من العادات المرفوضة والأساليب المستفزة مبدأ “خالف تُعرف” ، والذي اتخذه بعض الكتاب منهجاً لهم في حديثهم وكتاباتهم وحواراتهم حتى أصبحت صفة ملازمة لهم .
فيخالفون الثوابت الدينية ، ويتمردون على العادات والتقاليد ، ويتخطون حدود النقد وأساسيات الحوار بهدف مخالفة الآخرين فقط .
وقد ساهم في تفشي هذه الظاهرة مباركة وتشجيع أصحاب الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية من خلال نشرهم لهرطقاتهم الصحفية .
ونحن هنا لانُحَجِّر عليهم فيما يقولون أو يكتبون ، بل نوجِّه لهم رسالة مُحب وعتاب ناصح بالتركيز على الجوانب الإيجابية والملامح المضيئة لكل موضوع يتناولونه طرحاً أو تعقيباً ، وحثهم على تقدير القيادات واللجان والجمعيات والمهرجانات التي يسعى القائمون عليها لتوفير القدر الكافي من الخدمات والمرافق بقدر ما يُتاح لهم من إمكانيات ، ودعوتهم بالبُعد عن الاستشراف الذي يُظْهرون من خلاله مايُجْمِّل صورتهم أمام الناس بأنهم أكثر حرصاً وفهماً من غيرهم .
لذلك ظهروا بعد بياتهم الشتوي ليُسْمِعوننا “جعجعة” صاخبة في لقاءاتهم وحواراتهم ومقالاتهم بآراء صادمة وتحليلات عقيمة وإساءات وتجريحات للإدارات وللقائمين عليها من أجل الإثارة ولفت الأنظار والسير بعكس الاتجاه وكأنهم يقولون ” نحن هُنا ” .
ونحن نقول لهم “اركدوا” فقد شاهدناكم وسمعناكم ولكننا لم نر لكم دوراً مؤثراً في خدمة مجتمعكم وأهلكم !! .. فأين مساهماتكم في عجلة التطوير ؟!!
سؤال نرسله ونترك لكم مساحة حرة تليق بمكانتكم لتعطرونها بتواجدكم وتزينونها بأقلامكم المشاكسة للإجابة علينا.
فتنظيركم المستمر ونقدكم القاسي للجميع ووصفهم بأنهم فاشلون ومقصرون وغير منتجين ومطالبتهم بالتقاعد أو التنحي فيه تجني كبير عليهم ونسف لخبراتهم الكبيرة التي تعتبر ثروة لأي مجتمع.
والعدل يُوجِب عليكم أن تكونوا منصفين في طرحكم بنصب ميزاناً للعطاء تحتكمون إليه جميعاً فتقارنوا بين ما قدمه أولئك وماقدمتموه أنتم !!
عندها ستجدون أنكم صفراً على الشمال في العطاء والدعم وأصفاراً على اليمين في الانتقاد والتجاوز على الجميع بدون استثناء .
فما الهدف من هذه المشاكسة .. هل هو البحث عن الأضواء التي هجرتكم ؟! أم من أجل لفت الانتباه إليكم ؟!!.
ومضة:
إذا ساءَ فِعْلُ المرءِ ساءت ظنونُهُ
وصَدّقَ ما يعتادُهُ من توَهُّمِ
ومن يَكُ ذا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بفَضْلِهِ
على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنه ويُذْمَمِ
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب