حَفَّتْ بِنَا نَفْحَةُ الإيمَـانِ فارتفعَـتْ *** حرَارَةُ الشَّوْقِ فِي الوِجْدَانِ رِضْوَانَا
يَا بَاغَيَ الخَيْرِ هَذَا شَهْـرُ مَكْرُمَـةٍ *** أقْبِلْ بِصِـدْقٍ جَـزَاكَ اللهُ إحْسَانَـا
شهر الخير والسلام أقبل معلناً عن الكنز الثمين ، يمد اشرعته على هذه الارض بثبات وسرور لشهر رمضان لون جميل يحتضن الأرض به ويزيدها اشراقاً وإجلالاً، ويمتد جمال هذا اللون للسماء، ويكسو جميع أركان الكون برائحة الجنة، هذا ما اشعر به منذُ الصغر اشعر أن لهُ لون ورائحة طيبه، و ها هو على وشك الوصول بوقار حاملاً معه أكاليل من نور، أقبل شهر القرآن ، ومغفرة الرحمن شهر الخير والجود والإحسان.
شهر تحصد به القلوب النقية رونقها الخاص من راحة وسكينة وحب وطاعه ،شهر زكاة النفوس، من اتصال بخالقها وهي تهمس بدعواتها بالمغفرة والعتق من النار ،شهر تواصل وتراحم وعطاء واجتماع على اطيب الكلام والاخلاق ، فللنفس زكاة وزكاتها هو العمل الصالح الطيب الطاهر الذي يكون مناطه الأساسي صفاء النية وصدق العزم والتوكل على الله ،وأجمل ما يتزين به المؤمن هو خلو النفس من الغل والحقد والحسد وإن يتمنى لغيره ما يتمنى لنفسه جعلنا الله وإياكم ممن حسنت أقوالهم وأفعالهم.
رمضان يلون حياتنا بالجمال ولحظاته ثمينة جداً وعظيم هو الاشتياق لهُ كل عام ليكن رمضانك في هذه السنة مختلفاً ،وأجعل لك مبادرة لطيفه تهديها الى نفسك شعارها الإخلاص وحسن العمل وسبحان الله فدعوات شهر رمضان تهطل بالإجابة فكن ذا يقين أن كل ما يكتبه الله لنا الطف مما نشاء، فكن حريصاً على اغتنامه لأنه غنيمة عظيمه ولأتفقد نفسك امام الملذات التي لاتسمن و لا تغني من جوع بل تكون سبب حسرة وخسران ستعرف حقيقتها في نهاية اليوم الأخير من رمضان إذا كانت نفسك مطمئنة وتشعر براحه استبشر ،ولكن اذا وجدت ان نفسك في ضيق وندم فراجع نفسك هناك موطن الخلل والتقصير، اعملوا للجنة فلا تنال الجنة بالتمني فقط ،بل بالعمل الحقيقي و المحافظة على الفرائض في وقتها فرمضان شرع لتزكية النفس ولسمو الروح وحافظ على الذكر اجعل لك لحظات مرتبطة مع الله لحظات تصفو بها روحك وتسمو، تدعوه وتناجيه بما يجول في جوف قلبك وأفكار عقلك وأجعل لك نصيب من هذا الخير الذي نغفل عنه فالتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن كنز ثمين فرطنا فيه كثيراً ولو نعلم أن الخير وكل الخير الحقيقي وتحقق جميع امنياتنا انها بهذه الأمور اليسيرة لما ذهبت لحظة من حياتنا وأهدرت بما لا ينفع واديروا ظهوركم لسارقي اللحظات الثمينة من الحسنات من مسلسلات هابطه وبرامج تافهة وأرجو من الله أن يكون هذا الشهر فاتحة خير وسعادة للجميع وعودة حقيقية وتوبه نصوحه لله بصدق واخلاص وحافظوا على مرضاة الله يعطيكم من الخير مالا تعلمون والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته الغر الميامين ومن أتبعهم بإحسان الى يوم الدين.
عواطف الثلابي
مقالات سابقة للكاتب