أفادت دراسة يابانية حديثة، بأن مركبا مشتقا من فيتامين “أ”، يمكن أن يسهم في قتل الخلايا الجذعية لسرطان الكبد ويمنع انتشاره، دون أن يضر بالخلايا السليمة.
الدراسة أجراها باحثون بمركز “ريكن للعلوم الطبية التكاملية” في اليابان، ونشروا نتائجها في عدد الاثنين من دورية (Proceedings of the National Academy of Sciences) العلمية.
وأوضح الباحثون أن سرطان الكبد هو مرض فتاك للغاية، حيث يتسبب في وفاة حوالي 600 ألف شخص سنويا حول العالم، ما يجعله ثاني أكثر الأمراض فتكا بعد سرطان الرئة.
وأضافوا أن أحد أسباب ارتفاع نسب الوفيات نتيجة المرض، هو أن لديه معدل تكرار مرتفعا، حيث إن الجراحة والعلاجات الأخرى فاعلة في البداية، ولكن السرطان يعاود الانتشار مرة أخرى في كثير من الأحيان.
ونتيجة لذلك، يبحث العلماء عن طريقة جديدة لمنع تكرار الأورام، حيث أجروا دراسة على الفئران لاكتشاف فاعلية “الريتينول”، وهو أحد المركبات المشتقة من فيتامين “أ” في القضاء على سرطان الكبد.
وركز الباحثون على الخلايا الجذعية السرطانية، وهي خلايا خاصة قادرة على البقاء على قيد الحياة في مواجهة العلاج الكيميائي أو العلاجات الأخرى، ومن ثم التفرق إلى خلايا سرطانية جديدة، ما يؤدي إلى تكرارها.
ووجد فريق البحث أن المركب فاعل في القضاء على الخلايا الجذعية لسرطان الكبد، كما أنه ساهم في منع تكرار الأورام السرطانية ومنع ظهور أورام جديدة، وذلك دون أن يضر بخلايا الجسم السليمة.
وبحسب الفريق، تجرى حاليا تجربة سريرية على البشر في كوريا وتايوان وسنغافورة، لاختبار فاعلية “الريتينول” في منع تكرار سرطان الخلايا الكبدية.
وبشكل طبيعي، يتوافر فيتامين “أ” في الطعام الحيواني مثل البيض والحليب، والحليب المجفف، والكبدة، والفواكه والخضروات ذات الألوان الداكنة، مثل الجزر والسبانخ والمشمش والمانجو والخوخ والفلفل، كما تتوافر بكثرة في صورة مكملات غذائية تباع في الصيدليات.
وبحسب اللجنة الوطنية الأمريكية لمكافحة السرطان، فإن أكثر من 40 ألف حالة جديدة من سرطان الكبد سيتم تشخيصها في الولايات المتحدة خلال عام 2018.
وتشمل عوامل الخطر المسببة لسرطان الكبد عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي “سي”، وإدمان المشروبات الكحولية، والإصابة بأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية المرتبطة بمرض السكري والبدانة.