المعلم دوره المغيب والغائب عنه والجيل الجديد
حتى نستطيع أن نتفهم الموضوع بكل حيادية ولأنه أمر حساس وقد يسبب بعض التحسس من أربعة جهات ، المعلم والطالب وأسرة الطالب والجهة التعليمية .
وبداية يجب أن نتفق على أن مهنة التعليم أشرف المهن وأقدسها وأقدمها وأي مهنة لها اتصال بالإنسان لها احترامها ونقدر أهلها
ولكن التعليم من المهن الصعبة التي تحتاج إلى ذهنٍ صافيٍ وقلب مشفق ورحيم وروح ٍ خيرية صابرة على مشاق المهنة وجسم له قدرة على تحمل الضغوط المستمرة التي تحاول أن تضعف من وقوفه وأداء مهمته
المعلم بالأمس واليوم والغد يتشابهون في أصنافهم فمنهم المؤثر ومنهم غير المؤثر ومنهم للخراب أقرب وهذا كفى المسلمين شره
وحديثنا عن الصنف الأول فالمعلم المؤثر في القديم له شخصية يحبها المتعلم فكان يخلط التعليم بالتربية والقدوة الحسنة والحنو على الطلاب بكل أشكالهم وألوانهم وعوائلهم حتى المشاغبون تجده يحاول معهم المرات والمرات لا يتعب ولا ييأس منهم ويدعو لهم ويعفو زلاتهم المشينة في بعض الأحيان فهو يضع نفسه تحت ظل المعلم الأول نبي البشرية عليه الصلاة والسلام
وكان له تقديره عند المجتمع بكل أطيافه لا قول بعد قوله والطالب يعرف أن البيت مع المعلم وأن المجتمع مع المعلم ( لا تنسى عزيزي القارئ أني أتكلم عن المعلم المؤثر الإيجابي ) فتجد الطالب ينقل احترام المنزل في تعامله مع معلمه وكانت الجهات التعليمية تعطي المعلم حقه كاملا وتولي التعليم اهتماما كبير وإن شاء الله هو موجود إلى الآن والكمال لله وحده
وبعد سنوات من التأثير هلت علينا سنوات شاع فيه الإعلام وتأثيره السلبي وخرجت علينا أصناف من الطلاب تمثل نظرة المنزل أو قلة التربية في مهد الطفولة والتركيز على التسمين فقط والدلال المفرط ثم عدم الخوف من العقاب لا من ولي أمره ولا جهة التربية وليس له طموح للمستقبل وقيد المعلم وأصبح متنفس الطالب السيء وأصبح ولي الأمر لا يراه أحد إلا صارخا فابنه لا يخطئ وقمة الأدب والحقيقة أنه لا يفقه من العلم شيئا
وأصبح المعلم المؤثر عملة نادرة فهو يخاف على قدره وإلا فالطالب صادق في كل الأحوال والتربية هي مدى التسهيل والتنجيح لا العلم والأدب فكل ما كنت المادة سهلة النجاح فيها فأنت معلم ناجح ومربي فاضل والعكس صحيح حتى أماتوا التأثير وصاحبه وجعلوه مهمشا
وحتى تخرج جيل لا يعرف القراءة والكتابة ومعه الشهادة الثانوية تجول في أي مدرسة فتجد أشكال لا تمثل للعلم شيئا فترى لباس وقصات ولا أحاديث كلها تراها
وكما شاهدت في زيارتي لبعض مدارسنا نادرا تجد طالب يقرأ أو يبحث في مكتبة أو يناقش زملاءه في مسألة فلا حول ولا قوة إلا بالله
فمن المسؤول عن التضييق على المعلم المؤثر ألسنا نحن وعدم اهتمامنا بأبناءنا
رسالة للمعلم المؤثر في حاضرنا …
نعم لست معلما مثلك وقد أتكلم من بعيد ولكنني أشعر بك ويشعر بشرف عملك كثير مثلي من المجتمع ونحن نبشرك نعمل ليكون ابني طالبا يقدرك ويقدر عملك ويحترمك لأنك الإنسان الذي أسس ويأسس ابني لمستقبل واعد في الدنيا والآخرة
رسالة إلى المجتمع ….
علموا أولادكم احترام المعلم والعلم والطموح والبحث عن المعلم القدوة والمؤثر وإلا فلن تجدوا ثمرته في أبناءكم إلا شوكا وجحودا
والأيام بيننا إن لم نحافظ على المعلم المؤثر