قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ).
آية تشتمل على توثيق وآداب العلاقة بين المؤمنين لأن الظن السيء بأهل الخير إثم، والتجسس لإظهار عيوب الآخرين والبحث عن عوارتهم منهى عنه، والمغتاب شبه بمن يأكل لحم أخيه وهو ميت، ومع هذا النهي والتحذير والوعيد والتشبيه مازالت هناك فئة حديثها تفوح منه رائحة النميمة والغيبة والاستهزاء بالآخرين والسخرية منهم، والتلذذ بذكر عيوب الغير والخوض في الأعراض؛ تُهوّل الأخبار وتشوه الحقائق وتحول المجالس التى يرتادونها إلى بيئة حاضنة للشيطان.
فالخوض في أعراض الناس وتتبع عوراتهم وزلاتهم ليس من صفاة المروءه ولا من أخلاق وقيم ومبادئ وشيم المسلمين، وكذلك نقل ما يدور فيه الحديث من غيبة ونميمة وبهتان وسخافات أخلاقية إلى من كان مادة لمكائن التهويل والتشويه مصيبة عظيمة وتردي أخلاقي، ونتاج ذلك يكون عداوات وبغضاء وعلاقات تتمزق وبيوت تهدم وعائلات تتفرق؛ فالسكوت على ما يدور في مثل هذه المجالس ما هو إلا قبول ضمنى لما يدور من اقتحام قذر لحياة الآخرين، فما أجمل أن ندير دفة الحديث وقتها إلى ما هو مفيد.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله:
وكن رجلاً إن أتوا بعده
يـقولون مر وهـذا الأثر
وضاح