تقف اليوم صحيفة غران الإلكترونية في المسجد الذي بنته والدة غزاوي بن غازي بن حسين داخل الحربي وإخوانه ، من محافظة خليص، نتحدث مع ابنها محمد ليحدثنا عن والدته التي تبرّعت لزوجها بعد وفاته ببناء مسجد، ونتعرّف على جوانب كثيرة من حياة “أم الأيتام” رحمها الله.
متى توفى الوالد، وكيف سارت الأمور بعد وفاته -رحمه الله-؟
توفي الوالد -رحمه الله- في يوم السبت الرابع من جمادى الآخرة لعام 1410هـ، في حادث سيارة، وكانت صدمة على الوالدة والجميع، حيث تركنا الوالد نحن سبعة ذكور وبنت مع الوالدة، التي قسمت ما لديها من مال على ثلاثة أجزاء، جزء للمعيشة من طعام وشراب، وجزء للعلاج، وجزء لبناء المسجد، وكان لقبها بيننا أم الأيتام؛ حيث ربت أبناء خالتي بعد وفاة أمهم، وكانت ترعى أبناء الجيران من اليتامي وتتولى أمرهم.
وكيف جاءت فكرة بناء المسجد؟
منذ وفاة أبي -رحمه الله- والوالدة نذرت نفسها لبناء المسجد، فكانت تدخر المال من أجل ذلك وتدخل الجمعيات من أجل تجميع المال للمسجد.
هل كان المعاش الموجود يكفي احتياجاتكم حتى تدخر الوالدة المال؟
في الحقيقة لم يكن المعاش كبيرًا، لكن الوالدة أخبرتنا من البداية أنها عازمة على بناء المسجد، وبالتالي كانت تدبر أمورنا بما لدينا من مصروف، دون أن تنتقص من الجزء المخصص لبناء المسجد.
كيف تم اختيار مكان المسجد؟
تحدثت والدتي مع رئيس بلدية خليص ، وألحّت عليه وأصرت أن يكون هذا المكان هو المخصص للمسجد الذي تريد بناءه للوالد، وبالفعل وافقت بلدية خليص على طلبها، وبدأ العمل فيه منذ سنتين، لينتهي قبل رمضان الحالي.
متى تم افتتاح المسجد؟
قبل شهر رمضان الحالي بأسبوعين، حيث افتتحته -رحمها الله-، وعندما دخلت سجدت لله شكرًا أن أتم أمر بناء المسجد بعد طول انتظار وألقى الشيخ ياسر الشابحي أول محاضرة فيه.
متى توفيت الوالدة رحمها الله؟
صباح يوم الاثنين الماضي، ودفنت حيث أوصت في نفس مقبرة العزيزية التي دفن بها والديها بخليص، رغم أن الموافقات تمت الصلاة والدفن في مكة . إلا أنها أوصت أن تُدفن بجوار الوالد -رحمهما الله-، ومن تقدير الله أن جمع لها في المسجد للصلاة عليها أعدادًا كثيرة لم نكن نتوقعها.
كيف كانت تسير الأمور خاصة أنكم كنتم تدرسون في الجامعة؟
كانت تصرف علينا في الجامعة، وتتدبر أمرنا رغم أننا لم نكن في سعة، وكانت تبيع من ذهبها إذا احتجنا، وهكذا حتى أكملنا دراستنا وتخرجنا.
كيف كان حال الوالدة مع الصبر؟
الوالدة رحمة الله عليها منّ الله عليها بالابتلاء في صحتها بعدة أمراض، لكنها كانت دومًا صابرة وعازمة على إكمال بناء المسجد، فلما أتم الله بناءه شعرت أنها أتمت مهمتها، وشعرت باقتراب أجلها، فكانت تودّعنا جميعًا، خاصة الابن الصغير.
ما هي أبرز وصاياها لكم قبل وفاتها؟
كانت توصينا بالصلاة كثيرًا، وتوصينا بقراءة القرآن، وعدم التخلي عن أخينا الصغير المريض -شفاه الله-.
هل من كلمة أخيرة للأم الكريمة -رحمها الله-؟
أقول إننا سوف نكمل مسيرتها في الاهتمام بالمسجد، وكذلك بالأعمال الخيرية الأخرى، وسوف نقوم بإذن الله بحفر بئر صدقة جارية لها، وأننا سنلتزم وصاياها بإذن الله.
لمشاهدة فيديو اللقاء من داخل المسجد ( اضغط هنا )