الحمد لله الذي أكرمنا ببلوغ هذا الشهر العظيم وجعله موسماً للمغفرة والعتق من النيران ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أيها الأحبة :
ذهب من هذا الشهر ثلثه وبقي الكثير وفيها خير ليالي السنة على الإطلاق .. فيها ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ،أخفاها الله عز وجل لأجل أن يرى عباده المقبلين العبادة من صدق وإخلاص وعمل صالح مقبول .
أخي :
لايخفى عليك فضل هذا الشهر فقد توافرت النصوص في ذلك ولكن يكفي ماذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقول : ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه )) ، وقال عليه الصلاة والسلام :((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه )).
الفرصة متاحة بين يديك .. لازال الشهر بين يديك ماذا تنتظر ؟ ، إذا كنت مقصر فشمر ، وإذا كنت في زيادة فاثبت واسال ربك القبول ، وزد من هذا الشهر فالقادم أجمل بإذن الله .
من أحب الأعمال إلى الله – وإن كانت كثيرة فإذا عملت باليسير فخير الأعمال أدومها وإن قل – :
أولاً : الذي غفل عنه كثير من الناس هو قراءة القرآن بتدبر وتفهم لمعانيه، لايكفي أخي العزيز بأن تختم عشرات المرات وإن كان هذا حسن لكن أين التدبر ؟ أين تأثر قلبك في قراءة كلام الله ؟
ثانياً : كثرة الصدقة والإنفاق في سبيل الله ، ففي هذا الشهر له مزية خاصة لان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أجود في رمضان من الريح المرسلة فاجعل لك في كل عمل صالح بصمة ، فأنت لاتدري مالعمل الذي يدخلك الجنة .
وأيضاً عليك بكثرة الدعاء فالصائم له دعوة مستجابه كما قال عليه الصلاة والسلام ((ثلاث دعوات لاترد وذكر منها دعوة الصائم حين يفطر)).
أخيراً ..
أسال الله كما بلغنا هذا الشهر أن يبلغنا تمامه وإكماله وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
عبدالله عبدالمعطي اللبدي
مقالات سابقة للكاتب