أن أجهل الناس أكثرهم ادعاءً للعلم , وأعلمهم أكثرهم اعترافاً بالجهل !
و لا يكاد يكون هناك شيئاً مبهماً عند أنصاف العلماء و مدعي الثقافة – أن الصح التعبير – فالبعض منهم يجزم ويقر بأن كل شيء واضح وسهل فهمه , ولو اتحت له الفرصة للنقاش في امر ما لوليت منه فراراً , ستجده شحيح الألفاظ , ضيق الأفق , متسرع في حكمه , و متعصب لفكره ورأيه , ليس في جعبته ما يدهشك به , ولن تنتفع بمصاحبته .
أن للفكر قيمته و سطوته وهيمنته على ذات الإنسان وتأثيره على عقله ولسانه , يبدو ذلك جلياً عند العلماء والمفكرين والشعراء و الكُتاب , و الروائيين من مشارق الأرض ومغاربها , ولا تأتي قيمة الفكر وتأثيره من العدم , بل بما يطرحه الانسان على نفسه من تساؤلات وبحثه عن الاجابة حول كل ما يجهله او يريبه , و مما لاشك فيه أن العقل هو وعاء الفكر والتفكير و هو اللبنة الأولى التي بنيت عليها الكثير من مقومات تكريم الله للبشر، وبالعقل والفكر كانت الحضارة والفلسفة عبر القرون بدونه لن يكون هناك تقدم ولا رقي ولا وعي ولا نقد لأي شيء كان, وعلم الفلك وعلم الجبر والكيمياء خير دليل على فكر العرب في زمن يفتقر للتطور التكنولوجي وادواته , واهتمامهم بالطب والصناعة والريَ والزراعة , وشغفهم بالأدب والشعر ووزن القوافي , وتدوين الوقائع والأحداث لتكون أرث لمن بعدهم .
وفي القرآن دعوة صريحة لبني آدم إذ أمر الله عباده بالتفكير والتدبر في آيات عديدة قال عز وجل في التدبر: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ).
وقال تعالى في التفكر:( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
مودة المطرفي
مقالات سابقة للكاتب