عقبات في طريق العمل التطوعي

توجد في محافظتنا العديد من الجهات الخيرية والتطوعية ، ابتداء من جمعيات تحفيظ القرآن الى جمعية البر الخيرية ومرورا بلجان التنمية الاجتماعية وجمعية مراكز الأحياء  والمكاتب التعاونية للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات وصولاً الى اللجنة الثقافية الأدبية وكل المراكز واللجان والمجموعات التي تندرج تحت هذه الجهات رجالية كانت أم نسائية كلها تصب في معين واحد وتسعى إلى ذاك الهدف  أو تلك القيمة في غرس او إحداث كيان أو تعديل سلوك ، وتسعى جميعها الى هدف واحد نبيل هو بناء الإنسان وتنمية المكان. 

 هذه الجهات البعض منها يعمل تحت مظلة وزارات والبعض الآخر يعمل بدعم خيري إما عن طريق أوقاف أو مساندات مجتمعية محدودة ، ولهذا نجدها متباينة في الأثر و في جودة العمل بحسب المظلة التي تستند اليها. ومع جودة الهدف وسمو القيم التي ترمي لها الا أننا نلاحظ أن كيانها  يصطدم بعقبات قد تضعف من انتاجيتها وتقلل من حجمها أو تبطئ من سرعة انتشارها وربما توقفها بالكلية. 

هذه العقبات أجدها تتلخص في ثلاثة أمور هامة : 

أولها: ضعف الدعم المادي المحلي لها ، والشح في الموارد وبالتالي العجز عن تنفيذ برامجها أو التوسع فيها لأن المادة هي ركن أساسي ومهم في أي عمل. 

وثانيها: عزوف الكثير من أبناء المجتمع عن العمل التطوعي الخيري المنظم والانخراط تحت هذه الجمعيات – وسوف نفرد له حديث آخر نفصل فيه اسباب هذا العزوف- هذا العزوف جعل كثير من الأعمال مشلولة وتكاد تلفظ أنفاسها ، وأكبر دليل على ذلك ما أعلنته لجان التنمية الاجتماعية مؤخراً من رغبتها في تجديد وتحديث مجالسها ودعت الى الترشح والانتخاب لكل الراغبين في الانضمام الى مجالسها ، فلم يتقدم أحد ! بل أنهم عمدوا إلى التوسل والمطالبة الفردية ومع ذلك لا حياة لمن تنادى فالكل يعتذر ويتملص من تحمل المسؤولية.

ثالثهما : عدم وجود تنسيق بين كل هذه الجهات الفاعلة والعاملة بالميدان ، فتكاد تتشابه في خدماتها فتحدث الازدواجية ، وربما تصب مواردهم الخيرية في قناة واحدة بدل أن تذهب إلى مستحقيها على حد سواء. 

وأمام غياب هذا التنسيق وفقدان القيادة المنظمة للعمل الخيري تضيع كثير من الفرص  ، فربما وجدت أكثر من جمعية تقدم نفس الملف  وعند نفس الداعم ، وهنا تنسحب الثقة ونخسر الدعم،  وتقفل ملفات وترتسم صورة ذهنية عند المانحين غير جيدة عن مجتمعنا وجمعياتنا الخيرية أو المجتمعية لذا  اقترح إنشاء مجلس تنسيقي لكل هذه الجهات الفاعلة والعاملة بالميدان لتوحيد الجهود والتنسيق بينها ووضع الأهداف ورسم الخارطة المستقبلية لها ، وردم الفجوات وإزالة العقبات وبناء جسور التواصل والتقارب للوصول إلى بناء عمل مؤسسي عصري حديث يستثمر الحاضر ويستشرف المستقبل .

