ودع اليوم (الخميس) ٢٧ محرم ١٤٣٦ هـ الأستاذ رزين بن عبدالله الصحفي مدرسته وزملاءه في مدرسة موسى بن نصير الإبتدائية بغران بعد أن أمضى ٣٥ عاماً في حقل التعليم.
في صباح هذا اليوم اختار أن يودع أبنائه الصغار قبل أن يودع زملاءه فمر على الفصول يسلم عليهم جميعاً وأحضر معه هدايا لجميع طلاب المدرسة وأصر أن تكون منه وهم في فصولهم وعلى مقاعد دراستهم ليودعهم ويطلب منهم السماح ويعتذر إليهم إن كان أخطأ في حقهم يوما ما بغير قصد أو عمد.
بدأ الاستاذ رزين بن عبدالله مسيرته التعليمية في ١٢ / ١١/ ١٤٠٠هـ بمدرسة صلاح الدين الأيوبي بوادي ستارة لمدة عام ثم انتقل إلي مدينة جدة معلماً بمدرسة الملك فيصل الإبتدائية لمدة خمس سنوات ثم انتقل إلى مدرسة الانصار الابتدائية بالبرزة.
وفي ٢٩ / ٧ / ١٤٠٩هـ انتقل إلى غران حيث ليواصل رسالته التعليمية بمدرسة موسى بن نصير الابتدائية بغران معلماً مبدعاً ومتميزاً في مادة الرياضيات، نال على اثرها العديد من الجوائز وشهادات التقدير على مستوي مكتب التربية والتعليم بخليص وعلى مستوى إدارة التربية التعليم بجدة وقد عٓمِل إضافة إلى تدريس مادة رياضيات رائداً للنشاط في المدرسة وأبدع في هذا المجال كان من أثر ذلك أن نالت المدرسة شرف تنظيم أول معرض للتوعية الاسلامية في على مستوى مدارس محافظة خليص وكسب على أثرة محبة زملائه في جميع مدارس خليص لما شاهدوا من إبداعاته وتميزة في إخراج المعرض بصورة مبهرة نالت إعجاب الجميع وتقدير مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة خليص آنذاك الاستاذ عبدالرحيم مساعد المغربي.
ثم تم تكليفه وكيلاً للمدرسة لمدة تزيد على الثماني سنوات كان خلالها الأب للصغير والاخ للكبير مصلحاً ومعلماً وموجهاً ومرشداً لم يغضب منه أحد قط من زملائه أو طلابه أو أولياء الامور طيلة مسيرته التعليمية. وكان أول من يحضر إلى المدرسة وآخر من يغادر ها كل يوم طيلة الاعوام التي قضاها في المدرسة حتى أتي اليوم الذي ترجل فيه الفارس عن فرسه مفسحاً المجال للأجيال الشابة تاركاً لها رمزاً وقدوة تستضيء بسيرته وتنهل من معين أخلاقه وسعة باله وسيضل في قلوب زملائه وطلابه بعد أن حجز له مكاناً فيها يتذكرونه ماعاشوا.