البلدية إحدى أهم الدوائر الحكومية التي تبدأ منها نقطة الانطلاق نحو التخطيط السليم للتنمية المستدامة والرسم للمشاريع والأنشطة والفعاليات التي تخدم المواطنين.
ومحافظة خليص ليست بمعزل عن غيرها من المحافظات التي تَنْسِبُ دوماً ضعف الخدمات المقدمة للمواطنين على البلدية، وهي مُحقة في ذلك؛ لأن هذا هو الواقع الذي عشناه خلال السنوات الماضية، فلم نشعر بوجود إدارة حكومية تحمل مسمى بلدية بمحافظة خليص؛ نظراً لضعف الخدمات المقدمة أو لسوء ما تم تنفيذه، وذلك رغم ترددنا الدائم وكتاباتنا المنشورة ومطالبتنا المستمرة بتغيير الحال أو تحسينه، إلا أن ذلك لم يجد آذانًا صاغية.
حتى منّ الله علينا ورزقنا بهدية ثمينة رُبّان ماهر ورجل صادق في أداء عمله، أتانا قادماً من الليث محفوفًا بسمعة طيبة وإنجازات كبيرة وصل صداها إلينا قبل أن يصل إلى مكتبه فاستبشرنا خيرًا بمقدمه وغيّرنا النظرة النمطية السائدة عن سوء خدمات البلدية قبل استلامه زمام القيادة، إنه الرجل المبتسم والقائد الحازم المهندس عماد الصبحي، الذي منذ قدومه وهو يرسم ويخطط وينفِّذ ويسعى لتكون محافظة خليص في الصدارة بدون منازع، فاجتهد هو وزملاؤه الموظفون فصنعوا أشياء من دون شيء، وأعادوا للمحافظة شيئًا من بريقها خلال أشهر قليلة.
فبدأ أولاً بجزئيات صغيرة قد لا يراها البعض من المهمات الأساسية ولكنها في علم النجاحات مهمة وأساسية، فانطلق من مقر البلدية فنظّم العمل الداخلي لموظفيه وشجّعهم على وضع بطاقة العمل على صدورهم اعتزازًا وفخرًا بالمنشأة التي ينتمون إليها وتمييزًا لهم عن غيرهم من المراجعين.
كذلك غرس في نفوسهم حب الانتماء لهذه المؤسسة الحكومية من خلال التحفيز والتشجيع ومنح الدورات التدريبية من أجل جودة العمل المقدم وتحسينه، كذلك تلمّس حاجتهم إلى الترقيات المجمدة منذ سنوات فرفع لهم بالمراتب التي يستحقونها فظهر الحماس على الجميع وبرزت روح العمل المؤسسي المبني على العمل الجماعي بين جميع الأقسام ومع كل الموظفين، فساهموا في تغيير النظرة السلبية الراسخة في الأذهان عن موظفي البلدية، والموسومة عادةً بالكسل والتخاذل والتواجد المستمر خارج المكاتب.
كذلك يُحسب له ويُصنّف ضمن نجاحات هذا الفريق المؤسسي المكوّن من رئيس البلدية ورُفقاء النجاح تنفيذ العديد من المبادرات التي تهدف إلى خدمة المحافظة وأهلها من مناشط توعوية وفعاليات ترفيهية وملاعب زراعية وسفلتة وإنارة ولعل آخر تلك المبادرات حملة النظافة الشاملة التي تنفذها البلدية بإشراف ومتابعة من رئيس البلدية المهندس عماد الصبحي، في جميع مراكز المحافظة والقرى التابعة لها، فشعر الجميع بأن هناك عملاً يُنفذ وجهدًا يبذل فزاد الطموح لدينا وارتفع سقف الآمال معهم، وهذا بحق مشروع لنا كمواطنين بناء على ماشاهدناه ومالمسناه منكم منذ استلامكم للقيادة الإدارية بالبلدية.
فنهمس في آذانكم ونقول لكم أنتم مميزون ووجدتم القائد المميز الذي يسعى دومًا لبث روح الأخوة بينه وبين موظفيه فظهرت النتائج المشرِّفة في جميع أنحاء المحافظة في شمالها وشرقها وجنوبها ومركزها، وهذا غير مستغرب من رجال يعملون ويجتهدون لتحقيق مطالب المواطنين بحسب الإمكانات المتاحة والآليات المتوفرة.
لكم جميعًا بستان من الورود على جهودكم المبذولة وعلى عطائكم المقدّر والمشكور من جميع أهالي محافظة خليص .. شكرًا مهندس عماد ورِفَاقك المميزون.
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب