لن أتحدث باللغة الناعمة فهذا الموضوع هو آفة مدمرة خلطت الأفراح بالأحزان، وقطعت قلوب الأمهات وجرت من قلوب اﻵباء أقسى الحسرات، اليوم سأدع المجاملات ، واليوم سوف أنسى العبارات، وبقدر كل جرح عميق سكن قلوب الأمهات سأهاجم هذه الآفة وأصحابها ومن يفكر في الدخول لعالمها، ومن يحاول إدخال غيره في عالمها.. فكل من يقرأ هذه المقالة ويشعر أن كلماتها قاسية فلا يكمل القراءة بعد هذه المقدمة.
إلى متى يا من تمارسون التفحيط الاستهتار بأرواحكم وأرواح غيركم ، إذا لم تهمكم أرواحكم فأرواح غيركم تهمهم، أتعتقدون أنكم تحسنون صنعا؟، أو أنكم تمارسون حقا من حقوقكم؟، أو بمظلة طيش الشباب تظللون جرمكم؟ نعم طيش الشباب .. هذه المظلة التي يبرر بها الشباب أخطائهم ويبررها لهم غيرهم، ولكن ليس للطيش ذنب سوى أنه علقت عليه خطايا غيره.
وعند النصح تبدو المحبة وعلى قدر النصح تعرف المودة، وهذا السلوك الخاطئ قد أزهق أرواحا بعمر الزهور وآن له أن يجد إعلاما ومجتمعا يحاربه، أن يجد ثقافة لدى الشباب ووعيا يكفي لمجابهته، وهذه الثقافة لن تكون موجودة دون حراك مجتمعي يخرجها للنور، فيصبح المجتمع هو الناقم عليها لا المتجاهل لها، أو المتساهل في محاربتها، والمجتمع منظومة واحدة وسلسلة واحدة إذا حدث خلل بإحداها تأثرت جميعها، فثقافة الموت والطيش وتحديه من أخطر ما نواجهه اليوم .. فعلينا كمجتمع أن نحارب ثقافة الموت أن نحارب هذه الآفة المدمرة.
مقالات سابقة للكاتب