في قلب كل إنسان هناك بذرة خير إذا أعطاها أهميتها وتعاهد إصلاحها أشرق وأثمر عمره بالصلاح، وسلك به إلى الطريق القويم، وكيف تغذي هذه البذرة؟ نور القلب هو ذكر الله، والجنة غالية ثمنها الاستقامة، وهناك من الطاعات التي يسرها الله لنا.
وذكر الله سبب للانشراح وسعة الصدر والسرور، وفي طرفة عين يتحقق لك ما لم تتخيل من خواطر تجول في نفسك، ويرى الإنسان ثمارها في سعادته وإصلاح شأنه ورفع ذكره وزوال همه وتحقق أصعب أمنياته.
كم من شخصٍ ردد الصلاة الإبراهيمية على النبي صلى الله عليه وسلم، ووجد من التيسير وراحة القلب ما لا يتخيل، فالحمد لله على واسع كرمه ونعمه التي لا تعد ولاتحصى.
كم من عقيم قالت ربي لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين ورزقت بالذرية، وكم من مستغفر أراد الوظيفة أو قضاء الدين أو التفوق أو دخول الجامعة فتحقق له جميع ماتمنى.
كل الأمنيات البعيدة تتحقق، الكثير يتحقق مع التزامك بالذكر والاستمرار عليه بنية خالصة تريد بها طاعة ربك، ثم تتوكل حق التوكل بيقين صادق ونية جميلة.
وكم من شيء لم يتيسر لأسباب ربما لمعصية لم يتركها صاحبها، فكان من أثرها أن يكون سقيم اللسان يشتكي من تعثر الأحوال عليل القلب كثير الهم والتسخط ، لكن بعد التوبة يجد من التغير في روحه وأخلاقه، فالذكر يمنح النور والصفاء الذهني الذي يغير من نفسيته جذريًا ويعود إلى جادة الصواب، فالذكر يمنح الإنسان طاقة من التفاؤل والإيجابية ويبعد مداخل الشيطان كالوسوسة وضياع الهمة.
اجعل لسانك لا يفتر عن الذكر والدعاء، هذه كنوز يجب أن نغتنمها ولا نفرط فيها، فهي تفتح الأقفال وتجدد القلب وتجد من التسخير والسهولة في أمورك وزوال همك.
أعطانا الله مفاتيح علمها من علمها وجهلها من جهلها، ومن عرفها فقد فاز، ومن يحب أن يصلح ذاته عليه بتقوى الله في السر والعلن، وباب الله مفتوح سبحانه وقال تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي) ظن الخير.. ظن السعادة.. تفاءل.. أنت تدعو ملك الملوك، وهذا يكفي الموقنين المؤمنين بقدرته سبحانه يغير من حال إلى حال.
ولاننسى أثر الصدقة في حياة الإنسان، سبحان من أعطانا هذا الخير، فكم من مريض عافاه الله بسبب دعوة من تصدق عنه، والأجر الأكبر هو كفالة الأيتام، هم باب للفرح والتيسير وسعادة للقلب.
الحمدلله هناك قصص لا يسعني ذكرها، لكن هناك قلوب خيرة تفعل ما بوسعها لمساعدة الأيتام، شكرًا لكل يد تمتلك يد العطاء، ولكل قلب صادق يحب فعل ونشر الخير.
الله أقرب الأقربين لقلبك ولروحك يحيط بك بنعمه، فكن كثير الثناء واصدق مع الله يعطيك من لطفه الخفي مالا تتوقع، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
سمو الذات