كل إنسان يرى الكون ملكه ويرى الفهم فهمه والقول مايرى وماغيره إلا ميدان لأحكامه .
فترى الحديث عن القيم لاينفك عن أحد ولاترى من واقع القيم إلا اليسير !!
وترى النقد للغير مستمر والنفس في برج عاجي منه !!
هل هي فطرة في الانسان أن يرى عيوب غيره بمهارة ويعجز عن كشف ذاته ؟
هل عندما ننظر للكون نتأمل قول الله عز وجل قل سيروا في الأرض فانظروا ….
ونتأمل حال من كانوا يرون أنهم أعلم وأفهم ويحتقرون غيرهم كيف دمر الله عليهم ، قال تعالى: { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
وقفة يجب أن يقفها كل عاقل منصف لو كنت مكان من تنتقد كيف تصنع ؟ وهل سَتسّلم !؟
لنتأمل مجالسنا ومانسمع من نقد !
النقد أحياناً بل غالبا يولد العجب بالذات فتزداد في تعاليها فيرتفع مستوى النقد ويشتد ، ومن الطبيعي أن يرى الانسان حكمة ما يرى وربما بلغ به الأمر إعجابه برأيه ، وهذا ظاهر في أغلب المجتمع ، ويتميز منهم فئة بأنهم ينصفون بتوسطهم بين طرفين كلاهما متطرف بمسافة ! أحدهما إجحاف في النقد والآخر إسراف في الإطراء والمدح .
وما أروع أصحاب الرأي الوسط والنظربحكمة ، والاستفادة من القيم المضافة من آراء خبراء الحياة وسديدي الرأي ..
وفي المقابل تشاهد ميداناً فسيحاً للنقد لتصرفات ومواقف يصبح الصمت أمامها معاناة فكيف إذا لزمك مسايرتها مجاملة .
فإن انتقدت صنفت عدواً ، وإن سكت فأنت سلبياً .
إن ديننا الحنيف وضع ضوابط راقية تتأدب بها النفس وتتزكى :
( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)
(قل خيراً أو أصمت)
(وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لايلقي لها بالاً …..)
(ومن ابتغى رضا الناس في سخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)
رحماك ربنا رحماك .. اللهم ألهمنا العزيمة على الرشد ، والغنيمة من كل بر ،والسلامة من كل إثم .
إبراهيم مهنا الصحفي
مقالات سابقة للكاتب