أجمل ما حدث في هذه الفترة هو زيادة وعي الناس والقيام بحملة “تبليك المشاهير”، وأثمرت هذه الجهود ولله الحمد، فكل ما يقوم بتقديمه البعض من مشاهير السوشيال ميديا لا يمثل شيئًا نستفيد منه؛ بل عقول فارغة استغلت جهل البعض وقلة معرفتهم.
سؤال للجميع: ماقيمة المشاهير إذا لم يقدموا محتوى يشجع العقول على العلم والثقافة ومهارات التعلم وإقامة كيان مجتمعي يسعى نحو التميز؟ بدعم المواهب الحقيقية التي تستحق، والمشاهير أنتم من أعطيتموهم تلك الأهمية، توقفوا عن النشر والدعم لمثل هؤلاء الذين همهم الشهرة ولو على حساب غيرهم.
بعض الفتيات تأثرن تأثر الوهم بأن هذه هي حياة الكمال، القيم الصحيحة نُسِفت بسبب المشهورات اللاتي يتابعنهن وهن بلا محتوى هادف؛ بل إعلانات تجارية مسبقة الدفع، وبعضها تدني أخلاقي، فقط ترويج لمنتجات تباع بسعر مبالغ وهي من أماكن رخيصة أو أشياء لا تستحق حتى المتابعة.
بعض الفتيات أصبحن في ذهول بسبب ما يشاهدنه من رفاهية كاذبة حتى أصبحن يقارنّ بين حياتهن وحياة المشهورات، بل البعض منهن يطالبن أهاليهن أو أزواجهن بحياة مشابهة وإثقال كاهل الأسره بما لا يُستطاع ومباهاة مبالغة.
عزيزتي أنتِ أجمل كيفما كنتِ، لست بحاجه إلى التقليد، بل اصنعي شخصيتك المستقلة بعيدًا عن البحث عن تقليد حياة غيرك طالما لديك فهم وعلم أنتِ أسعد الناس، أين ذهبت العقول الجميلة التي تسعى نحو العيش بقناعة وشكر الله على نعمه التي لاتعد ولاتحصى؟
كل شيء له ميزان؛ وميزان الحياة القناعة بما قسمه الله لك، والأجمل أن تسعى نحو التميز الذي يزيد من الفهم الحقيقي للحياة ولماذا خلقنا؟ لإعمار الأرض والعمل والعلم والإتقان لمهارات التعايش مع الواقع بمايرضي الله، والمقارنات الصعبة بين الفتيات تزيد من تعاسة التي تريد حياة برجوازية بدون أدنى مجهود.
الرقي والتهذيب يفرض حضوره، والبعض من الحسابات لها امتناني وخالص تقديري تقدم أشياء مفيدة كالتعليم والتطوير، والذي أتكلم عنه هو تقديم محتوى فارغ من المضمون والتقليد الأعمى، ،من يرفع المشاهير هو أنتم.
نريد جيلًا يستوعب النقد البناء الذي يرفع من همته وإنتاجيته، يزيد من الثراء الأخلاقي والتقدم المجتمعي، ويجب علينا أن نقوم بتصحيح مفاهيم من حولنا بأن الحياة ليست “سناب” ومقاطع قصيرة تنشر، الحياة أعمق من هذه الأشياء لنقوم بما يلزم لبناء جيل قوي لا ينجرف مع التيار ويميل مع من لا يستحق.
نعم للجهود التثقيفية التربوية التي تساهم في إعطاء وغرس القيم الصحيحه للحياة، ولكل فتاة وشاب أنتم أرقى من أن تتابعوا هذه الحسابات التي لا تقدم ولاتؤخر في تقدمك العلمي والثقافي.
اصنع تميزك بنفسك بدون أن تتأثر بمشاهير همهم الأول والأخير هو الربح المادي ولو على حساب الأخلاق والقيم.
جميعنا محاسبون ومسؤولون عن هذا الجيل، لكن من يتدارك الأمر يصل إلى جادة الصواب، شكرًا لمن ساهم في حملة “تبليك المشاهير”.. واصلوا الجهود الجميلة؛ فهذا الجيل يستحق الأفضل.
سمو الذات