الإسلام دين عالمي

كان الرسل والأنبياء الذين أرسلوا للأمم السابقة من لدن نوح إلى النبي عيسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام
يرسلون ويبعثون إلى قومهم كل يرسله الله إلى قومه خاصة لينذرهم ويحذرهم وتوالت الرسل بهذه الكيفية إلى أن أدركت رحمة الله الناس جميعًا بل حتى الجن فبعث الله سيد الخلق أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين فعندما نمعن وندقق النظر في اجتماع الناس حول الكعبة المشرفة نتعجب في اختلاف الألوان والأعراق والجنسيات كلهم يلتفون حول هذا البيت يناجون الله ويدعونه بإختلاف لغاتهم ولهجاتهم بل إن كل من في أصقاع الأرض من المسلمين ومن أقصاها إلى أقصاها يتوجهون صوب مكة شرفها الله.

وهنا تحضرني قصة رأيتها على شاشة التلفاز حين نازل البطل الملاكم محمد علي كلاي مع أحد الملاكمين بعد أن أسلم وزار مكة وانبهر بالمساواة التي رآها وكان الملاكم الأخر عنصريا فقال له البطل المسلم عليك بزيارة مكة فسترى كيف يصطف الناس جميعا بكل ألوانهم وجنسياتهم بجانب بعض ليس هناك فرق وهو بذلك يريد أن يعطي درسا في التعامل وعدم التفرقة بين الناس فكلهم سواسية خلقهم رب واحد فعندما تزور البيت الحرام وترى الجموع يطوفون حول البيت ويصلون بجانب بعضهم بدون تمايز تعطي هذه الصورة درسا لكل العنصريين وأصحاب الأفكار التي تحاول التفرقة بين بني البشر وحلحلة بنيانهم وعدم التعايش سويا وإذكاء نار العداوة والبغضاء نعم هناك من ينادي بتفضيل عرق دون عرق ولون دون لون وإحياء لجاهلية بغيضة عفى عليها الدهر وأصبحت كأمس الدابر لا يتبناها إلا الجهلة الذين لا يعرفون أنفسهم والذين يحاولون تغطية الشمس بغربال ونحن في زمن أصبح العالم قرية واحدة وأعجب من قوم عقولهم جامدة برغم إدعائهم أنهم في أعلى درجات العلم والمعرفة اشربت قلوبهم حب التباهي والتفاخر بنسب وحسب لم يكونوا هم الذين اختاروه لأنفسهم إن المناداة بالقوميات من فارسية كسروية أو عربية، أو طورانية، أو إفريقية، أو نازية، آرية هتلرية، وفاشية، موسولينية، وكل إديدليوجية تحمل رائحة القومية إنما هي جاهلية بغيضة حتى لو ادعى متبنوها أنهم في أرقى درجات التقدم والرقي فستظل مجرد كلمات لا ترتقي إلى مستوى أن تناقش وتفند ، وعندما نقول إن الإسلام دين عالمي فنحن لا ندعي ذلك ولا نزعم بل هي حقيقة ماثلة للعيان ولكل منصف تجرد من الهوى والعصبية ، فالإسلام نادى الناس أجمعين قبل أن يخصص بالنداء معتنقيه فقد قال الله سبحانه وتعالى ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فقد جعل النداء لكل بني البشر.

نعم لذا نرى الناس يهاجرون من مكان إلى مكان آخر ابتغاء التعارف وتحصيل الرزق وضرب في الأرض وأنك لو دققت النظر فإنك قلما تجد بلاد أودولة في طول الأرض وعرضها ليس فيها أعراق وجنسيات وإثنيات مختلفة لأن هذا هو قانون الأرض الذي انشأها الباري جل في علاه به والإسلام هو الدين العالمي الذي من فهمه حق الفهم فلن يختار سواه لأن النفس ترتاح لتعاليمه وشرائعه وإن المقياس الذي يقيس به الاسلام البشر هو الأقوم وليس سوى ذلك.

وأيضا لم يعارض الاسلام التعامل مع اي أحد لا يعتنقه فقد قال الله تعالى ( لكم دينكم ولي دين)
ولم يلزم الإنسان أن إلا بعد الاقتناع .

أما الذين جاءوا بأفكار لا تمت للإسلام بصلة فإنما يمثلون أنفسهم ولا يمثلون الاسلام برغم كل ادعاءاتهم فستظل أفكارهم تراوح مكانها إلى أن تزول ويظل الإسلام ناصعا نقيا خالصا من كل شوائب الدجالين الافاكين الذين يريدون وصمه بما ليس فيه ولن يستطيعوا ذلك ابدا .

إبراهيم يحيى ابوليلى 

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “الإسلام دين عالمي

تميم

كل عام وانت بخير استاذنا الغالي زي ما قلت ديننا دين رحمه وعدل ومساواه وافضلنا بالتقوى عند ربنا ماهو بالحسب والنسب والجاه ولابد نعامل الاخرين بالعدل ونبين لهم اخلاق المسلمين اللي امرنا الله بها وبلاش زودت النفس مصيرنا التراب وبعدها يبدا حساب بلا عمل والاعمى اعمى البصيره اللي ما يفكر في الاخره ولا العواقب

وضاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ و الكاتب الكبير ابو احمد لا نستغرب الابداع والتميز من اهله فلتسمح لي ابا احمد ان اذكر لك ما استفدته من مقالتك وهو ان الاسلام ليس عقيده وتشريع فقط بل سلوك يطبق في العبادات وفي التعامل مع المسلم وغيره وما نعانيه الان جهل وتسلط . جهل منا في اتباع السلوك الصحيح لما امرنا به مما ادى الى تسلط الاعداء علينا بسبب جهلنا حتى اصبح الارهاب والتطرف اتهام يوجه للاسلام فما ذكرته في مقالاتك ماهو الا تفنيد لتلك الاتهامات وتوضيح لسماحة ديننا فديننا امرنا بالسماحة حتى مع من يختلفون معنا في العقيده وان لا نجادلهم الا بالحسنى فالتسامح مع الاخر هو الاصل في التعامل فكما نعلم ونعرف بان السماحة لا تعنى ان نتخلى عن ديننا وقيمنا واخلاقنا ومبادئنا

ابراهيم يحيى ابوليلى

كل عام وانت بخير وعيدكم مبارك أيها الفكاهي اخي الغالي تميم دائماً توقع وتعلق على مقالتي بعقل متفتح وبصيرة نوافذه فأنت من الذين يفهمون مغزى كلامي بدون جهد او عناء فاسأل الله ان لا يحرمني من تواجدك بالقرب دائماً شكرًا لكرمك أيها الأخ الغالي تميم ،،،،،،
استاذي القدير وضاح كل عام وانت والاسرة الكريمة بخير جعل الله عيدكم مبارك كما قلت لك في كثير من الأحيان انك تكمل ما نقص من مقالي وحقيقة أنا أستفيد كثيرا من تعقيبك وشرح لما فهمته من المقال فأجد انكً قد تغلغلت داخل فكري واستنبط الفايدة من الموضوع فلذلكً أنا انتظر تعليقك لأستفيد منها في مقالات لاحقة فلا تبخل علي ولن تبخل بوضع بصمتك المميزة في مقالاتي وأُقدِّم لك كل التحية والتقدير لشخصك الكريم ودمت بود ودام لك الود،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *