ومرت الأيام

ومرت الأيام ،،،،،

ودارت رحى الزمن ،،،،،.

عامٌ   بعد عامْ ،،،،،،

وسنة تُلْو الأخرى ،،،،،، ونحن مازالنا في هذه الدنيا نركض ونجري خلف سرابٍ  فيها لم ولن يجده أحداً منا ،،،،،

يذهب من عمرنا كثيرا من الأيام والعديد من السنوات ومازلنا مغرورين،، مخدوعين ،، لا نعلم متى الأجل ؟؟! ومتى سيكون قدرنا المحتوم ؟؟!!

ومع هذا وذاك مازلنا وكأننا نضمن أننا سنعيش العمر كله .. مازلنا نحاول إقتحام الغد والوصول إلى المجد ،،،.

لا بأس بمن يحلم ويكون إنساناً طموحاً متفائلاً ولكن بإيمان وقناعة بأن هذه الدنيا فانية وكل مافيها فاني فلا يتشبث بكل مافيها وينسى أننا جميعاً مسافرين راحلين .

لكن هكذا الإنسان بطبعه طمّاع، كما قال تعالى ( وخُلـق الإنسان هلوعاً)

وهي حقيقة الإنسان التي جُبِل عليها كما ذُكر شرحها في كتابه الكريم ( إذا مسّه الخير منوعا وإذا مسّه الشر جزوعا) ..

هذه السِمة في شخصية الإنسان تعود الى أن الإنسان في أصل خلقه فُطِر على حب ذاته ويتفرع عن ذلك حبه لعدة أمور تضمن له بقاء ذاته وسلامة وجودة وكمال وجوده وإستمراريته ، فمهما يُحصل من الدرجات ومهما يصل إليه من المراتب والمنازل العُليا يبقى مُتذمّرْا ولا يرضى بما آتاه الله.

وكأن لسان حاله يقول أُريد مثل فُلان،، ولماذا لم أكن مثل علّان ،،

لم يعلم بأن القناعة كنزٌ لا يفنى،، وتاج لا يلبسه إلا العُقلاء ،،

لكن بالقرب من الله عز وجل وبقوة الإيمان نستطيع أن نتغلب على تشعب تلك السِمة في حياتنا والحد من مساوئها قليلاً فلقد أتبع الله عز وجل تلك الآيات بقوله ( إلا المصلين ) استثناهم من هذا الضعف الخَلقي لذلك نلاحظ الفرق بين المؤمن وغير المؤمن في ذلك .

قبل الختام أقول لكم : ” هي دنيا ليست أُخرى لكي نحلم ونتمنى” 

لذلك يجب على الإنسان أن يحلم في المعقول ولا يتجاوز حدود واقعه ،،، وقدراته ،،، وإمكانياته ،،،. فليطمح في تحسين وضعه وتنمية قدراته ومواهبه … 

وليكن شعاره ( اعمل لدنياك كأنك ستعيش أبداً واعمل لآخرتك وكأنك ستموت غداً)…

وليكن شكوراً للمولى عز وجل على عظيم نعمه ووابل فيضه الذي يُغدِق عليه دائماً ،،،

فسبحان الله العظيم ،،، سبحانه ماأكرمه ،،، سبحانه ما أحلمه ،،، سبحانه ماأعظمه ،،،

” كل يوم هو في شأن” ، يغفر لهذا” ويرزق هذا ” ويعفوا عن هذا ”..

 

بشائر محمد ناصر القحطاني

 

مقالات سابقة للكاتبة:

احترامي لهؤلاء

مقالات سابقة للكاتب

13 تعليق على “ومرت الأيام

ياسر الشيخ

جزاك الله خير
موعظه ممتازه ربنا يجعلها في موازين حسناتك

أبو سعود

نعم سبجان الله ماأحلمه علينا
جزاك الله خير على هذه الكلمات المؤثرة
وجعلها في موازين حسناتك

زهرة

مقال جميل بشائر
ربي يعطيك العافيه

غير معروف

كلام في قمة الروعه

مشاعل الشهراني

جزاك الله خير مقال اكثر من رائع الكل يجهله …

زمان الوله

وأشرقت شمس إبداعك سيدتي …… 
قلم ليس بعيد عنه الإبداع
فأنت تملكين قلماً و فكرا وابداعا نادراً
للتميــز أثر 
وللابداع طريق ملفت للنظر 
فمـــا أجمــل السفر بين حروفك
الانتقـــاء .. والطرح المثمـــر

دمت ودام قلمك

ام همس

مقالك راااائع يامبدعه لامس قلبي جدا ياربنا مااحلمك

مها القرني

دام نبضك يابشائر مقالك لامس قلبي
مقال جميل وينبض صدقا
لكن مقالك السابق أجمل بكثير
في الطرح من هذا المقال
وليس نقدا بل ملاحظه
مع فائق حبي

سمــآ.

سبحانه ربي ما أعظمه .
مقال قمة في الجمال ، كتب الله أجرك يا جميلة .
فالإنسان القنوع بطبعه نراه راضي بما يقسمه الله له ، فلا نجده يتذمر في مرضه و لا ينسى شكر الله عندما يعطيه .
شكراً لك على هذا الطرح القيم .

ام ود

الله يجزاك الجنه كلمات روعه و مؤثرة حفظك المولى
دائماً مبدعه وموضوعاتك جميله تؤثر فيني جداً جداً
اللهم اجعل همنا الآخره و أرزقنا رضاك و الجنه

اصيله

جمممميل ان يختم عالمنا بتلك الكلمات الأكثر من رائعه .. دمتي مبدعه

غير معروف

السلام عليكم

بصراحه مقال راءع اهنءك عليه..
مااحلم ربي سبحانه

سعاد

استمري ي حبيبتي فانا لا استطيع ان اصف جمال حروفك و روعتها اتمنی لك حظا موفقا و مستقبلا منيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *