رفضَ أحد الآباء تعزيتهُ في وفاة ابنته، وطلبَ من كل المُشيعين والمُعزين أن يُباركوا له وفاتها وهيَ تُصلي الوتر قبل فجر يوم عرفة، مبيناً أنها كانت مُطيعة لوالديها، ودائماً ما تصوم يوماً وتفطر الثاني، بخلاف إكثارها من العبادات ومُباشرتها لها، وقال: “أسأل الله أن تكون في الجنة.. فباركوا لي ولا تعزوني فيها، فقد أرسلت رسالة نصية على جوال عمها قبل وفاتها بساعة تُخبرهُ بأنها تتمنى الموت في هذا اليوم العظيم”.
تلك الحالة أبكت كُل من حضرَ لتشييع ودفن “تهاني بنت أحمد غرم الله المالكي”، والبالغة من العمر 25 عاماً، وكانت قد تخرجت من الجامعة، والتحقت بالمعهد العالي للخياطة، ثُمَ التحقت بدورة لتعلُم الإشارة والتعامل مع المُعاقين، حتى أنشأت مركزاً للخياطة والتجميل النسائي قبل عام، وبدأت في الإشراف عليه دون تنفيذ بعض قصات الشعر المُحرمة، أو ما يُخالف الشرع.
وكشفَ والدها عن أنها كانت قد أرسلت رسالة على جوال عمها قبل وفاتها بساعة تقريباً تُخبره بفضل العشرة أيام من ذي الحجة، وأنها ولدت في مثل هذه الأيام، وتتمنى أن تموت فيها.
وجاء في رسالتها لعمها: “أيام مباركة أقسم الله بها في القرآن بسورة الفجر دلالة على أهميتها وفضلها.. لذلك يكفيني شرفاً وفخراً أن انتمي لهذه الأيام المباركة، ابنة الخامس من شهر ذي الحجة حيث أتيت إلى هذه الدنيا بهذا اليوم الفضيل بيوم من أيام العشر التي ذكرت بالقرآن.. أسأل الله الذي جعل هذا اليوم المبارك يوم مجيئي للدنيا أن يبارك لي بعمري وشبابي، وأن يجعل صفات وفضائل هذه الأيام العشرة أفضل أيام بالسنة أن يطرح فيني البركة، وفي كل من يقرأ رسالتي.
أسأل الله العلي العظيم لي ولكم أن يبارك لنا في أعمارنا وأن يرزقنا حسن الخاتمة أسأل الله كما رزقني بمجيئي لهذه الدنيا بهذه الأيام العظيمة الجليلة أن يحسن خاتمتي ويتوفني بيومٍ فضيل كيوم مولدي آمين.
محبتكم ابنتكم “تهاني” ابنة الخامس من شهر ذي الحجة.. صلوا وسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً
وسبحان الله بكرةً وأصيلاً”.