يظل العمل الخيري من أفضل ما يقوم به الأفراد داخل المجتمع، لأنّه يساهم في عكس صورة إيجابية عن المجتمع، ويوضح مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده؛ لذلك يعد العمل التطوعي ظاهرة إيجابية، ونشاطاً إنسانيا مهما، ومن أحد أهم المظاهر الاجتماعية السليمة؛ فهو سلوك إنساني حضاري تتميز به المجتمعات دون غيرها، ولكن كل عمل مثالي يواجه الكثير من العقبات خاصة إذا غابت عنه المظلة القانونية والرعاية السيادية الحكومية التي تجعله في إطار محدد حتى يتجنب إهدار الجهود والسعي وراء حظ النفس.
عقبات في الطريق
يواجه العمل التطوعي عقبات متعددة منها ما هو نابع مِن سوء فهم بين أبنائه وفرسانه وذلك ما تجده من انقسامات داخلية متعددة، كما يحدث تجد فريق كبير وله إنجازات متعددة يخرج منه أحد المتطوعين ويقوم بعمل فريق مستقِل وأخر بفريق مختلف وهكذا تتفتت الجماعة وتهدر الجهود ..
وعلى سبيل المثال ، تقوم فرق متعددة بزيارة المرضى مثلاً ويهملون قطاع أخر بسبب غياب التوحد والمظلة التي تجمع الفِكر وتوحد الجهود بشكل يكون له أثر فعال واضح على جميع شرائح المجتمع.
آفة الانقسامات الداخليّة
كما أن تنوع المجالات التطوعية وانتشارها في المجتمع يشجع على العمل في الكثير من القطاعات الخيرية مما تتيح لأي أحد العمل في القطاع الذي يستهويه، لكن الأزمة في إهدار المجهود ..
ما أتمناه هو عمل مظلة كبيرة ترعاها المؤسسات الحكومية في كل قطاع ، فالفريق التطوعي الذي يريد العمل في قطاع الدفاع المدني وتحت مظلته مثلاً يكون له تصريح رسمي وسجل بحيث يتولى فريق واحد الفعل وإذا أراد فريق أخر العمل في نفس القطاع يتم تحويله لعمل الخير في اتجاه آخر لا يوجد فيه أحد ، وهكذا توزع النشاطات ويكثر الإنتاج ويعم الخير على جميع الفئات.
فضل العمل التطوعي
ما أطرحه من اقتراح من أجل التوحد والعمل المنظم هو الركن الأصيل في بناء العمل التطوعي الناجح ، لأن من أهداف العمل الخيري وأبرز سماته أنه يسعي إلى التماسك المجتمعي ونشر المحبة والخير والتنمية وتخفيف الأعباء عن المحتاجين والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة ورفع المستوى الثقافي والفكري في المجتمع المسلم.
ماهر النعماني – جدة
مقالات سابقة للكاتب