناعية والمؤسسات المالية الكبرى في إطار المسؤولية الاجتماعية التي ينتظرها المجتمع منها، خاصة وأن هذا المفهوم تطور كثيراً في الحياة الاقتصادية بالمملكة، وعلى المعنين بالمؤسسات الثقافية اقتناص هذه الفرص للاستفادة منها.
الملف الثالث: أعتقد أن هذا الافتراض غير حقيقي لواقع خليص، حيث إن هذه المحافظة زاخرة بالمواهب والكفاءات الحقيقية والفاعلة والمنتجة، وأنا في أول قرار أتخذه ـ كان افتراضيًا أو واقعيًا ـ سيكون بإبعاد الأسماء التى حجبت الشمس الثقافية من شروقها في خليص طوال السنوات الماضية، وأقول لهم كفي، بل سأقول لهم وداعاً حتى بدون كلمة شكرًا، لأنني لو شكرتهم سيعني ذلك الاعتراف بأن لهم شيئاً من الإنجاز وهو أمر لم يحدث، ووقتها صدقني ستري أسماء تشرق في خليص أكثر إبداعًا وأكثر حيوية ونشاطاً وتأثيراً، وسترى مواهبًا انفتحت أمامها الأبواب لمزيد من التألق والإبداع.
ركود الثقافة
▪ من ضمن الصلاحيات الممنوحة لك تغيير أعضاء مجلس الإدارة (إن أردت).. فهل لنا أن نتعرف على قرارك بهذا الخصوص؟
❖ لن أتردد لحظة واحدة في تتغيير كامل أعضاء مجلس الإدارة، وخاصة بعضهم الذي ظل بالمشهد طوال السنوات الماضية بدون أي تحريك للمياه الثقافية الراكدة بخليص، وإن كنت أستثني منهم رئيس اللجنة الحالي الأستاذ عبدالرحيم نافع الصبحي، للحيوية والنشاط الذي يقوم به حيال هذه اللجنة منذ أن كانت فكرة إلى أن أصبحت واقعاً، وأستثني أيضا صاحب الإبداع المكتوب والمقروء أو من لديه حضور ثقافي، أما الآخرون فعليهم الرحيل قبل أن تطأ قدمي مكاتب هذه اللجنة.
▪ تمحورت موضوعات اللقاءات والمنتديات الثقافية السابقة على مدار عدة أعوام حول موضوعات محدودة تتناول الأدب والشعر والتاريخ؛ موضوعات شبه مكررة مع ضيوف مكررين، والمطلوب منك فتح آفاق جديدة في عالم الثقافة وأن تلامس رغبات واهتمام المجتمع عامة وفئة الشباب على وجه الخصوص في خليص؛ فماذا سوف تقترح؟
❖ النشاط الثقافي والموضوعات التي تم تناولها في الفترات السابقة غلب عليها طابع المجاملة وليس البعد الثقافي، لذا تكررت الأسماء في الندوات وتحت عناوين متعددة لا ترتبط بواقع ثقافة خليص وتنميتها، ولهذا كانت الحصيلة ضعيفة، ولم تترك هذه الندوات أثراً يذكر في تنشيط المنابع الثقافية، وآمل أن يكون هذا العام أفضل؛ حيث إن البرنامج الثقافي الذي اعتمد جيد، والأهم أننا سنرى في هذا العام تكريماً لرمز ثقافي ومؤرخ من أهم مؤرخي الوطن وهو من أبناء خليص؛ العلامة عاتق بن غيث البلادي.
