فقيدتنا نوف.. السلام على روحك الّتي فاضت وباتت في السماء.. السلام على جسدك الّذي واراه الثرى.. السلام على ذكرياتك الّتي تضجُّ بها الذاكرة، لن أتحدث عن هول الفاجعة سُدى .. وما من أبجدية تقوى على ذلك! ليست الأولىولن تكون الأخيرة؛ فجميعنا على الدرب سائرون.
يا زهرة الـ 26 ربيعًا: في الوقت الّذي ما زلتُ أتذكر فيه ملامح والدك الّذي فقدناه في الصغر (بردًا وسلامًا على قبره إلى يوم يُبعثون) ذلك الرجل الودود أو (عمّي) كما كان يُحب أن أُناديه.
رحلتِ أنتِ.. رحلتِ دون أن أُخبركِ بأنّي أراهُ فيكِ! لم تحملي اسمه فقط؛ بل طيبته وسماحته.. فُكاهته وجدّيته إذا لزم الأمر.. لا تربطني بكِ علاقة دم ولا صداقة ولكن: كُنتِ بالنسبة لي (ابنة عم) وستبقين كذلك، تقطعت بيننا سُبل الوصالِ.. إلا الدعاء، وإنه لسبيل المُخلصين، فهل يُستهان به؟!
أسأل الله أن يوسِّع لكِ في قبرك ويجعله روضة من رياض الجنّة ويأنس وحشتك ويغفر زلتك وينقلك من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جناته جنات الخلود في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود، ويُنزل على قبرك الضياء والنور والبهجة والسرور، ويُيمّن كتابك ويُيسّر حسابك، ويجمعك بوالدكِ (عمّي) في عليين، ويربط على قلب والدتك وأخوتك، ويرحمنا إذا صرنا إلى ما صرتم إليه، أنتم السابقون ونحن اللاحقون، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
ذكريات