محافظة خليص تُكرم العلاّمة “عاتق البلادي” في ندوة “الثقافية”

في ليلة تاريخية بمحافظة خليص (  في حي الطلعة ) مسقط رأس العلامة المؤرخ “عاتق بن غيث البلادي” ، نظمت اللجنة الثقافية بالمحافظة برعاية محافظ خليص الدكتور فيصل بن غازي الحازمي ندوة تاريخية بعنوان ( عاتق بن غيث البلادي يرحمه الله علامة الحجاز ) ، شارك في الحديث فيها كلاً من الدكتور الشريف محمد بن حسين الحارثي ، والأستاذ صالح بن محمد المطيري،  وقام بإدارة دفة الحوار فيها الأستاذ محمد صامل الصبحي .

وقد شهدت فعاليات هذه الندوة حضوراً ثقافياً كبيراً يتقدمهم ‏ رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بجدة أ. د. عبدالله بن عويقل السلمي ، والدكتور عبدالله القاضي ، والدكتور يوسف العارف ، والناقد حسين بافقيه ، بالإضافة للعديد من القامات الثقافية في لمسة وفاء تقدمها اللجنة الثقافية بمحافظة خليص للعلامة المؤرخ – يرحمه الله – ، حيث انطلق البرنامج الساعة الثامنة مساءً بتقديم الأستاذ محمد الرايقي ، فكانت البداية بكلمة ترحيبية من رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة خليص الأستاذ عبدالرحيم بن نافع الصبحي ، ثم تم عرض الفيلم الوثائقي الذي أعد مادته الإعلامي القدير عبدالله الطياري .

عقب ذلك كانت هناك كلمة لراعي الحفل محافظ خليص سعادة الدكتور فيصل بن غازي الحازمي قال فيها : “إنني اليوم أَجِد نفسي في سعادة تغمرني وأنا أقف بين هذا الجمع الوفي لتكريم أحد أدباءهذه المحافظة ، فحينما نسترجع بذاكرتنا تاريخ الشيخ عاتق البلادي يجب أن لا يكون تاريخه المشرف تذكر ةلأمجاده فقط؛ وإنما تحفيزاً لنفسي ولكم ولأبناءنا بأن يكون من محافظتنا أمثال “البلادي” من الأدباء والعلماء” ، وأضاف : “حينما بدأت الاستعدادات من قبل اللجنة الثقافية أخبروني بأنهم يرغبون في إطلاق اسم الشيخ “البلادي” على أحد شوارع المحافظة ، فتلقفت ذلك منهم ، واتفقت مع المهندس عماد الصبحي رئيس بلدية خليص ، وشرعنا في مخاطبة الجهات المعنية حتى يتم التنفيذ”، وتابع : “المحافظة تبنت وبالتعاون مع “بر خليص” إنشاء مسجد باسم الشيخ عاتق البلادي وتم تخصيص رقم حساب لذلك ، وسوف يشرع في البناء” ، بالتنسيق مع ابنائه وقدم شكره للجنة الثقافية وجميع الحاضرين.

لتنطلق بعد ذلك الندوة ، حيث قدم الأستاذ محمد صامل الصبحي السيرة الذاتية للدكتور الشريف محمد بن حسين الحارثي ، ليبدأ الدكتور حديثه بورقة عنوانها “وجب الوفاء فما علي ملامة أن بحت بعد الصمت بالإطراء” ، وفِي البداية تحدث عن علاقته بالشيخ عاتق البلادي مقدماً عرضاً حاسوبياً شمل صوراً نادرة للشيخ خلال حياته ثم مناقشة مختصرة لمنهج الشيخ عاتق يرحمه الله من خلال كتابه ( المصحح من تاريخ مكة ) ، ليبدأ بعدها مقدم الندوة بذكر السيرة الذاتية للأستاذ صالح بن محمد المطيري الذي تحدث عن جهود الشيخ عاتق يرحمه الله في البحث الميداني .

وتحدث “حسين عاتق البلادي” قائلاً: “لن أزيد عن ما تحدث به من قبلي ، ولكنني سأحدثكم عن أمرين : الأول أن والدي كان شغوف بالقراءة وكان يقرأ كل ما يقع تحت يده ويطالبنا بالقراءة وكان ما يردد كثيراً جملة ( اقرأ اقرأ ثم أكتب )، والآخر هو أن أصعب المؤلفات هو ما كتبه في الأنساب وهو ما كان يتجنبه الكثير” ، وقدم شكره للمحافظ واللجنة الثقافية بخليص والنادي الأدبي بجدة .

