(اليوم سادس عشر من ديسمبر لعام ٢٠١٧ للميلاد)
اليوم يوم المنافسة لسباق الركض في مهرجان الرياضة
حقا تدربت مدة شهر ، اعتقد سيكون اليوم ممتع اتوق للصعود على المنصة واستلام الكأس واثني رقبتي لأرتدي الميدالة الذهبية .. سأعود سعيدا مهما حدث.. )
ذاك ماكتبه المتسابق الثالث في مذكراته الخاصة لمهرجان الرياضة لنهاية العام ..
وأخيرا أمام الحشود، مئة متسابق من مختلف المقاطعات
يقفون بقلوب وجلة وقوس أحلامهم الذهبية يبدو قد أرتسم نصفه أمامهم..
ثلاثة .. إثنان .. إنطلاق!!!
بداية حماسية كالمتوقع ، مئة متسابق تطمع قلوبهم بالفوز بأعين لامعة ترقب خط النهاية بشوق، للأمام .. للأمام فقط
لكن صفو الجو لن يدوم ، حتى انهمر مطر الغيوم
اصبحت الارض زلقة أكثر فأكثر .. النهاية ليست قريبة بعد..
المتسابق السادس عشر زلقت قدماه وخرج.
المتسابق السابع والعشرون تلفت حذاؤه.
المتاسبق السابع لم يتحمل البرد.
وغيرهم الكثير..
أخيرا على منصة النتائج :
الاول : المتسابق الحادي عشر
الثاني: المتسابق المئة
الثالث: المتاسبق الثاني والثلاثون
تهانينا الحارة لهم..
قاوموا العقبات فاجتازوا ..
لكن لحظة اين المتاسبق الثالث!
ذاك من تمنى الفوز بشدة!
وتخيله في كل غمضه!
وتغنى به في كل صباح كالأغنية!
ذهب مدربه يبحث عنه خلف المباني،
و على جوانب الطرقات
حتى وصل لمنزل مهجور نظر بتأني فوجد المتسابق الثالث غارقا بدموعه والمطر ، ثيابه اهترأت من الطين والبلل
ينبذ ذاته ويندب حظه..
نظر له المدرب بإشفاق .. ثم له قال بصوت الثبات:
انهض .. بقاؤك في الظلام لن يجعلك اقوى
لن يصنع لك ميدالية ذهبية في المرة القادمة،
أنت عملت بجد ، لكنك لم تصل بعد..
إن أولئك الذين يناضلون لتحقيق أحلامهم .. بالطبع سيصلون، بالتأكيد سيفعلون!
أما الذين يتذمرون لوعورة الطريق
أو عن صعوبة الوصول ، فلن تنال أيديهم العسل
لأن الذي يضع سلاحه في أرض المعركة أولا فقد خسر
وإنك لن تقف على قمة الجبل حتى تهزم المنحدر
أتعلم مالذي حدث للسنجاب عندما أضاع البلوط الذي عمل على تجميعه طوال السنة و خبأه لجوع الشتاء؟
بالطبع أحزنه ذلك ، لكن عندما حل الربيع صنع له غابة من أشجار البلوط..
العار يا بني ليست الخسارة.. وإنما حلة الاستسلام الرخيصة.
قاتل لتعيش .. أمض لتصل .. لاتغمض طرفك حتى تتربع على عرش الانتصار .
لابأس بالإخفاق، فإن أولئك الذين وصلوا كان صديقهم الفشل.
ولم يروه عدواً قط ..
لكن إياك أن تصغي له
وإصنع منه سلما نحو قمم الأحلام.