هناك ثقافة في مجتمعي مفقودة لا اعلم ما السبب وراء فقدها، وهل فقدها كان متعمدًا؟ أو السبب تساهل المجتمع بها؟.
أسئلة كثيرة ابحث لها عن إجابة ولكن دون جدوى، فقررت مشاركتها مع مجتمعي لعلي أجد عند البعض إجابة، وهذه الثقافة المفقودة هي ثقافة احترام المواعيد، احترام المواعيد ليس مجرد ثقافة بل هي انعكاس لما هو عليه المجتمع من انخفاض مستوى الثقافة أو ارتفاعه، وحتى أنها تتجاوز ذلك لتصل للحد الذي تعبر به عن مدى إنتاجية المجتمع وتطوره وتقدمه .
واحترام المواعيد ثقافة شبه منعدمة في مجتمعي والذي يغالط هذا عليه تبيان ذلك وأقرب التبيان له هو ذاته ربما لا يحترم مواعيده، والاجماع لغة الحمقى لذلك أقول هناك أشخاص في مجتمعي لديهم هذه الثقافة الجميلة الراقية وهؤلاء لهم مني أطيب التحيات فهم عينة قليلة نئت بنفسها عن الغوص في ما انقاد له المجتمع بعدم احترام المواعيد.
وقد يسخر البعض من طرحي لهذا الموضوع وأن هناك مواضيع أهم فهؤلاء أقول لهم أن احترام المواعيد من عقيدة المسلم وتحميه بإذن الله من آيات النفاق التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم والتي منها أن المنافق إذا وعد أخلف، وقلة احترام المواعيد قد تدخل والعلم عند الله تحت هذه العلامة التي هي من علامات النفاق، فالأمر ليس بالبسيط فهو ثقافة مجتمع .
وفي مجتمعنا للأسف تجد هذه الثقافة شبه منعدمة فالذي يعتقد أن يحترم مواعيده يأتيك بعد الموعد بربع ساعة أو نصف ساعة ولا يرى أن هذا تأخير! ،وإذا عاتبته يقول لك (لا تدقق) ولذلك للأسف نحن لا نتقدم كمجتمع خطوة واحدة نحو تغيير هذه الثقافة،وانظر معي لكل مجتمع متقدم ومتطور ترى أن أهم ميزاته هي احترام المواعيد والفرق بيننا وبينهم هو فقط احترام المواعيد، وهو الفرق الكبير فاحترام المواعيد دليل على الوعي السليم والنشاط البدني والاستعداد النفسي الجيد للعمل والعمل فقط ومحبة العمل والشعور بالمسؤولية ولنرفع شعار” احترم مواعيدك” لكي نحارب هذا الضحالة التي خيمت على ثقافة البعض منا ،وننساهم في نهوض المجتمع ، فاحترام المواعيد هو أول أساسيات النهضة المجتمعية وأولى الخطوات الاستعدادية للتنمية والتطور،والتقدم،والحداثة واحترام المواعيد هو احترام للذات الإنسانية ولكيان المجتمع ككل، وهو صفة الناجحين والمتوفقين بأي مجال من مجالات الحياة وهو أساس النجاح وأهم مقوماته.
إبراهيم سيدي
مقالات سابقة للكاتب