وفُتح المجال بعدها لمداخلات الحضور والحديث عن مشاعرهم وما تحمله ذاكرتهم من قصص تجمعهم بالشيخ عاتق يرحمه الله ، حيث تداخل المدرب والمستشار الأستاذ سليمان البلادي ، والمشرف التربوي الأستاذ مفلح الصاطي ، والأستاذ عبدالله الطياري .

وتحدث رئيس النادي الأدبي بجدة قائلاً : ” إنني سعيد بحضور هذه الندوة التي تتحدث عن راحل وإن كان له مآثر كثيرة لن نتطرق إليها ، وكنت أتمنى أن تطول مدة هذه الندوة حتى نتطرق إلى جميع كتبه ومؤلفاته”.

وأخبر الدكتور عبدالله القاضي الحضور في كلمته أنه جالس الشيخ “البلادي” كثيراً وتحدث إليه ، واصفاً إياه بأنه كان منصفاً متقبلاً لمخالفيه في الرأي ، وقال أنه عَلَم كل من أتى من بعده  استفاد من الشيخ وهو عالة عليه. وأكد على أن الشيخ عاتق هو أول من رسم خرائط الهجرة التوضيحية بطريقة بدائية.

فيما نقل المشرف التربوي الأستاذ زكي الطياري للحضور مقالاً للكاتب الأستاذ أحمد الأحمدي الذي ألف كتاب “العالم الموسوعي – علامة الحجاز”.

بعد ذلك تم تكريم المحاضرين في الندوة ، كما كُرم مدير الحوار ، كذلك تم تكريم بنك الجزيرة الراعي لهذه المناسبة ، وقدم كل من النادي الأدبي بجدة واللجنة الثقافية بمحافظة خليص درعان تذكاريان لأبناء الشيخ عاتق البلادي – يرحمه الله -.

2 تعليق على “محافظة خليص تُكرم العلاّمة “عاتق البلادي” في ندوة “الثقافية”

د. أماني

نشكر النادي الأدبي في جدة ممثلا في أعضاء مجلس ادارتة ومن ضمنهم سعادة وكيل جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل أ. د عبدالله القاضي بأهتمامهم بأحياء ذكري الرواد من المؤرخين السعوديين أمثال الشيخ عاتق البلادي فجزاهم الله خير

أبوعاصم

سبحان الله عاش هذا الانسان وهو حسن العشرة وطيّب الذّكر (وتوفي رحمه الله رحمة واسعة) من سنوات ولايزال يذكره الناس بكل خير فسيرته الطيبة تفوح شذاً وعطراً في كل مجلس يُذكر فيه . والسر في ذلك (والله أعلم) أني أحسبه رجل مخلص يحمل نفساً طيبةً وقلباً سليماً ونيةً صالحة .

أنظر كم هي عدد الدعوات التي ترحمت عليه فقط في هذه الأيام . الأثر المبارك الذي تركه في ذريته ناهيك عن العلم الذي ورّثه . لقد عاش هذا الرجل حياته وهو يحمل هم الآخرة فقد كانت حاضرة في كل عمل يعمله لذا بورك في كل أعماله وامتد الأثر حتى بعد وفاته .

فها هو الآن يرقد في قبره والذي أسأل الله أن يجعله روضة هنيئة من رياض الجنة . والألسن والقلوب تلهج بالدعاء له بالمغفرة والرحمة . لعلي أنظر الى سيرة هذا الرجل من زويا أخرى .

عندما تطالع في صورته وتلحظ بفراسة ثاقبة تجد ملامح الصدق والوقار وأنوار الايمان وبياض الوجه وبهاء السنة تردد في نفسك هذا من زمن الطيبين وهو كذلك بل لا أبالغ إذا قلت ربما سقط الشيخ سهوا من سفينة السلف الصالح ! فسيرته تفيض علماً وهدى وتوحيدا .
جوانب عديدة شدتني في سيرة الشيخ عاتق ربما أشار إليها بعض الاخوة الفضلاء والذين تحدثوا عن سيرته كسعة الافق ورجاحة الرأي والصبر والجلد في طلب العلم . وأضيف حب الخير للناس وسلامة الصدر ولعلي ذكرت شيئاً وغابت عني أشياء .
لقد جاء النداء البريء من أحد زملاءه التلاميذ في أول سنوات دراسته النظامية : تعال يا عاتق أنت الأول ! لم تكن جملة عابرة بل لعلها نبوءة تنبأ بها فكانت بعد حين من الدهر واقعاً .

لقد كتبت قصة نجاح ملهمة للأجيال من بعدك فكانت سيرة عطرة ومسيرة معطرة : عطاءً سخياً وفكراً ناضجاً ورأياً متزنا . فطيب الله ثراك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *