مصائد الأرواح

 
الغيث يحيي الأمل في النفوس، ونعمة تستحق الشكر، فهو بالرغم من منافعه العديدة وفوائده الجمة، فإنه يجب الحذر كل الحذر من أضراره وأخطاره، كالغرق والهدم وفقدان أغلى الناس علينا وأعز ممتلكاتنا وثرواتنا.
نحن نؤمن بالقضاء والقدر، ولكننا نبحث عن أسباب النجاة وهما لا يتضادان.

فإذا أبصرت مياهًا متجمعة، غدرانًا كانت أو مستنقعات فلا تجعل فرحتك تنسيك غدرها ومكرها فهي ليست سببًا لتطور الحياة وبقائها فقط، بل أيضًا سببًا لإنهاء الحياة وفنائها. ولا تعتقد يومًا أن خطر السيول ينتهي بتوقف تدفقها وجريانها، بل يستمر ويأخذ صورًا عديدة كلها تنبئ بالموت، فلا تحط يومًا رحالك بجوارها ولا تسمح لأبنائك بالاقتراب منها أو الخوض في مائها فهي لا تروي عطشًا، بل تهلك أرواحًا بريئة.
تلك هي حفر الموت “صائدة الأرواح”، خلاياها نائمة طوال العام، ومع موسم الأمطار تعود لتفتح فمها لتتلقف وتبتلع كل من يجرؤ على الاقتراب منها أو سبر أغوارها.
والواقع يقول إن هذه المصائد تسبب فيها الانسان، ليطالب الجهات المعنية بإزالتها وإنهاء أخطارها، وحتى إن أزيلت يظل خطر المستنقعات قائمًا لأن السيول تُوجِد مع كل مرة تدفق لها مصائد جديدة لا يستطيع أحد التنبوء بمكانها أو عمقها، ولا سبيل للخلاص منها بعد الله الا الوقاية والوعي والحيطة والحذر.
حفر الموت ومصائد الأرواح خسائرها فادحة وضحاياها كثر وفي الوقت نفسه يمكن إنهاء خطر العديد منها بالردم والتسوية، كما يمكن التقليل من نسبة المخاطر بالرقابة والتوعية والمحاسبة المسؤولية يشترك في تحملها الجميع، كل يفعل ويطبق ما يخصه ويقع ضمن نطاق مسؤوليته.
والإحصائيات تشير إلى تزايد أعداد ضحايا الغرق فالحفر مستمرة في ابتلاعها والسيول  والابار الارتوازية لا تزال فصول معاناتها مستمرة. 
ويجب ان لا تنسينا نشوة الفرحة بالاجواء الماطرة خطورة ما يتخللها من اخطار لاسيما الصعق الكهربائي منها  ولنحذر استخدام الهاتف النقال اثناء حدوث المطر والبرق والرعد المواطنون ابدوا استياءهم وتذمرهم مما يحدث، وقالوا: “مصائد الموت المائية تخطفت فلذات أكبادنا وازهقت أرواحنا”، وطالبوا الجهات المعنية بإنهاء مخاطرها بردمها ومحاسبة المتسبين فيها وعدم التهاون معهم، واقترحوا مضاعفة الغرامات.
فيما نصح أكاديميون أولياء الأمور بتفهم الحالات النفسية والانفعالية لابنائهم عند مشاهدة الماء، فيما نصحوا الشباب بالتعقل.
وبالمقابل أجمع المسؤولون على تهاون بعض الشركات، مؤكدين أن هناك أنظمة تنص على تغريم المتهاونين.

 

محمد إبراهيم البشري

 

مقالات سابقة للكاتب:

أبناء عسفان يخلدون ذكرى غازي القلوب  

مقالات سابقة للكاتب

16 تعليق على “مصائد الأرواح

عبدالرحيم الطياري

كلام جميل أستاذ محمد
المجتمع للأسف يحتاج إلى توعية باحتياطات السلامة أثناء هطول الأمطار
ففي موسم الأمطار كل عام للأسف نفقد ناس غالين علينا بسبب قلة الوعي

أبوسعود

اتفق معك لكن لدي اشكالية في فهم هذه العبارة وهي هي جزء من المقال؟ أرجو التوضيح مشكورا
(فيما نصح أكاديميون أولياء الأمور بتفهم الحالات النفسية والانفعالية لابنائهم عند مشاهدة الماء، فيما نصحوا الشباب بالتعقل.)

محمد آبوفهد

الناس عندنا يفتكون أن الحوادث تقع لغيرهم وليس لهم
كل ما هطلت مطره ركبوا السيارات و طاروا في الصحراء
وعرضوا أنفسهم وأولادهم للخطر

ابو حسن

اخي الكريم والله انني احبك
لعبة المقالة ليست لعبتك
خليك في الخبر الصحفي

ابوملاك

لا اعتقد بأنه يوجد من كبار السن لايعي خطورة مجاري السيول وتجمع المياه ولا ايضا من خطورة استعمال الهاتف النقال وقت هطول الامطار ووقت البرق والرعد . ولكن المشكله في تواجد الاجهزه في ايدي اطفال لا يعون ولا يقدرون خطورة الموقف ومن هذا المنبر الاعلامي نطالب الدفاع المدني بالقيام بتوعيه من خلال المدارس والقيام بورش عمل يوضح فيها مخاطر المجازفه سواء بالجلوس في الاوديه او السباحه في المستنقعات او استخدام الهاتف النقال وقت هطول المطر لاداء الرساله الموكله على عاتقهم
وشكرا الاستاذ محمد على المقال الذي اتى في وقته وللاسف بعدما فقد احد ابنائنا رحمه الله وغفر له

ابو عبد العزيز

دائما متألق في صياغة الخبر وحرفنت المقال
لك من الجميع الشكر والتقدير على الحرص
والنصح وليس بمستغرب من رجل عرفناه
بمحبة الناس له وفقكم الله اينما كنت

سمــآ.

مقال جداً مهم ، شكراً لك أستاذ محمد .
بالفعل من أعظم الأخطاء التي يقع فيها البعض هي عدم الحرص .
فمن الواجب توعية ابنائنا بخطورة الامر ، و ما يترتب عليه من اضرار .

عابر صحيفة

أستاذي العزيز
نصائح قيمة وأنا معك في كل ما ذكرت
لي ملاحظة
أجهزةالجوال لا علاقة لها بالبرق أو الصواعق هذه أجهزة
منخفضة الطاقة ( low power devices ) ومفهوم خاطئ لدى كثير من الناس
بأن الجوالات والخواتم والمجوهرات قد تسبب الصعق
سبب الصعق هو وجود الانسان في المكان الخطأ في الزمن الخطأ
والمكان الخطأ هو للأسف ( خارج المباني وقرب مكان الصاعقة ) والزمن الخطأ وقت حدوث الصاعقة

أبوسعود

أخ عابر
احترم كلامك لكن مديرية الدفاع المدني تحذر من استخدام الهواتف النقالة أثناء هطول المطر وهي الجهة المختصة وأكيد أنها لم تأتي بهذا التحذير من عندها بل أنها بالتأكيد تعتمد على دراسات وتجارب وخبرات علمية محلية ودولية
وهذا نص تحذير الدفاع المدني المنشور في الصحف الرسمية :
(حذرت المديرية العامة للدفاع المدني الأخوة المواطنين والمقيمين من خطورة استخدام أجهزة الاستقبال وخاصة الهواتف الجوالة أثناء حدوث الرعد والصواعق وهطول الأمطار كون هذه الأجهزة ذات قدرة عالية في جذب الشحنات الكهربائية التي تحملها الصواعق مما يتسبب في تعرض مستخدميها لإصابات قد تصل إلى حد الوفاة في أحيان كثيرة لا قدر الله)

ناجي

خطر السيول كبير والدليل عدد الضحايا الذي في ازدياد
عندنا من لم يمت بحادث سير مات بحادث سيل

مداد

الجوالات خطيرة وقت المطر
والناس تعرف هذا لكن الاستهتار واللامبالاة
الله يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته

عابر صحيفة

ابو سعود
والله لم اجتهد وأنا أعلم جيداً، بأنه لو صعق شخص
بسبب استخدام الجوال عندما قرأ ما كتبت فسأكون
أزهقت روحاً بريئة
الدفاع المدني ليس جهة بحثية أو علمية
إن أردت مراجع تثبت ما كتبت سأزودكم بها
أو أكتب ف جوجل
Does cell phone attract lightning

وطب وتخير جهات علميه محترفه أمريكية بريطانية أسترالية

مشنكت

ليش الاحراج يا عابر …ما تدري ان تعليمنا مشي حاله و الثقافة ايضاً الله بالخير احنا يا دوب نحدد الزواميل و الكسرات …محنا فاضين لجوجل و البحث …يا ليت تبحث و اترجم لنا و اذا ما نتعبك يا ليت قبل ترسلها لصحيفة ارسلها للفور يو عشان يزبطها في اربعة ابيات و يا دوب تدخل مخنا…

4u

من دون احراج ياعابر
حقق لمشنكت المطلوب
ارسل لي الماده وحاضر
تترجم على اسهل لحن واسلوب
……………..لعيونك الحلوين…..يامشنكت

مشنكت

تسلم يا الذيب

عابر صحيفة

هههههه الفور ما فيه حيله يا مشنكت أنا قايلها من زمان

والله كاتب المقال وأبو سعود على راسي
وانا كنت إلى وقت قريب من يوم تغيم السما قفلت جوالي وعرفت بالصدفة
وهذا اعتقاد سائد منذ زمن ليس على مستوانا نحن العامة
بل على مستوى جهات بحثيه
المشكلة الغرب بعيد اللي عندهم يصلنا بعد سنه ضوئية شوف عيالنا يدرسونهم وندوز إكس بي
مدري ميلينيوم ( الين اليوم )
وقس على ذلك مناهجنا وكتبنا العلميه
الحمد لله إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن من الغرب
ولا كان لقيتنا إلى يومك هذا وحنا نعبد الأوثان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *