العداوات في مجملها تبدو صغيرة وتتجمع مع بعضها لتصبح بركاناً مدمراً لكل شيء ، فالعداوة امر لا مفر منه في حياة الإنسان ، فبدايتها حينما قتل ابني آدم أحدهما الآخر بدافع الحسد.
فحينما تتوفر الأسباب تقع حتى بين الأخوة ، فمن أكثر العداوات انتشاراً في زمننا هذا بسبب الحقد والحسد ، وصنفوا الأشخاص الذين ابتلوا بهذا الداء إلى صنفين أحدهما يصدر من أعداء النجاح الذين لا هم لهم إلا محاربة الناجحين والتقليل من شأنهم وهذا ليس محور حديثنا والصنف الآخر نحن من يصنعهم إنهم الفقراء المحرومين الذين حرموا من الزكاة والتصدق عليهم ، فالفقر يفسد النوايا ويغتال الضمائر ويدمر التنمية ففي هذه الأيام الرمضانية التى نشعر فيها بالروحانية ونسعى بالتقرب الى الله بالأقوال والأفعال علينا أن نحافظ على النعم التي أنعم الله بها علينا من الإسراف والتبذير ، فإنها إن رحلت فلن تعود ، وكل ما حولنا يثبت ذلك فما نشاهده من هدر وامتهان للنعمة تحت مسمى إفطار صائم يبعث الحزن والألم.
كلنا نشجع ونشارك في هذا المشروع ولكن تغيب عنا آلية الترشيد والتقنين والمحافظة فهناك من هم في أمس الحاجة للمساعدة المالية من الفقراء المتعففين الذين لا يسألون الناس حفظاً لكرامتهم ومروءتهم ، ففي مثل هذه المواسم يكون ألم الفقير أشد ألماً لشدة الفاقة والاحتياج (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا. وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم).
أتمنى أن نبحث عنهم ونمد لهم يد العون والمساعدة فهم أولى بذالك لحاجتهم إلى ضروريات الحياة ، ففقرهم وحاجتهم خارجة عن إرادتهم فالبحث عنهم ليس بذلك العناء والمشقة عند أصحاب البصيرة والفراسة لنحتوى فقراءنا المتعففين حتى لا تتحول العلاقة بيننا وبينهم إلى عداوة وإن خفيت لتنفجر في لحظةٍ ما ويصعب احتواءها.
وضاح