جميل جداً ما يحدث من تقدم ، تطورت أجهزتنا وتثقفت عقولنا وسهلت ولله الحمد سبل حياتنا ، قرب البعيد وسهل العسير ، حاكينا شعوب العالم تكنولوجياً ، دخلنا عالمها الثائر ، وخضنا أمواجها المتلاطمه ، سبرنا أغوار عوالمها المجهولة ، ولا زلنا نتقدم بفضل من الله .
لكن : وآه من لكن !! بدأنا نبحث عن جحر الضب !! بدأنا نرى محاكاة العالم في الأشياء التي لا ينبغي محاكاتها ، أعيادهم أعيادنا ، أفراحهم أفراحنا ، أشكالهم عاداتهم مبادئهم والكثير الكثير.
غيرنا فقط الأسماء بدلاً من العيد نقول يوم ، وأقرب مثال ما يسمونه عيد الأم نقول يوم الأم ونحتفل ونهدي ، لا مانع من الاحتفاء بالأم فنحن المسلمون أمهاتنا كل يوم لنا بهجة ، لا نحتاج ليوم مثلهم لنهدي وندخل السرور عليها ، ولا مانع من الدخول عليها بهدية في أي وقت ، لماذا نتبعهم في عيدهم ونحتفي بأمهاتنا .
وأعياد الميلاد أصبحت عادة رسمية عند بعضنا فمن واقعنا اليوم نرى الاحتفالات والهدايا ، في كل يوم يحتفون بأحد أفراد الأسرة ، ورسخت هذه العاده في أذهان أطفالنا خاصة بل وبعض كبارنا كذلك يحتفلون مقلدين ، وأصبح الأمر شبه عادي فقط غير المسمى ، وتفاخر الجميع مباهاة وتنافسٍ قام بكشفه برامج التواصل بشكل يحمل من الإسراف ما لا يخفى.
حمل البعض نفسه مالا يطيق في هذا السبيل .. أعيادهم صارت أيامنا بل والبعض يطلق عليها عيداً والأمر شبه عادي إلا من رحم ربي .
لابد من وقفة ولابد من استيقاظ فالأمر يتفاقم والعلاج يبدأ من داخل الأسرة ، لابد أن نجعل أبنائنا لا يشعرون بالحاجة لمثل عيد الميلاد ، نحنوا عليهم في كل وقت نهديهم في أي زمان لا نحدد يوماً أو عيداً ، نعلمهم عدم التقليد لمثل هذه العادات ، نجعلهم يشعرون بتميز المسلم ولا للمعية الجاهلية التي تلبس ثوب التقدم .
الأم في كل يوم نجعلها تشعر بنا ، تسعد بنا ، لا تنتظر يوماً أو عيداً .
وهناك احتفالات لا يجب حتى ذكرها على لسان المسلم ولا مشاركتها كعيد الميلاد النصراني ورأس السنة والحب وغيرها .
أنا مسلم .. يومي الذي لا أعصي الله فيه عيدي ، محبتي لمن حولي لابد أن تكون مستمره لا تخضع لعيد حب يجرح عقيدتي قبل عادتي .. أحب من حولي ، أتلمس حاجتهم ، أهديهم في مناسباتهم السعيدة .
ما رأيته حولي أحزنني جداً ، تقليد ومحاكاة ، ومع شديد الأسف البعض قد بلغ من العلم مبلغاً ويعلم من العلم الشرعي ما يقيم عليه الحجة ، ولكن لا عجب هذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : ( لَتَتَّبِعُنَ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ, قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى, قَالَ: فَمَنْ؟)) .
فرويداً رويداً ، لنحافظ على هويتنا وقبل هذا عقيدتنا ، فلن يحاسب معنا أحد ، ولن نخدش إلا عقيدتنا ، فلنصونها بماء العيون فهناك جنة ونار .
حجازية