هذا شعار اتخذته إحدى القنوات الفضائية الإخبارية ، ولازال هو الشعار الذي ترفعه من بداية 1996م ومنذ ذلك التاريخ تعددت لدينا مصادر التلقي وتعرفنا عن قرب (بما لم يكن متاحاً من قبل) على أصول الحوار وأساليب الدفاع عن وجهات النظر التي قد يتبناها أحدنا كمطلع ومتابع لما يدور حولنا من أحداث فرضت نفسها بقوة ، ثم تبع ذلك تغيرات كبيرة جداً منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا (حوالي تسعة عشر سنة)،هل استفدنا نحن كمجتمع محلي ( أقصد مجتمع غران) من هذا الانفتاح الإعلامي والذي يهطل علينا آراءً متعددة “الدينية منها والاجتماعية والسياسية”؟
دعونا نعمل شيء من التحليل لما يدور هنا بالصحيفة (وهي إلى حد كبير تمثل شريحة لا بأس بها من القراء الكرام الذين يتناوبون في المشاركات والمداخلات على مختلف موضوعات الرأي بالصحيفة) أستطيع أن أقول أن هناك حراكاً جيداً في النقاش وطرح الآراء لا يخلو من الحدة وأحيانا يصل إلى حد التراشق اللفظي المفضي إلى الخصومة والمماحكة المتوترة في سبيل إثبات وجهات النظر أمام الأطراف الأخرى، كل هذا شيء طبيعي فنحن لا زلنا مستجدون في قضية طرح الآراء وتقبل طرح الآخرين لآرائهم ولا زلنا لا نتقبل التعليق على قضايا نبدي فيها رأياً إلا بشيء من التوجس والريبة مع أن ما نكتب هو رأي وليس حقيقة (عدا ما يطرح من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة فهذه لا تقبل الرأي ولا الرد).
ما لفت نظري كمتابع لما يكتب بالصحيفة هو وجود نخبة فاضلة من الكتاب متميزة جدا في لغتها وحوارها (أصحاب المعرفات المستعارة) يأتي في مقدمة هؤلاء (عابر، مصهلل ، السابر) ثم معرفات أخرى على سبيل المثال” شكيل والدكتور و مشنكت والشيخ معيوف وناجي ومعرفات أخرى يعذرني أصحابها لعدم ذكرهم” لكن من ذكرت تقريبا هم من يشارك باستمرار وبفعالية ملحوظة ، وبغض النظر عن كون الكاتب يكتب باسمه الصريح أو المستعار فأنا شخصياً يهمني الرأي وليس صاحبه.
لن أمارس دور الأستاذ أو الموجه فلدي من النقص ما يكفي للإعراض عما أكتب لكني مجتهد كحال المجتهدين قد أصيب أحيانا وقد لا أوفق أحايين أخرى.
ما أرجوه هو الاستمرار في المشاركة لكن ليغلب جانب حسن الظن في كل ما نطرح من آراء فالموفق من كان رحيما هينا ولينا مع أهله وإخوانه فللكلمة أثرها الكبير على المتلقين والصحيفة الآن تدخل كل البيوت ، وتقرأ من الجميع.
ما لاحظته أيضاً هو أن هناك الكثير من الاحتقان والحساسية المفرطة أثناء التداول والنقاش تبدو من خلال طروحات المشاركين مع أننا مجتمع متجانس إلى درجة كبيرة جدا قد لا تتوافر في أماكن أخرى!
خلاصة القول أننا بحاجة (على مستوى المجموع) ماسة لتقبل بعضنا أكثر ، حيث أن الاجتهاد”للأكفاء” متاح ومصادر البحث والمعلومة متيسرة الآن أكثر مما مضى حيث شح المعلومات وندرتها ،والتركيز على القراءة ، والقراءة ثم القراءة فهي المطبخ الذي ينضج فيه الرأي ويصبح سهل الفهم والتقبل.
ما سبق هو انطباعات سريعة لقارئ يتابع ما يدور على ساحة الحوار والنشاط الثقافي الذي يدور بمجتمعنا. والله الموفق.
أبو عمر محمد بن سعيد الصحفي . محاضر بالكلية التقنية بمحافظة جدة
مقالات سابقة للكاتب :
1. أعطني شاشة ، أعطيك شعباً
2. سياط التغيير
3. مشاريع غران التنموية وآفة النفس القصير
4. أمن أجل الدرجة وصلنا لهذه الدرجة ؟!
5. تنمية البشر قبل تنمية الحجر
6. الساعة 11 … لا أحد يتأخر!!
7. التدجين وتمزيق الكتب
مقالات سابقة للكاتب