 

مقالات سابقة للكاتب

11 تعليق على “عقبات في طريق العمل التطوعي

غير معروف

مقال جدا جميل يا استاذ أحمد .
و لكن كيف يمكن ان يكون هنالك تنسيق بين جميع الجمعيات و كل جمعية تريد ان تكون هيا التي في المقدمة .
و كل جمعية تريد ان تكون هيا السباقه للخير ، كتب الله لهم الأجر جميعآ .
تحياتي و احترامي

ياسر الشيخ

الفكره ممتازه وسبق ان تناقشنا فيها استااذ احمد ..لكن تطبيقها علي ارض الواقع صعب ولكن ليس مستحيلا وهنا اقترح
اجتماع تعريفي بالفكره ورسم ملامح المراحل القادمه …
لو خرج احد الصحفيين الي الشارع وتكلم مع بعض الماره عن مثلا مراكز الاحياء او لجنة التنميه او حتي المجلس المحلي عندها ستكوون الاجابه صاعقه لكم ( لااعرف مراكز الاحياء !! لااعرف التنميه الاجتماعيه !! لااعرف المجلس المحلي !! ) اذا في هذه الحاله هناك قصور في العمل من جميع النواحي ..
لقد حصل معي ذات يوم موقف طريف وانا ذاهب بأوراقي الي اللجنه الثقافيه لكي اقدم مشروع عمل مسرحي وكنت اشاهد
لوحه مكتوب عليها اللجنه الثقافيه بجوار حي السرده ( الحلابده ) وطرقت الباب وتفاجأت حينا بوجود شباب يلعبوون البالوت !!
عندها سألتهم ياجماعه هاذي اللجنه الثقافيه فضحك الجميع !!! واجاب احدهم بصوت عالي يأخي اللوحه من فتره ماحد شالها
ماعندنا لاثقافه ولا يحزنون .. ومن تلك الليله لم اشاهد لوحة اللجنه الثقافيه او غيرها …
قبل عام بالتحديد وفي احد قروبات الفيس بوك كنت اتسائل اين مركز حي الدف ومن هم الاعضاء وماهو الهيكل التنظيمي للمركز فثارة الاقلام وعلقت المشانق لتلك الاسئله وتلقيت من الشتائم من مثقفين او من يدعوون الثقافه … فهل هاذا هو التطور المنشود …اني هنا لااحبط احد او انكر دور احد ولاكن يجب تعريف اهالي خليص ماهي مراكز الاحياء او التنميه او اي جهه تطوعيه قبل البدء في العمل التالي …
اعتذر علي الاطاله بس اعتقد الموضوع يستحق المناقشه بتمعن وتغليب المصلحه العامه عن الخاصه …تحياتي لكم

أبوسعود

العلة المستأصلة في المجتمع هي الكسل
لا أحد يريد أن يعمل ..
لذا تجد الأعمال الخيرية الذين يقومون عليها قلة من الشباب
وبقية المجتمع (نقاد) و (منظرين) في المجالس وعلى صفحات الانترنت
والدليل ما ذكرته في مقالك بخصوص الترشيح للجنة التنمية الاجتماعية رغم تمديد فترة الترشيح لأكثر من مرة إلا أن النتيجةة : لم يتقدم أحد !

شكيل

كثرت الجمعيات التطوعيه ولا نعلم عن دورها شي ولا نري لها ثمره
مثلا جمعيه غران التطوعيه كل ما نعرفه عنها انها توزع وجبات افطار صائم عن كوبري غران ويصبون القهوه في احتفالات الاوبيريتات
ويقومون بالتصوير وينزلون في الصحيفه صور تلك الحفلات
وفي جده رأيت عمل الجمعيات التطوعيه في صبغ المنازل وتنظيف الشواطي ومساعدة منكوبي توسونامي مع احمد الشقيري في اختلاط صارخ
العمل التطوعي المثمر ان يقوم طبيبا مثلا بالعمل ساعتين مثلا في مكان خيري
او معلم انجليزي او رياضيات يستقطع من وقته ساعتين ويعلم ابنائنا وقس علي ذلك لكل صاحب مهنه وعلي نطاق الشركات والموسسات ايضا
اما غيرها فاعذرني سيدي الرئيس ماهو الا مضيعة وقت وجهد

مصهلل

عجبا اخي ابو سعود
ذكرت ان العله هي في الكسل والتنظير والنقد
ودليلك انه لم يتقدم احد !!!
اولا عممت على اهل الديره جميعهم مفرداتك السابقه
وهذا امر غير مقبول تماما
ثم لماذا لم تتقدم انت وتسير بدفة هذه اللجنه ؟
للامانه لجنة التنميه الاهليه بغران ربما قطعت مسافه اطول في العمل الخيري ورأينا ثمارها على ارض الواقع
وما يعيبها الا محاولة مناطحة من هم اقل منها دورا في المجتمع
لجنة التنميه مدعومه من الدوله لذلك يظهر اثرها
جمعيات تحفيظ للقرآن يشكرون على جهودهم واسأله عز وجل ان يجزيهم عنا خير الجزاء
اما باقي اللجان فحدث ولا حرج
اتمنى دمجها تحت مسمى واحد

سمـــا.