إنشاء دور السنما
▪ هناك الآن على الساحة المحلية أصوات تطالب بالسماح بالسينما باعتبارها رافد من روافد الثقافة، بينما هناك أصوات ترفض السينما عطفاً على ما يقدم فيها من مشاهد مخلة بالآداب ومخالفة للشرع، فهل تؤيد هذه المطالب أم تقف في صف المعارضين؟
❖ إنني أتساءل أولا من أعطى هؤلاء الأشخاص حق إصدار هذا الحكم القطعي على أن كل أفلام السينما بها مشاهد مخلة بالآداب؟! وثانياً: ماهي الأحكام الشرعية التي بني عليها هؤلاء بتحريم السينما، وإنني شخصياً لم أطّلع على نص قرآني يحرم مشاهدة الأفلام السينمائية، ولكن للأسف ينطلق هؤلاء في تحريمهم لإنشاء دور السينما من الفتوي الذائعة الصيت (سد الذرائع) الذي أخرتنا أربعين عامًا، ولذا سأكون أول المطالبين بفتح دور سينما وأتمنى أن تكون خليص أول من يحتضن دار سينما في الوطن إن شاء الله.
إعادة النشاط المسرحي
▪ المسرح المدرسي كان أحد أهم الأنشطة المدرسية التي أبرزت العديد من المواهب في التمثيل والشعر والإلقاء، لكننا نرى في الثلاثة عقود الأخيرة لم يعد له وجود ، فلو طلب منك إعداد خطة لإعادة المسرح المدرسي للوجود من جديد؛ ماهي أهم الاحتياجات الأساسية التي تقترحها لإيجاد مسرح مدرسي قوي؟
❖ آهٍ آهٍ من هذا السؤال! الذي أوجعني وهز مضاجع تفكيري من تلك الأيام الجميلة والبريئة، عندما كنا نعود بعد المغرب ونتزاحم ونقتحم أسوار مدرستنا الابتدائية (قتيبة بن مسلم بحي الشيوخ) أو مدرسة (خليص المتوسطة) لنعيش تلك الأجواء الفرائحية الجميلة مع مشاهدة مسرحية صنعت من واقع البيئة التى نعيش فيها وأبطالها هم أبناء تلك البيئة، شباب موهوبون برزوا من داخل تلك المدارس ليقدموا إبداعاً يشد الجميع، الذين كانوا يسابقون مبكرين لكي يجدوا لهم مكاناً لمشاهدة ذلك النشاط العفوي الرائع.
ولكن للأسف جاء ما يسمون أنفسهم بدعاة الصحوة، وكانت بداية مرحلة الدمار لكل مناشط الحياة الطبيعية، وكان الضحية الفن البريء الذي عشناه وتمتعنا بإبداعاته، وكان ذا تأثير على الحياة العامة، وإننى لو أصبحت صاحب القرار سأجعل من حصة النشاط حصة للنشاط المسرحي يومياً لكل مدرسة من مدارس الوطن، وأطلب من كل فصل دارسي من فصول المدرسة أن يقوم بتقديم مسرحية أسبوعية ليكون لدينا أكثر من 12 مسرحية في العام، حتى نوفر البيئة لخلق جيل من المبدعين، وسوف تكون خشبة المسرح عاملَ تحريك صحيحًا ومعافى لكافة مناشط المجتمع، لأنه من خلال المسرح أنت تخاطب واقع الإنسان وطموحه بدلا من أن يقوم البعض من خلال بعض المنابر بطرح أيدلوجيا تهدف لأهداف شريرة، كما رأينا ذلك في فترات سابقة، بل وإنني سوف أعمل على إعادة الحفل الختامي لكل مدرسة بالمفهوم التفاعلي ما بين المدرسة والمجتمع المحيط بها، على أن يتوج بنشاط مسرحي مع باقي الفنون الأخرى؛ وهو النشاط الإبداعي الذي عشناه في عقود ماضية.
وأنا هنا أصرخ بأعلى صوتي وأوجه رسالة إلى معالي وزير التعليم: (أعيدوا النشاط المسرحي مرة أخرى إلى الواجهة، واجعلوه نشاطًا مدرسياً فاعلاً، وسوف ترون حجم التأثيرات الكبيرة والإيجابية لمستقبل شباب الوطن وتنميته، لأن العقول سوف تصبح أكثر نقاءً وأكثر انفتاحاً مما هي عليه اليوم، وكل عقل نقي سيكون إنتاجه أكثر نقاءً.
