من الأمور التي تفشت مؤخراً وزاد هاجسها أن أطباء المستشفيات الخاصة يستنزفون المرضى نفسياً وجسدياً قبل أن يكون استنزافاً مادياً، وخصوصاً إذا كان المريض يتعالج على نظام التأمين، عند ذلك نرى استنزاف المريض بشكل واضح ومبالغ فيه.
فالطبيب ينسى أن مهنته في المقام الأول و قبل كل شي هى مهنة إنسانية وينسى كذلك أنه هو نفسه إنسان قبل أن يكون طبيب، فنرى الطبيب لا يفكر في نفسية المريض ولا في نفسية أهله ولا في القلق والتوتر الذي يسببه لهم، فكلما خرجوا من دوامة أدخلهم في دوامة أخرى، فمن دوامة المنظار إلى دوامة الأشعة إلى دوامة العملية على مدى الأيام والشهور والسنين، والدوامات تتابع ولا تنتهي، والضغط النفسي لا ينتهي، وقد يكون المريض لا يحتاج إلى ذلك كله، ولكن أطباء المستشفيات الخاصه كل الذي يهمهم ويفكرون فيه هو الحصول على أكبر قدر مادي من هذا المريض وذاك، ولا يهمهم شيء بعد ذلك.
فمن المعروف عالمياً أن الطب مهنة إنسانية؛ ولكن أطباء المستشفيات الخاصة حولوا مهنتهم من إنسانية إلى مادية، وكأنهم يتعاملون مع آلات جامدة لا مشاعر لها، فالمال أنساهم أنهم يتعاملون مع بشر ائتمنوهم على صحتهم ووثقوا فيهم، وأصبح الأطباء أنفسهم أطباء آليين وليسوا إنسانيين عندهم مشاعر يشعرون بها بمعاناة مرضاهم، والحقيقة أنهم أطباء إنسانيون ولكن مشاعرهم ماتت.
فيجب على وزارة الصحة أن تفعل الرقابة الحازمة على المستشفيات الخاصة، فمهمة هذه المستشفيات طبية في المقام الأول، وليست تجارية كما تمارسها بشراسة هذه المستشفيات، فالمواطن لم يسلم من رمضاء الحكومية ليُسلم إلى نار المستشفيات الخاصة!
وجود الـحربي