إلى أهل غران
مع التحية والتقدير ….
لقد كنتم لي ظلا وارفا تفيئت ظلاله ، ونميرا صافيا استقيت من زلاله العذب، ونسيما عليلا تنعشني نسائمه كلما أناخت على قلبي الهموم ، وتلبدت بسمائي الغموم .. أنّى التفت وجدت خلا وفيا واخا صافيا وصديقا شافيا … غران بلد الشجاعة والإباء والحب والوفاء، فكم أطربني كرمهم وآسرني جميلهم وكساني وفاؤهم حلة لاتبلى وذكرا لا يفنى. اكتسبت منهم شرف المهنة فعلمت وتعلمت ، ومنحوني شرف الدهر أن إئتمنوني على عقول فلذات أكبادهم، فغرست فيها ما أدين الله به حتى رأيت ثمار غروسي اليانعة وبهاء نجومهم الساطعة .
وبعد أن طوى الزمان بساطه والشباب إهابه ها هي تشرق شمس أهل غران علي مرة أخرى لتجدد الوفاء وتواصل العطاء ولتطوقني الأيادي البيضاء التي طالما طوقت الرقاب وكسبت الثواب، فعادت إلي الذكريات بقضها وقضيضها وحدها وحديدها فاستفاق قلبي من غفوته مستعرضا ايام الفتوة والصبا ، فرجعت أدراجي اليها لم يثنني عنها ثقل السنين ولا كثر الأنين بل يحدوني الى مرابعها الحنين
فشكرا لكم ثم شكرا لكم اذ ضربتم مثلا رائعا للوفاء والإخاء والصفاء ، صفق له الدهر وحفظته الآخرة والأولى ودونته الأقلام ، وسار به الركبان. أسعدني الوفاء وهيهات أن يوفيه قول أو ثناء ولكني أقابله بدعاء . فجزاكم الله عني خير ماجزى أبناء على برهم وتلاميذ على وفائهم. ولكم من الشكر أجزله ومن الثناء أعطره ومن الدعاء أصدقه.
وأقول وعمر السامعين يطول :
يقول ابوسعود من قلبه
تبقون ياصفوة الاخوان
يافزعة الي شكى كربه
الي بهم يرجح الميزان
ياغران نبع الوفا عذبه
منكم جرى وارتوى الضميان
ويوم الزمن هزنا غلبه
كنتم ولا زلتم المزبان
أخوكم : عطالله بن غنام المغربي
————————-
مقالات سابقة للكاتب