تم صباح اليوم ١٤٣٩/٦/٣هـ، بجامعة جدة فرع خليص، تفعيل الركن الثاني من مبادرة “اعرف مسارك قبل اختيارك” ألا وهو (ملتقى القدوات والناجحين) في جامعة جدة فرع خليص المندرجة تحت برنامج “كيف نكون قدوة؟” الذي يحظى بدعم كامل من لدن مستشار خادم الحرمين الشريفين؛ أمير منطقة مكة المكرمة؛ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.
وقد أثرى اللقاء نخبة من مجتمع محافظة خليص وهم: سعادة اللواء صادق عبدالعليم الشيخ، قائد حرس الحدود بمنطقة تبوك سابقًا، وسعادة المهندس عبدالمعين الشيخ، رئيس القطاع الغربي لشركة الكهرباء، والدكتور عبدالمنعم الشيخ، استشاري الأنف والأذن والحنجرة ومدير مستشفى الملك فهد سابقا، المهندس عماد الصبحي، رئيس بلدية خليص، ورجل الأعمال الأستاذ عبدالخالق الفارسي، مالك مؤسسة عالم العصاير، وبحضور الفئة المستهدفة وهم طلاب الصف الثالث ثانوي في محافظة خليص.
في بداية الملتقى عرّف الأستاذ سمير عبدالمحسن الفارسي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وأمين المجلس الاستشاري الشبابي عن مبادرته وذلك عن طريق عرض تعريفي للمبادرة وأهدافها وخطوات ومراحل تنفيذها، بعد ذلك تم بداية اللقاء بين الضيوف والفئة المستهدفة عن طريق محاور طرحها مقدم المبادرة وهي :
– كيف نجحت؟ وما هي العوامل المساعدة في ذلك؟
– ما هي المعوقات التي أثّرت عليك؟ وكيف تجاوزتها؟
– ماهو أبرز إنجاز حققته في حياتك العملية؟
– هل الظروف الآن مهيأة للشباب ليصبحو أمثالكم؟
– من هو قدوتك الذي اقتديت به في مجال عملك الحالي؟
وكانت ردود الضيوف موسعه ومسهبة، لكن من جملة ما قالوا: ذكر سعادة اللواء صادق الشيخ أنه في بداياته كانت الظروف صعبة ووسائل المواصلات شحيحة، لكن كل هذا لم يقف عائقاً أمامه لتحقيق أهدافه، وذكر أن الطموح هو أهم عامل أدى إلى مسيرته الناجحة، بالإضافة إلى الجد والاجتهاد والصبر؛ حيث انقطع عن أهله في في بداية حياته لفترات طويلة وذلك بسبب الانقطاع للمذاكرة والاجتهاد للوصول إلى أعلى المراتب.
أما المهندس عبدالمعين الشيخ، فقد ذكر أن الحياة سابقاً كانت ظروفها صعبة، وأن المجتمع لم تكن نسبة التعلم فيه عالية لكن وضوح الهدف بالنسبة له مبكراً أثمر عن نجاحه وتفوقه في مسيرته العلمية والمهنية، وأضاف أنه كان من المؤسسين في شركة الكهرباء حيث عمل فيها منذ البدايات، وذكر أن الهدف النبيل يعد من أهم عوامل نجاحه، ونصح أبناءه الشباب قائلاً: إن الإنسان في بداية حياته الوظيفية قد يوجد لديه اندفاع وحماس من الممكن أن يؤثرا عليه بشكل سلبي، ولتجاوز هذه العقبة لابد من الاطلاع والبحث وأخذ الدورات التي تفيده في القيادة وتحمل المسؤولية.
أما رجل الأعمال عبدالخالق الفارسي، فمن جملة ما ذكر أنه في بداية حياته لم يكن لديه حب للجانب الدراسي لذلك توجه بشكل مبكّر إلى الثانوية التجارية، ثم بعدها نال شهادة الدبلوم في المحاسبة، ثم بعد ذلك بدأ مشروعه الشخصي برأس مال محدود، ثم بعد ذلك استطاع أن يوسع من دائرة أعماله حتى تجاوزت سلسلة مؤسسته عالم العصاير حدود الممملكة إلى دول الخليج، حيث أضاف قائلاً: إن الشغف بالمجال التجاري قاده إلى هذه النجاحات الكبيرة.
بعد ذلك كان المجال متاحاً للدكتور عبدالمنعم الشيخ، الذي ذكر أن والده يعد هو القدوة بالنسبة إليه، وكان له الفضل الكبير في نجاحاته، وأضاف أن تخصص الطب سابقاً كان يعد من التخصصات الشاقة والتي تحتاج إلى جهد دراسي كبير؛ فذكر أنه في بداية الدراسة واجهته صعوبة كبيرة في اللغة الإنجليزية لكنه استطاع أن يطور من نفسه في اللغة ويتخرج من جامعة الملك عبدالعزيز، ثم أكمل دراسته بعد ذلك في ألمانيا، وتكررت له نفس المشكلة مع تعلم اللغة الألمانية لصعوبتها، لكنه استطاع أن يتقنها في أشهر معدودة بسبب تفرغه للدراسة فقط، وذكّر أبنائه الشباب قائلاً: إن المجال الطبي لا زالت المملكة في حاجة ماسة للأطباء الأكفاء من الشباب، لكنه يحتاج إلى عزيمة ورغبة للتفوق في هذا المجال والبروز فيه.
بعد ذلك وقف المهندس عماد الصبحي قائلاً: إنني سعيد جداً بوجودي بين أبناء محافظة خليص وأنا اليوم منهم، وأضاف: إنني نشأت في مكة المكرمة وترعرت ثم درست في جامعة أم القرى في تخصص الهندسة المدنية، وحيث إنه لم يكن رغبتي الأولى لكن هذا الشيء لم يمنعني من الإبداع في هذا التخصص، لكن واجهتني مشكلة اللغة الإنجليزية في السنة الأولى مما دعى بوالدي بإرسالي إلى بريطانيا لتعلم اللغة وإتقانها حيث حصل ذلك في ظرف ثلاثة أشهر فقط بسبب رغبتي الجامحة في إتقان اللغة الإنجليزية للإبداع في تخصص الهندسة، وأضاف: بعد ذلك تم تعييني في منطقة بعيدة عن أهلي ومجتمعي لكن ذلك جعلني أجتهد في أن أتعلَّم المهنة ممن سبقوني لأن الدراسة الجامعية تعتبر مفتاح للطالب، بعد ذلك لابد عليه من الاجتهاد والعمل في نفس التخصص ليحقق نجاحات كبيرة .
بعد ذلك كان المجال مفتوحاً للأسئلة من الفئة المستهدفة حيث تم سؤال اللواء صادق الشيخ هل المجال مفتوح لنا كشباب لنصبح في هذه المرتبة؟ فأجاب أن الشباب لا يوجد ما يمنعهم من الوصول إلى أعلى المراتب لكن لابد من الجد والاجتهاد وبذل الأسباب.
أما المهندس عبدالمعين فسئل هل شركة الكهرباء يوجد لديها برامج خاصة للسعوديين بعد المرحلة الثانوية؟ فأجاب: توجد برامج متخصصة في بعض المجالات التي تحتاجها الشركة وبمدة دراسية قرابة الثلاث سنوات تخرج من خلالها فنيين في هذه المجالات، وذكر أن نسبة السعوديين كبيرة جداً في شركة الكهرباء حيث تبلغ قرابة ٩٦%.
أما رجل الأعمال الأستاذ عبدالخالق الفارسي فتم توجيه السؤال التالي له: هل رأس المال لابد أن يكون كبيراً في بدايات أي مشروع؟ فأجاب أن راس المال لا يشترط أن يكون كبيراً في البدايات، لكن وضوح الفكرة لابد منه ودراسة جدوى المشروع، وأضاف أن خطط الدولة كلها تسير نحو سَعوَدَة الوظائف لشباب المملكة، وهم على قدر المسؤولية والمجال الآن مفتوح لهم ليكونوا مشاركين في نهضة المجتمع.
وسئل الدكتور عبدالمنعم الشيخ هل تخصص الطب الآن يعتمد على شهادة الثانوية أم هناك عوامل أخرى لابد أن تتحقق في من يريد أن يلتحق بالتخصص؟
فأجاب: تخصص الطب الآن يعتمد بنسبة ليست كبيرة على معدل الطالب في المرحلة الثانوية، بل لابد أن يكون متمكن في اللغة الإنجليزية وأن يحقق نسب عالية في اختباري القدرات والتحصيلي، ليتسنى له دخول هذا التخصص.
أما المهندس عماد الصبحي فسئل عن المحلات الموجودة في محافظة خليص أنه يشغلها بالكامل الأجانب وليس للسعوديين أي نشاط فيها، فأجاب قائلاً: هذا صحيح لكننا الآن يوجد لدينا مشروع المول التجاري، سنخصص نسبة كبيرة منه للشباب السعودي والأسر المنتجة ليكونوا كشريك فاعل في تشغيل قطاع الأعمال في المحافظة إضافة إلى أن هناك مجال وتصريح ممكن أن يحصل عليه الشباب السعودي الذي يريد أن يعمل في مجال العربات المتنقلة المعروفة باسم (الفود ترك) لمن كانت عنده رغبة في ذلك.
وفِي ختام اللقاء كرر الأستاذ سمير الفارسي، شكره لضيوف الملتقى الذين حرصوا بشكل كبير على الحضور رغم مشاغلهم وارتباطاتهم، لكنهم تفرغوا تماما لينقلوا لأبنائهم شباب محافظة خليص علمهم وفكرهم وعصارة خبرتهم، كما أرسل شكره وشكر كافة شباب خليص إلى سعادة محافظ خليص بصفته أمين المجلس الشبابي بسبب دوره البارز في دعم كافة المبادرات الشبابية، وحرصه الكبير على أبنائه الشباب في المحافظة؛ حيث كان من أولوياته بعد تسلمه قيادة المحافظة تكوين مجلس استشاري شبابي يهتم بكافة أمور الشباب وآمالهم وتطلعاتهم، حيث تمخض هذا المجلس عن هذه المبادرة ليبادر سعادته قائلاً: أنتم أحبتي وأتشوق لكل نجاح تحققونه، فأنتم دمجتم بين الرقي في العلم والأدب وتشربتم عراقة هذه المحافظة وعراقة آبائكم وأجدادكم الكرام.
يذكر أن الملتقى أقيم في جامعة جدة فرع خليص، بتعاون وتنسيق من سعادة عميد كليات خليص الدكتور عايد شريف اللقماني، ومسؤول الشراكات الاجتماعية مع الدوائر الحكومية الدكتور عبدالعالي علي المزروعي، وكافة مسؤولي الصيانة في فرع الجامعة، كما أن المبادرة تحظى برعاية من مؤسسة عالم العصائر، ولجنة التنمية الاجتماعية بوادي قديد.