بما ان الموضوع افتتح لنقاش طويل أحببت أن اسأل الأخ شكيل لأنه ذكر أحد المجموعات التطوعية و التي قد يراها البعض بأنها لم تنجز سوى القليل ، هل رأيت ان هناك من يدعم تلك المجموعة و لم تنجز ؟ هل لديك علم بما يدور بين أولئك الشباب في تلك المجموعة من طموحات لأعمالهم التطوعية ؟
و أن كان للحديث عن مجموعة غران التطوعية مجال فسوف اتحدث عن شباب ديرتي الذين ااكد للجميع بأن في جعبتهم الكثير و الكثير من الخير و الطموح و لكن للأسف لم يجدون من يدعم فكرهم و اندفاعهم في طريق الخير بشكل مستمر .
و إني اايدك في نظريتك لمفهوم العمل التطوعي بأنه عمل له انجاز عظيم لا نهاية له .

السحاب

شكيل شكله ما قرأ الموضوع وماهو فاهم ايش الحكاية . شاف العنوان بس وخمن ان الموضوع عن المجموعات التطوعية
مع ان صديقه مصهلل نصحه بعد الكتابه مع القايلة بس ماسمع الكلام.
الأخت. سما
والله معك حق مين فعلا وقف مع الفرق التطوعية ودعمها وشجعها . فالحين بس في تحطيمهم ( صبابت قهوة)
وااااا اسفااااااه على بني قومي

سارة

نتفق جميعاً أن الهدف العام واحد وهو بناء الإنسان وتنمية المكان.
لكن لكل جهة أهداف تفصيلية مختلفة ، حسب ما أنشئت لها وخولت للعمل من أجلها . فما يستطيع تقديمه المكتب التعاوني مثلاً من محاضرات وندوات توعوية ومخيمات دعوية لا يمكن لدور التحفيظ تقديمه ، وما يمكن لمراكز الأحياء تقديمه من دورات وبرامج تطويرية ، لا يمكن لغيرها ، فلكلٍ مهام منوط بها ، لا يمكن أن يتعداها .
لذا يفترض أن يعمل الإنسان من أجل الهدف لا من أجل الجهة التي ينتمي إليها ، خاصة أن جميعها تطوعية ، لا مردود مادي لأحد فيها .
فمتى ما وجد الإنسان في نفسه اقبالاً للخير ، قدم ما عنده من جهد و وقت ومال لأي جهة كانت ،فالأهداف سامية، و أفراد المجتمع بتنوع فئاته يحتاجون لتنوع البرامج (الدينية والاجتماعية والثقافية والفنية والمهنية )
وبتكاتف الجهات يذوب السباق من أجل الجهة ويبقى العزم من أجل تحقيق الهدف ويخرج لنا عملاً جيداً ، بجهد أقل ، وتكاليف أيسر .
بارك الله على القائمين على تلك الجهات ، وجعل جهودهم في موازين حسناتهم .

شكيل

هههههههه
صادني عمي السحاب فعلا كلامه صح
اسفين يا عم العمده،، لكن صدقني لم ابحر بعيدا
والعفبات في العمل التطوعي دائما تكون من ادارات العمل التطوعي

ساعود هنا وابين سبب فشل كل جمعيه من هذه الجمعيات كالجمعيه الخيريه مثلا
بس ان شاء الله الادارة تعطينا الحريه 

صاحب قرار

أقتراح نرجوا من أدارة الصحيفة أن تخصص أعلانات خاصة بالوظائف

صاحب قرار

يا أبو عمل تطوعي نرجوا التعليق بخصوص الأعلانات الخاصه بالوظائف حتى يستفيد أبناء المنطقه منها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *