من يقرأ التاريخ ويتأمل في صفحاته سيجد أنه كان شاهدًا على كل العصور في كل صغيرة وكبيرة وستجد كأنك في ذلك العصر البعيد الذي تقرأ عنه وكأنك تعيش بين ناسه وتتمشى في أسواقه وتتنقل بين المدن والبلدان تشاهد وترى كل ما يحدث.
ولكن هل سألت نفسك ماذا سيكتب عنا التاريخ للأجيال القادمة وماذا ستكون نظرتهم لزمننا وحالنا؟ هل سيفتخرون بنا لدرجة أن يتمنوا أنهم ولدوا في عصرنا أم سيحمدون الله على أن زمننا انقضى؟
أسئلة أكررها بين حين وآخر، خاصة عند بعض الأحداث وأجد إجابات متباينة فمرة أرى ما يدعو للفخر ومرة أخرى أرى مايدعو للحزن والأسى.
عندما أشاهد بعض البرامج السخيفة التي تبثها قنوات لها أهدافها المنشودة البعيدة كل البعد عن مايرضاه الله وتحاول جاهدة تنشئة جيل على الانحلال الأخلاقي والديني كبرنامج (the voice kids) الموجه ناحية فلذات الأكباد وشباب الأمة أتخيل ماسيخطه التاريخ عنه.
تخيلوا معي كتابًا للتاريخ وهو يتحدث عن هذا البرنامج بقوله “وكانوا يقيمون المسابقات الغنائية للأطفال ويحضرون المغنيين والمغنيات للتحكيم ويشاهد المسابقات الجمهور ويشاركون في تحديد الفائز بل ويدفعون في ذلك الأموال ويفرح والدا الطفل الفائز بأن حقق المركز الأول في الغناء” ألا تتوقعون أن يتم ختم هذا الخبر بعبارة “ولا حول ولا قوه إلا بالله” أليست العبارة المناسبة لمثل هذا التاريخ؟
التاريخ سيظل شاهداً على كل زمن ولكننا نحن من نكتب التاريخ، فياليت قومي يجتهدون لكتابة مايدعو للفخر في الأجيال القادمة.
ياسر البشري
مقالات سابقة للكاتب