لايستغرب الجميع قيام جميع المسؤولين في أي منصب بالتلميع وتغطية ماتبقى من ركام المشاريع المتعثرة والقيام بخطوات استباقية لتحسين ماسيشاهد منها قبل أي زيارة رسمية لتفحص جودة الخدمة المقدمة للمواطنين.
أهو الضمير الميت الذي استيقظ من سباته العميق بعد قرع طبول المحاسبة، أو تجميل الأمور لساعات قليلة بتزيين الشوارع بنباتات تزرع لساعات معدودة ثم تختفي إلى المجهول! نحن المواطنين نريد أن تكون الشوارع جميلة كل يوم، نستحق أن نرى المناظر البهية كل صباح لنعيش جمال هذا الوطن الجميل.
انتهت زيارة صاحب المعالي والسمو ثم نشاهد العودة إلى اللامسؤولية، كلنا نردد حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ولو تستشعر أيها المسؤول أو الموظف أنك ستقف أمام الله في يوم طويل مداه بدون نهاية ستعاقب على كل صغيرة وكبيرة ولن تنجو من أي زلة اقترفتها ربما تنجو في الدنيا لكن مصيرك الأخروي محتوم العقاب.
لماذا هذا التقاعس في إيصال الخدمات إلى بعض المحافظات والقرى سواء محافظة خليص أو القرى التي حولها؟ وهي أحق أن يتم تطوير الخدمات فيها وتقديمها بإخلاص ودقة وتشديد الرقابة والعقوبة الرادعة لكل مسؤول أهدر المال العام.
الميزانية ضخمه والملك سلمان رجل رشيد ونحن في زمن القيادات الشابة كولي العهد محمد بن سلمان الذي هو سيد المواقف الحازمة، ولن يترك أي مجال لمفسد أو متهاون أن يكون ممسك بمنصب وظيفي وهو لا يؤدي دوره كما يجب، ستطال يد الحزم كل متهاون، و غير المخلصين لا يوجد لهم مكان بيننا.
هناك نقص خدمات ومنذ سنوات تقف قرية المسماة على قارعة الطريق تنتظر أي مسؤول أن يأتي ليقف على أحوال الخدمات فيها، بالأصح قرية المسماة لا يوجد فيها مساجد يرفع فيها الأذان، قرية صماء منذ سنوات، أي لا يرفع بها صوت الحق، الناس يصلون على أذان المسجد المكي، وتحتاج إلى خدمات كثيرة لاتخفى على عاقل، تلك القرية ومنذ سنوات مهملة، بل تحتاج إلى وضعها على خريطة الخدمات الحيوية التنموية، جولة تفقدية بسيطة حقيقية في لحظات ستكشف أنها تحتاج مستشفى أو على الأقل مستوصف يخدم كبار السن ودور تحفيظ وأنشطة مجتمعية، وخدمات عامة، لأنها ذات مساحة شاسعة ولابد من نظرة شاملة وشفافة لتقديم أفضل الخدمات التنموية من المسؤولين الصادقين.
ونصيحه لكل من يقوم بزيارة؛ سواء أمير أو وزير، لاتتصل قبل أن تصل بل قم بزيارة صامته لمحافظة خليص، لكي تكشف لك حجم الحقيقة الصعبة بدون تلميع أو تزييف من المسؤوليين؛ سواء بقيامهم بصيانة سريعة للمستشفى بترميم ألوان جدرانه والسور الخارجي فقط لإعطاء صورة أن الخدمات تقدم بكل حب والواقع يحكى شيئًا آخر، بل إهمال كبير، كان المواطن أحق أن يشاهد التغيير الصادق والإعتناء بالخدمات، قبل أن يصدر قرار الجولة التفقدية.