المصانع والمستودعات من ناحية هندسية إدارية

سأتحدث في هذه المقالة من ناحية هندسية وإدارية عن موضوع المستودعات وكذلك المصانع التي تنشأ بجوار المناطق السكنية، فإنه بحسب المواصفات القياسية العالمية و البريطانية فإن أي مشروع قبل أن يقام يجب أن تجرى له دراسة شاملة من حيث التأثير الناجم عن المنتج على البيئة قبل وأثناء وبعد التصنيع فيما يسمى بدورة حياة المنتج من المادة الخام وحتى نهاية حياته.

المشكلة في السعودية بشكل عام تكمن في مرحلتي التصنيع وما بعد نهاية عمر المنتج… كيف ؟ ولماذا؟

الموارد والمواد الخام في السعودية متوفرة وبأسعار زهيدة لذلك تكلفة الانتاج تقل، فينعدم الاهتمام بطريقة التخلص من المنتج بعد نهاية حياته بل أنها لا تدخل في خطة تصميم وإنتاج المنتج في بداية المشروع، وهذا حال التصنيع والمصانع بشكل عام.

هذه المشكلة تغلب عليها الإنجليز بوضع مقاييس وضرائب يدفعها المصنع، قدر هذه الضرائب يعتمد على كمية الضرر الناتج عن تصنيع المنتج خلال جميع مراحله. كذلك يجبر المصنع على وضع ملصق على المنتج يوضح لعامة الناس مدى صداقة المنتج للبيئة. فبذلك يجبر المُصنِع على تحسين تصميم المنتج وطريقة التصنيع حتى يقلل الضرائب المفروضة عليه وليحسن صورة المنتج في السوق كمنتج صديق للبيئة لان المجتمع يعي خطورة التأثير الناتج عن استهلاكه لمنتج غير صديق للبيئة. وهنا يطول الحديث عن ثقافة وعادات المجتمع الاستهلاكية.

المشكلة تكمن في النظام والمواصفات والمقاييس المتبعة من قبل مهندسي البلديات هنا، ماهي هذه المواصفات؟ وهل توفر حماية كاملة للسكان؟ وما مدى وضوحها ؟وما طريقة حساب الضرر الناتج؟ وماهي العقوبات ؟ وما مدى صرامة تطبيقها؟
حقيقة لا أعلم ماهي المقاييس المتبعة هنا ولا كيفية تنفيذها ولكن ببحث بسيط وجدت مجموعه من المقاييس الخاصة بحماية البيئة الصادرة من الرئاسة العامه للأرصاد وحماية البيئة وهناك مواصفات ومقاييس أرامكو ولكن لأعلم إن كان موضوع المصانع والأماكن السكنية تدخل فيها أم لا. وهل هي مطبقة في البلديات أم لا.
الخلاصة :
أنه قبل الحكم على المستودعات يجب معرفة نوع البضائع المخزنة ومدى الضرر المتوقع على التربة والماء والهواء خلال فترة التخرين وكيف سيتم التخلص من البضائع الفاسدة. وكل هذه المعلومات يجب أن تعلن للناس لكي يكونوا على إطلاع ومعرفة وهذا ما يسمى بالشفافية التي هي مفقودة (بكل أسف) وبعد ذلك يمكن الحكم على المشروع حكم موضوعي بعيداً عن العاطفة.

 

م. حسام يحي الصحفي

ماجستير في التصميم الهندسي من جامعة لافبرا البريطانية

مقالات سابقة للكاتب

14 تعليق على “المصانع والمستودعات من ناحية هندسية إدارية

شكيل

والله يا مهندس المعايير هنا مو زي عندكم هناك
والشفافيه هنا مو زي عندكم هناك
والعقوبات هنا مو زي عندكم هنا

هنا عند …….. كل شي غير

لي عوده

أبوسعود

كلام منطقي وعقلاني
شكراً مهندس حسام على المعلومات
وآتفق مع أخي شكيل أنه للأسف ماعندنا معايير هنا كل الشغل بالبركة
وطبب ليس يطلع كويس
والبركة فيكم أنتم الجيل المؤهل أن تغيروا الوضع وتطوروا البلد

في العمق

كل ماذكرت من تباين بين الإجراءات المتبعة على المنتجات عالمياً وماهو معمول به محلياً يكفي لأن نعارض بقوة وجود هذا الجسم الخبيث بيننا، لا أن نتحلى بالصبر والأناه لنبحث عن نوع البضائع ومدى حميميتها للبيئة و….و…….و….الخ
ياعزيزي لا مجال للتنضير مع الواقع المرير
الثالوث الإجرامي لاينفع معهم سوى قرع العصا