▪ وبما أننا عرجنا على ساحة التعليم فدعنا نلج إلي الداخل ونصدر قرارًا بتعيين الأستاذ عبدالله الطياري، مديراً لمكتب تعليم خليص لمدة ثلاثة أيام فقط، بكامل الصلاحيات ونسمح له باتخاذ ثلاثة قرارات فقط، في كل يوم قرار. فماهي هذه القرارات ؟
❖ القرار الأول: إبعاد كل عواجيز التعليم الموجودين بالسلك التعليمي بخليص اليوم، والمطالبة بنقلهم الى أماكن أخرى لتحريك الدماء في أجسادهم، وذلك لطول بقائهم بالمكان الواحد والمدرسة الواحدة لأكثر من ربع قرن للكثيرين منهم، مما أصابهم بالتكلس في التفكير وتجمد العطاء في الحقل التعليمي، والاستمرار والبقاء في مكان واحد يخلق شعاب وبائية تحمل في داخلها الكثير من الأمراض.
❖ القرار الثاني: تنشيط المسرح المدرسي والفنون كافة وأن تكون ضمن التقييم السنوي لأعمال مدير المدرسة من ناحية استمراره بالإدارة أو خروجه منها.
❖ القرار الثالث: إنشاء لجنة متابعة لتطوير الآليات وتفعيل مفهوم المبادرة بين الطلاب وكافة العاملين بالحقل التعليمي.
فشل إدارة بلدية خليص السابقة
▪ يبدو أن قراراتك المصيرية التي اتخذتها في التعليم قد لفتت أنظار المسؤولين إليك، فصدر للتو قرار بتسليمك رئاسة بلدية محافظة خليص، وتضمن قرار التكليف إعداد تقرير خلال أسبوع عن المهام التي فشلت فيها الإدارة السابقة ومقترحاتك لعلاج تلك السلبيات، فهل لنا أن نطلع على ملخص لهذا التقرير؟
❖ أنا في مناكفة و (نحال) مع بلدية محافظة خليص منذ سنوات طويلة، وخلال تولي كافة رؤساء هذه البلدية منذ أكثر من ربع قرن، وإن كان قد حدث بعض الهدوء نسيبًا بيني وبين البلدية وذلك إبان رئاسة المهندس علي المرحبي، رغم أنني كنت أول من تحدث مع أمين محافظة جدة في ذلك الوقت الدكتور نزيه نصيف، لتغيير المهندس المرحبي، الا إنه للتاريخ والأمانة أقول إننى بعدما اطلعت على واقع خططه المستقبلية لتطوير خليص وحماسه والعمل والنشاط الجاد التى كان يقوم به؛ تغيرت وجهة نظري تجاههه، وكنت أول المبادرين بالترحيب به والثناء عليه، وكان يعمل في ظل قلة إمكانيات ميزانية البلدية في ذلك الزمان، واليوم أؤكد أن المهندس المرحبي – من وجهة نظري الشخصية – هو من أفضل رؤساء البلدية الذين تسلموا رئاسة بلدية خليص، وأعتبره الصانع الحقيقي مع محافظ خليص الأسبق عبدالرحمن نوار الحربي، لما تحقق ووصلت إليه خليص اليوم، ورغم أن مشاريعهم وخططهم نفذت في عهد غيرهما، ولكن إحقاقاً للحق وللتاريخ الخليصي ولإنصافهم وحفظ حقوقهم الأدبية حتى يعرف الناس من هو الصانع الحقيقي لتلك الإنجازات التى شهدتها خليص اليوم.
وأضيف هنا بأن أهم شيء فشلت فيه الإدارة السابقة لبلدية خليص هو أنها ركنت في عملها لما خطط فيما قبل ولم تستطع تنفيذ الخطط التى قام بوضعها المهندس المرحبي وأنا شاهد عليها، ومن أهمها الطريق الدائري لخليص، وتفعيل الشراكة مع وزارة النقل لتنفيذ الطريق الرابط من مدخل غران إلى طريق المدينة شمال الرحيلي، الذي قطع فيه المرحبي مرحلة متقدمة آنذاءك مع وزارة النقل، وهناك العديد من الأفكار التى أعرفها وكان المرحبي قد وضعها، وهي موجودة في دهاليز ودواليب البلدية ولكنها دفنت في أدارج البلدية حتى غطى عليها الغبار ولم تنفذ.
إضافة إلى أن الادارة السابقة ومن خلال المخطط العمراني الذي أعتمد لخليص في عهدها قد حاصر خليص وضيق الخناق أمام تمدد هذه الأحياء، وخاصة مابين السلام وغران والسلام وحي المغاربة والطلعة، مما جعلها تشبه بالكانتونات المتفرقة.
وأنا الآن أعيش في حالة ترقب وسكون مع رئيس بلدية محافظة خليص الجديد، وقد أعلنتها عبر تغريداتي بتوتير أنه سيكون لى كلام بعد انقضاء العام الأول من رئاسته للبلدية؛ حتي يأتي التقييم منطلقاً من أرضية صلبة لواقع ماسيقدم، رغم أن الظروف الحالية غير تلك الظروف، ولكن الرجل سبقته سمعته الإنجازية، وأتمني أن أكون من المؤيدين لإنجازاته وليس المنتقدين.
إلغاء المجلس البلدي
▪ كما تضمن القرار منحك كامل الصلاحيات في الاستفادة أو الاستغناء عن المجلس البلدي أو التعديل عليه حسب ما تراه، فماذا أنت فاعل بالمجلس؟
❖ هل لازال المجلس البلدي في خليص يعمل؟ لأنني كلما مررت من جوار مقره (الكشك) الذي وضع على طرف مبني البلدية لا أري أي شعلة نور أو حياة فيه، وأنا إذا أعطيت الصلاحية وأصبحت صاحب القرار سوف ألغي هذا المجلس بالكامل، وأعتمد نظام التعيين، لأن من يصل إلى هذا المجلس تزفهم القبيلة وليس الكفاءة إلى كرسي هذا المجلس، رغم أني لا أعترض على ذلك، ولكن ماهي النتائج والأعمال التي قدمها هذا العضو؟ وما هي إنجازاته؟ وقد تكون أفضل إنجازاته سفلتة الطريق الذي يقود إلى منزله ومرتع القبيلة، مع الإنارة وتوزيع حاويات النظافة الجديدة بالحي الذي يسكن به العضو، والآخرون توزع عليهم البراميل.
إعادة الهيكل العمراني
▪ أيضاً طُلب منك الرفع للوزارة بأهم خمس مشاكل تعاني منها المحافظة وتحتاج لحلول عاجلة؟
❖ هناك الكثير من المطالب التى تحتاجها خليص حتى تكون وزارة الشؤون البلدية والقروية على اطّلاع بها، وبمَا أنك حددت السؤال بخمسة مطالب سوف ألتزم بالأهم منها، وهي كالتالي:
ــ إعادة الهيكل العمراني لمحافظة خليص، وذلك بتوسيع وإعادة رسم وترسيم مابين خليص وغران واعتمادها كمخططات سكنية بالكامل؛ وإن كانت أملاك خاصة، وأعتقد أن كل صاحب ملك خاص بهذه المنطقة سيبادر ويساهم في أن تكون هذه المنطقة لمخططات سكنية لأنها سوف تساعد في حل مشكلة السكن بخليص أولا، وتزيد من قيمة الأراضي لأصحابها وتعطي مدينة خليص صورتها كاملة فيما بعد كمدينة حضارية، كذلك مابين طريق الحرمين وطريق خليص الرابط مابين غران وخليص.
ـــ استكمال الطريق الدئراي المقترح من مخرج الكامل إلي شمال خليص.
ـــ رسم هوية خليص السياحية، وخاصة السياحة البرية والريفية، وتشجيع المستثمرين السائحين للاستثمار بخليص بحوافز تشجعية.
ـــ العمل على تنفيذ طريق يربط خليص بطريقين؛ أحدهما ينطلق من كوبري مخطط الملك فهد عند الجامعة وثول، والطريق الآخر يربط مدحل خليص مع طريق المدينة شمال حي الرحيلي عند مدينة قوى الأمن الداخلي الجديدة، وأكاد أجزم بأن هذين الطريقين سوف يغيران ملامح مدينة خليص السكانية والتنموية.
ـــ إنشاء بلدية جديدة مستقلة بشمال خليص، وتفريغ بلدية خليص لخليص وما يرتبط بها من مراكز جنوبًا فقط.
الخدمات أهم شكاوى المواطنين
▪ وعندما سمع المواطنون بقرار تعيينك تسابقوا إلى مكتبك بمعاريضهم التي تضمن العديد من الشكاوى ضد البلدية فهل بالإمكان أن تطلعنا على أبرز تلك الشكاوى؟
❖ أهم شكاوي ومطالب مواطني خليص هي الخدمات ثم الخدمات، ومن مطالبهم أن تكون خليص مدينة حضارية متكاملة بالمعني الحقيقي، خاصة وأنها تملك كافة المقومات التي تجعل منها مدينة ذات أبعاد حضارية متكاملة.
▪ كما نود أن نعرف ماهي أهم المشاكل التي يعاني منها موظفو البلدية خلال اجتماعك بهم وأهم مطالبهم؟
❖ التأهيل وقلة التدريب، وثقافة أهمية وقت بالعمل.
تأهيل المزارع المهجورة بخليص
▪ وفي أحد الأيام استدعاك سعادة محافظ خليص وطلب منك إعداد تقرير لتحسين أداء العمل في ٦ إدارات، وهي المرور والشرطة والدفاع المدني ومكافحة المخدرات وفرع وزارة الزراعة بخليص على أن يتضمن التقرير أوجه القصور والحلول المقترحة، ونرجو موافاتنا بصورة من التقرير لنطلع القراء عليها الآن.
❖ المرور: حديث عهد بخليص، ولكن سوف يكون التقرير عن المرور هو أن يتم استكمال كافة المتطلبات التي يحتاجها المواطن بخليص من تجديد الاستمارة إلى الرخصة إلى الفحص الدوري إلى إنشاء مدرسة تعليم قيادة السيارات، خاصة وأن المرأة الآن دخلت لعالم قيادة السيارات.
❖ الشرطة: إنشاء مراكز شرطة بأحياء محافظة خليص، وتكثيف القوة الأمنية البشرية للشرطة.
❖ الدفاع المدني: أيضًا إنشاء على الأقل فرعين إضافيين للموجود حالياً.
❖ مكافحة المخدرات: يحتاج لصناعة برنامج توعوي بالمدارس وغيرها لحماية النشء من خطر هذه الآفة.
❖ أما الزارعة فأعتقد أنها تحتاج إعادة النظر بتأهيل المزارع المهجورة بخليص والعمل على الاستفادة منها بالنزل الريفية والتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لتأهيل مزارعي خليص للاستفادة من مزارعهم والعمل على ربطهم بالحقل بأي طريقة كانت، وخلال الأسابيع الماضية وصلتني أنباء عن معرض سياحي زارعي سوف يقوم بتنظيمه فرع وزارة الزارعة بخليص، الحقيقة هذا الخبر أفزعني فرحًا، وعمل على نظري غشاوة رؤيا للأخطاء في هذا الفرع بجريمة الدواجن منذ سنوات طويلة.
مؤسسات المجتمع المدني ضعيفة
▪ وفي وقت لاحق طلب منك إعداد تقرير مماثل حول عدد من مؤسسات المجتمع؛ مثل جمعية مراكز الأحياء، وجمعية البر الخيرية، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم، ولجان التنمية الاجتماعية، فهل لنا أن نطلع على صورة منه للنشر؟
❖ مؤسسات المجتمع المدني بخليص لازالت تحبو، ومنها المتعثر كما سمعت، ولكن جمعية البر الخيرية لها نشاط ملموس على أرض الواقع، أما لجان التنمية بالمحافظة عليها أن تعمل على لملمة أغراضها والرحيل، ومعها مجالس إدارتها أو المسؤولين عنها، لأننا نسمع لها ضجيجاً ولا نرى طحيناً، ولجنة التنمية بخليص لها أكثر من 30 عاماً ولم تنفصل أو تستقل لجنة التنمية عن محافظة الجموم، وأعتبر ذلك فشلاً ذريعا لكل من تسلم مسؤولية هذه اللجنة بخليص ولم يستطع طوال هذه السنوات الحصول على استقلال لهذه اللجنة من محافظة الجموم، والآن أين نشاطاتها؟ أين تفاعل المجتمع معها؟ مؤسسات المجتمع المدني واجبها أن تكون راسمة لخريطة المجتمع وهندسة الخطط المستقبلية له، وكيف سيكون.
لاشك أن هناك من يعمل في هذه اللجنة وكل همه أن يكون في موقع أبوي للمجتمع بخليص من خلال القفز لكل المناصب، إنني أدعو لجنة التنمية الاستقالة اليوم قبل الغد وتسليمها إلى الشباب وسوف ترون كيف يصنع الشباب في سنة واحدة أفضل مما أنجزتموه طوال السنوات الماضية.
▪ وفجأة . إذ بقرار يصدر بتعيينك رئيساً للجنة لتقيم مستوى مستشفى خليص، وطلب منك تقييم المستشفى من عدة جوانب؛ مثل الموقع والتجهيزات والكادر المتكامل ومدى رضى المراجعين، وكيف يمكن تحسين وتطوير هذا القطاع الحيوي المهم؟ فماهي أهم السلبيات التي تضمنها التقرير؟ والحلول المقترحة لتحسين الأداء والارتقاء بمستوى المستشفى إلى الدرجة التي تتوافق مع تطلعات المواطنين واحتياج المنطقة؟
❖ آه.. لقد أوجعتني، لم أرَ إلا جدراناً تحمل مواصفات مستشفى فقط، فالموقع لا خلاف كثير عليه، ولا توجد تجهيزات، لأنني كلما أتذكر هذا المستشفى أحس أن المرض يمشي أمامي على رجلين ليقتحم كل من يقترب من هذا المستشفى، ولكن في الحقيقة إنني أهدأ قليلاً من غضبي خاصة عندما أتذكر مبادرة أبناء خليص الكرام من الأطباء بإعلانهم التطوع مجانًا من وقتهم الثمين لفتح عيادات لعلاج أبناء دائرتهم، وإنني أدعو وأتمني من شباب خليص إطلاق مبادرة إنشاء عيادات خارجية متكاملة لكافة المتطوعين من أبناء المحافظة من الأطباء والطبيبات، ويسعدني أن أكون أول واحد يساهم بما يستطيع في تنفيذ هذا المشروع، والحل يكمن في تأسيس الجمعية التطوعية بخليص لتنفيذ كل هذه البرامج، وأولها برنامج تطوير مستشفى خليص العام بالمتابعة وملاحقة كل مسؤولي الخدم ، وإن كان التوجه اليوم في وزارة الصحة يتجه للخصخصة على مستوى الوطن، ولكن حتى ذلك الحين فإن المستشفى يحتاج لإعادة التأهيل.
▪ وفي خضم هذه المسؤوليات والمهام الجسام؛ إذ برابطة فرق الأحياء لكرة القدم ترشحك رئيسًا للرابطة بمحافظة خليص.. وللمعلومية هذه الرابطة تشكلت منذ فترة وتهدف إلى تنظيم لعب كرة القدم في الأحياء تحت مظلة رسمية واحدة، وإبراز وتبنى المواهب في فرق الأحياء وتوفير بيئة جيدة صالحة للعب، فماذا ستقدم للشباب من خلال ترأسك لهذه الرابطة؟
❖ بيني وبين كرة القدم والرياضة خصام منذ عام 1984م، بعد الكأس الذهبي لباولو روسي النجم الإيطالي الساحر، وزوف عجوز المرمي، وتارديلي الصخرة التي تحطمت عليها كبرياء البرازيل في عام 82م، وذلك بسب الإحباط لانتكاسة الكورة الإيطالية في ذلك العام، رغم أن فريقي الملكي (الأهلي) يومها كان نجم الأندية العربية مع مدربه الداهية (تلي سانتانا البرازيلي) الذي لازال يعيش في ذاكرتي، أمام هذا المنعطف خرجت من أجواء رياضة كرة القدم بالكامل رغم أنني بعد عامين من تلك الأجواء قبلت عضوية مجلس إدارة النادي الوطني بتبوك إكراما لرئيسه الذهبي – رحمه الله – عبداللطيف الطلق، واهتممت بمجال الثقافة في ظلال ذلك النادي.
ولكني أعتذر لشباب خليص لعدم قدرتي على تقديم رؤية واضحة لتطوير العمل الرياضي بالمحافظة، وأرى صديقي الرياضي الصحفي الأستاذ حسن شاكر له جهود كبيرة من أجل إنشاء نادي رياضي بالمحافظة لأكثر من عشر سنوات ولكن لا أعلم الى أين وصل فيه، وأعتقد أن الخطوة الأولى هي تأسيس مظلة رسمية للرياضية بالمحافظة يعطيها العمق في التفكير للتطوير، وهذا ما أتمنى أن أراه قريبًا.
حل المجلس الاستشاري فوراً
▪ وتكريماً لك على هذه الجهود؛ قرر المحافظ أن يمنحك صلاحية اتخاذ ٣ قرارات مصيرية تتعلق بـ: (المجلس الاستشاري، شيوخ القبائل، حفلات الأعراس)، فما هي تلك القرارات؟
❖ المجلس الاستشاري أقوم بحله فورًا، لأنني ومع كامل الاحترام لأعضائه أعتقد أن الكثيرين منهم لا يملك الرؤيا للتطوير، و ماذا قدموا وهم في قيادة مجالس خليص منذ ربع قرن؟ غير الصور التذكارية مع كل محافظ جديد يصل إلى المحافظة.
أما شيوخ القبائل؛ ومع كامل تقديري الخالص لهم؛ نحن نجلهم ونقدرهم كل التقدير، ولكن سوف أطالب من كل شيخ والمسمى الرسمي المعروف حالياً هو (المعرف) وليس الشيخ حسب قرار وزارة الداخلية، هو أن يقوم كل معرف قبيلة بخليص بتشكيل مجلس من شباب القبيلة من أجل التطوير وصناعة الأفكار للقبيلة والحي الذي يعيشون فيه أو للمحافظة بالكامل، إنما دورهم للأسف اليوم هو (تبصيم) على المعاملات الروتينية الحكومية اليومية فقط لا أكثر من ذلك.
حفلات الأعراس: أطالب أهالي خليص أن تكون أفراحهم أدوات لصناعة الفرح بالمحافظة وإعاده كل ألوان الفن والغناء بهذه الحفلات، وطمس تلك الفترة الطويلة من تحويلها إلى ليال مآتم بدلاً من ليالي فرح، اصنعوا الفرح من خلال أفراحكم ياشباب خليص، وهذا هو ندائي الأخير.