قبل يومين رأيت منظرًا استفزني كثيرا فقررت أن أكتب فيه مقالًا لعل الله أن يصلح الحال . أحد الاخوة عند السوبر ماركت دخل ومعه أحد أبنائه ، وكان في السوبر ماركت والد أحد زملاء ابنه في المدرسة فالابن أراد أن يسلم على والد صديقه فلما هم بالتوجه إليه انفجر الأب قائلا : فلااان تعال . وسمعته يقول له بالعامية : ((هذا لا يستحق السلام اتركه ، ولا أبغى أشوف وجهك معه)) .
يا عزيزي . .
أولا : لاتكن رجولتك أمام ابنك على حساب أشخاص بينك وبينهم خلاف ، وثانيا لم تقطع حق الله بمنع ابنك من السلام على أي شخص ، وحكمك عليه بعدم أحقيته بالسلام ؟
دعني أعطيك درسًا عزيزي الوالد في الأسطر القادمة فأصغِ إلي جيدًا .
صحيح لا يكاد مجتمع يخلو من المشاكل
والاختلافات- وهذا أمر طبيعي نظراً لطباع البشر المختلفة .
فالله -سبحانه وتعالى خلق، وفرق بين البشر لتقضي حكمته -سبحانه وتعالى- في سير أمور الحياة .
المشكلة ليست هنا بل في التجاوز الحاصل من بعض الآباء مثلك ياسيدي الوالد ، أو الأخوة، أو أبناء العم ،أو ،أو ،أو…إلخ ، الذين يعتبرون خطرا داهما على المجتمع ، بزرع الحقد ، والغل في قلوب أبنائهم، أو من حولهم تجاه أشخاص هم على خلاف معهم.
يا أخي ليس بالضرورة أن تجعل ابنك ، أو قريبك يكره من تكره ، ويحب من تحب.كن أنت أول من يحصد بذرة مجتمع خال من الخلافات بإخفاء الخلافات الشخصية بينك ، وبين شخص عن أبناءك ،و أقاربك ؛ لعل الله أن يصلح الحال، ويكون تقارب وجهات النظر بينهم وبالتالي تكون ساهمت في بناء علاقات حميمة ، وإزالة خصام متوقع مستقبلًا ربما تتوارثه الأجيال .
قد أكون قد قسوت عليك كثيرًا يا سيدي الوالد فسامحني فما أردت إلا الإصلاح ما إستطعت .
قال تعالى (قَالَ يَقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيّنَةٍ مّن رّبّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىَ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيد إِلاّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
والله من وراء القصد .
مقالات سابقة للكاتب