فزاع

كل ماذكرته يامهندس حسام غير موجود عندنا
متتج وتصاميم وصديقة للبيئة هذه موجودة في
الاكاديميات والجامعات واقرب مايكون لتطبيقها
هنا في أرامكوا فقط
اما البلديات والارصاد وحماية البيئة فعلى الدنيا
السلام ولا أوضح على ذلك من مصنع السديس
لنا عشر سنوات نطالبه أن يضع (هالمجرم في حق السكان)
فقط فلاتر يتم بواسطتها نزول الأبخرة والرواسب والدخان
في أحواض مائية لترسيبها وهذا أدنى الطرق لمنع تلك
الادخنة ولكنه لم يعمل شي وانما زرع أشجار بزرومي
وعالج الضرر بضرر آخر حيث اكتشف أنها أشجارضارة
ماقدرنا في هالمصنع وكيف لوجات المستودعات
انا وجدت الاجابة من مقالك واستنتجتها ان الحل هو منعها
لانه انسى شي اسمها مواصفات هنا لا ومع بلدية المهندس
المحروس .
والبركة فيكم اذا جيتم ووجدتم وظائف وان شاء الله تضع
المواصفات اللي درستها لكني خايف عليك انك تتغير
وتوثر عليك البيئة اللي هنا لان البيئة اللي انت فيها
غير التي هنا ، وترا الجيل اللي الآن هم في المناصب
العليا هم كانوا قبل عقدين من الزمن او ثلاثة يدرسون مثلكم
في الغرب ورأينا منهم العجب
لكن كل إنسان بمعدنه وانت معدنك أصلي
نتمنى لك التوفيق يامهندس حسام

أبو أنس

الإبن النجيب م. حسام
إطلالة رائعة ومشاركة مميزة منك
سعدنا بمشاركتك ونتطلع إلي المزيد منك
بالنسبة للمعايير والمواصفات موجودة لكنها غير مفعلة
يوجد لدينا هيئة المواصفات والمقاييس السعودية تصدر مواصفات قياسية للمصانع والمنشآت
لكن النقطة التي تحدثت عنها بخصوص كون المنتج صديق للبيئة أو بتعبير آخر غير ضار للبيئة
فلم نصل لها بعد حتى على مستوى المستهلك فهي ليست ضمن أولوياته عند اتخاذ قرار الشراء
فمن باب أولى أن لا يعيرها المنتج أي اعتبار
أما نظام المخالفات والعقوبات عندنا فهو نظام قاصر جداً ربما يشمل المخالفات الإدارية والعمالية فقط ولا يتعدى لأبعد من ذلك.
كما أن نظام المراقبة والتفتيش شبه غائب فكيف تعاقب إذا لم تراقب وتفتش ؟!
خلاصة القول : لدينا مشاكل كثيرة في كافة القطاعات ولا يمكن معالجتها جزئيا نها منظومة مرتبطة ببعضها البعض .. وتحتاج إلى برنامج إستراتيجي للإصلاح الشامل..
متى وكيف؟ هذا علمه عند ربي !

رجاء مستور

اخي حسام وفقك الله
نحن في الصناعة والتقنية والجودة والمواصفات والمقاييس ترى متطوررررررين ليكون ما تدري
نحن في اول القائمة بس من الاخير كيف تتجرأ يارجل وتطلب منا ذلك غفر الله لنا ولك

لو التزم المنتج بجميع المواصفات لكان وجدته بجوار منازلنا ولنرحب به
اليابان اكبر بلد صناعي ومنتج وصغير مساحة ولكن هم غير واحنا غير

يا رجل تأجر واحد سكن او استراحة تجدها مستودع وصناعة مزورة ومخالفين وعمل اطعمة فاسدة
تبغى يعلمون ايش يأجرون او يحددون أنشطة
لا نحن عندنا اهم شي الربح هو العامل الوحيد
انا اراد الله تثبيت هذه المستودعات سوف تجدون الخردة وتجميع النفايات التي يستفاد منها والأخشاب والسكراب
والرجيع حق الشركات ومن هذه الشاكلة
ماذا يستفيد غران من هذا المشروع؟
١- عمالة
٢-ازدحام الخروج شرقا وشمالا وغربا
٣-تجمع المخلفات والسكراب وما ينتج عنها من تجمع وتكاثر للحشرات
٤- يقول البعض انه فيه صناعات خفيفة ماعندنا في بلدنا غير الفاين والصابون
٥-تشويه للمنظر العام لغران وكانه هناجر دواجن

لماذا لا يعمله مخطط سكني ومحلات تجارية وأسواق وحلقة خضار مصغرة ومحطة وقاعات افراح ونحن نؤيده ونطالب الدولة بالسماح له
لكن مستودعات وتجميع مخلفات المدن عندنا
لا يعقل ذلك وان تم ذلك سوف تبغى نقطة سودا في غران مثل مصنع السديس والحبوب

ايجابي

مهندس حسام
مرحبا بك وبقلمك المتخصص اطلالة جميلة وكلام علمي رصين . أما بخصوص الكارثة القادمة ففي عالمنا الثالث ارخص شي عندنا هو الانسان ! لاقيمة له .

حوجن

جميل يا أخ حسام :
مللنا من كثره الحديث في الموضوع , لكنك ناقشته من زاويه لم يتم التطريق إليها من قبل …..

فايز ناشي الصحفي

السلام عليكم ، جميل جداً تفنيد من شخص مختص ، لنفترض أن المملكة تطبق المواصفات والمقاييس العالمية وأن المملكة تعتبر من دول العالم الأولى في الصناعة ومنتجاتنا تغزو العالم الأول بجودتها وجودة تصنيعها ، ممتاز جداً ، قبل أن أتقدم بشكوى إلى الديوان الملكي ، بحثت عن أضرار المستودعات والمصانع على الإنسان قبل البيئة والحيوان ، النتيجة كم هائل من الأضرار ، ذهبت أيضاً إلى اللوائح والإشتراطات لدى وزارة الشؤون البلدية والقروية ، هنا المصيبة اللائحة ترفض رفضاً قاطعاً وجود المستودعات في أرض زراعية جميعنا يعرف أن الأرض يمر بها أكثر من مجرى للمياه فمن الشرق وادي غران ومن الغرب منطقة نقرة تسيل بها ، المصيبة الأخرى تم تحويل الأرض من أرض زراعية إلى صناعية عيني عينك ، مخالفة واضحة من بلدية خليص وفساد إداري ، يااااسااااتر ، أيضاً وجدت اللائحة تمنع بناء المستودعات قريب القرى والمساكن أيضاً ، مخالفات عديدة وجدتها ، رابط اللائحة (http://t.co/9fmNh8Wbyd ) لمن يريد الإطلاع والإستفادة ، في الأخير قاتل الله الفساد وكل شخص قدم مصلحته الشخصية على ضرر العامة ، كلمة أخيرة ( غران شامخ بشبابه وأبناؤه ) ، أدعوا جميع الشباب الإبلاغ والوقوف ضد الفساد وأهله وأن نشتكي بكل قوتنا حسب الطرق النظامية.

خالد

وفقك الله اخي المهندس حسام
مقالة جيدة
استمر
ونصيحتي لك
ان لا تقول لا تعلم وانت تكتب في مقالة
فعليك بالالمام بالموضوع والتحدث وتحليله المشكلة
واعطاء نتائج لها
نصبحة اخ لاخيه
احبك في الله

م.حسام يحيى

أخي خالد بارك الله فيك وأحبك كما أحببتني فيه. ماذكرته فيه ردّك هو عين الصواب.
وماخطته لوحة مفاتيحِ آيفوني ماهو إلا إجتهاد. وعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” لاأدري، نصف العلم”.

ومن كان يهوى أن يُرَى متصدرًا … ويكره (لا أدري) أصيبت مقاتله

فلا يخاف قول “لا أدري” إلا من خاف سقوطه من أعين القارئين.
وماكَتبتُ ماكَتبتّ إلا اجتهادا
وأملا في إيصال ماأعلم وماتعلمت في بلاد الغربه إلى أهلي وأحبابي
وعملا بوصية خير المرسلين بعدم كتمان العلم.

غير معروف

شكراً للمهندس حسام
وللمهندس فايز ناشي على التوضيح
وفقكم الله

محمد آبوفهد

أخ حسام
الأخ خالد لا يقصد أن تفتي من عندك
هو يقصد أن تبحث وتأتي بالمعلومة حتى يكون المقال مكتمل
لو سئلت سؤال طارىء لا بأس أن تقول لا أدري
لكن حينما تكتب مقال فأنت مطالب أن تبحث وتجمع المعلومات من مصادرها حتي يكون المقال مكتمل ونافع

عبدالعزيز المعبدي

مشكلتنا منا وفينا
السعودي شخص غير مخلص لوطنه ولعمله
إلا أعداد نادرة وقليل
لكن الأغلبية الساحقة ما يهمها غير نفسها
بعكس شعوب العالم تلاقي فيهم إخلاص وانتماء
هذه حقيقة مؤلمة لكنها هي الواقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *