دع القلق يدفعك إلى الفعل

لا تقلق.. أو بالأحرى لا تكتفِ بالقلق، بل دع القلق يدفعك إلى الفعل.
فعندما تجد نفسك قلقاً حيال أمرٍ ما، اسأل نفسك سؤال الفعل: ما الذي أستطيع فعله الآن بشأن ذلك الأمر؟
ثم قم بفعلٍ ما حتى لو كان بسيطاً وصغيراً.
في حياتنا عادةً نُنفق معظم أوقاتنا في توجيه السؤال الخطأ إلى أنفسنا كلما أصابنا القلق؛ فيذهب الكثيرون إلى وضع هذا السؤال نصب أعينهم:
ما الذي يجب أن نشعر به حيال ذلك الأمر؟
والصحيح استبداله بسؤالٍ يجعلك أكثر حيوية وصواباً وهو : ما الذي استطيع فعله بشأن ذلك الأمر؟
مثلاً، إذا كنت قلقاً حيال المحادثة الأخيرة التي تمت بينك وبين مديرك في العمل، وكم كنت غير منصف فيما قلته له، يمكننك أن تسألَ نفسك: ما الذي تستطيع فعله الآن؟
فعبر وضع هذا السؤال في حيّز الفعل، سيخطر ببالك الكثير من الاحتمالات والتي من شأنها معالجة الأمر على نحو فعَّال، وبشكلٍ إيجابي.
إن كل تلك الاحتمالات إنما هي أفعال، وعندما تشرع بالقيام بها؛ سيذهب عنك القلق بإذن الله تعالى.
فينبغي عليك التصرف حيال ما يقلقك، وليس مجرد التفكير فيه، ولا تخف من الفعل؛ فحتى الأفعال البسيطة تطرد مخاوفك؛ لأن الخوف لا يستطيع التعايش مع الفعل.
ولنا في السيرة النبوية المطهرة نماذج كثيرة وأحداث متنوعة في الشروع بالفعل وعدم الركون لهاجس القلق.
ولعل تلك القراءة الواعية لأحداث السيرة النبوية تمكننا من إدراك معادلة الفعل والخوف:
عندما يوجد فعل؛ يختفي الخوف، وعندما يوجد خوف، يختفي الفعل.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

13 تعليق على “دع القلق يدفعك إلى الفعل

أ.نويفعة الصحفي

القلق حاله تعتري الإنسان ، ويشعر معها بالخوف ، ويبقى وكأنه في دائرة مغلقه ، والإستسلام لهذه الحالة بلاشك تؤثر سلبا على حياة الإنسان ..و الأجدر أن يكون التفكير كيف نحول السلبيات إلى إيجابيات:
وبالتاكيد هذا قد يصعب احيانا لكن يجب أن يكون الإنسان في طور المحاولة وهذه الصفة هي التي يتحلّى بها الناجحون والعظماء في كل زمان ومكان، فمِن شعاراتهم: رب ضارة نافعة، وربما صحتِ الأجسام بالعلل، ورب محنة في طيها منحة، ومن لم تكن له بداية محرقة، لم تكن له نهاية مشرقة .. فأصحاب النفوس الكبيرةِ لا يجلسون أمام محطات القلق باكين شاكِين ، لكنهم يقبلون الواقع المفروض عليهم، ثم يسعون إلى تغييره .. فقد ذكر عن أحدهم انه كان له زميل يتقدم عليه في الدراسة الإعدادية بعام، فرسب في إحدى السنوات، ومع القلق الذي أصابه لكونه سيظل متأخرا عاما دراسيا ، قرر أن يتجاوز هذه المرحلة باشغال وقت فراغه في دروس التقوية ، فتعلم من ذلك الرسوبِ درسا ، إذ أصبح بعد ذلك الأول على فصله ، إلى أن تخرج في الجامعة مهندسا، وأستطاع أن يحول سلبية الرسوب إلى إيجابية التفوق..
فالقلق يحدث للإسان لسبب ما أو أمر يخشى حدوثه ، وفي كلا الحالتين التفكير الإيجابي هو الأجدر ..وهذا هو الفرق بين الإنسان الحكيم المقتدر وبين الإنسان العادي أو العاجز…
شكرا لك د. سليمان الله يكتب أجرك

متعب الصعيدي

عندما يوجد فعل؛ يختفي الخوف، وعندما يوجد خوف، يختفي الفعل.
كلام كبير يحتاج لتركيز ومحاولة استيعاب
مقالاتك أستاذ سليمان تفتح لنا آفاق للتفكير والتأمل والبحث
ماشاء الله تبارك الله ربنا يزيدك من فضله
وألف ألف شكر لصحيفة غران على هذه الزاوية الرائعة الممتعة

4u

بالمختصر لاتصك الباب
افعل فعل واجه الواقع
عند القلق ابحث الأسباب
خل الألم للفعل دافع

شوقية الانصاري

بورك نبض قلمك وفكرك استاذ سليمان ..
“اعقلها و توكل” هنا المعادلة الموزونة ليخرج القلق والخوف خارج المعادلة اليومية خسران أسفا .. “إن معي ربي” تكمن بين حروفها وقود للعزم والانطلاق في طريق الحق و ردم نيران الخوف والقلق..عندها سيحلّ الصدق درعاً قويا يتصدى لهجمات منغصات الحياة وننعم بمكرمة إلهية : ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

مهندس/ محمد الصحفي

عندما تغلق فذلك يعني وجود مشكله ولحل المشكله اتباع قواعدها التي أشار سعادة المستشار ووصفها في روشتة هذا الاسبوع دع القلق يجعلك تعمل الفعل الصحيح وليس الاستسلام أو فعل الاخطاء
فالاعتراف بوجود مشكله وتعريفها وتحليلها(لتصل لأكثر من ردة فعل تجاه حل المشكله) وستصل حتما للحل النموذجي
واخيرا
إن كان للإبداع عنوان فعنوانه سليمان

الانصاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))
( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ))
(فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤمنين))
((وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )

كلنا معرضون للقلق ولكن بدرجات متفاوته ما يجعلنا نعيش حاله من التوتر لبعض الوقت تجاه امرا سلبي متوقع حدوثه والتفكير المبالغ فيه تجاه بعض المواقف واعطائها اكبر من حجمها الطبيعي لتجعلنا نعيش في دائره مغلقه بالصراع والتأنيب والقلق وندب الحظ العاثر بدل من مواجهة الاحداث والمواقف بروية وبصيره واتخاذ القرار بعد التوكل على الله وانه لن يخذلنا وان لا نخشى الا الله ولا نخشى احدا من عباده مهما كان مركزه وحجم نفوذه وجبروته وبطشه وتفويض الامر لله وحده والثقة في الله ثقة موسى عليه السلام في ربه حين احاط به فرعون من كل الجهات ثقه ام موسى فى ربها حين القته في اليم ثقة ابراهيم في ربه حين ترك زوجته وابنه في وادي غير ذي زرع ثقه يونس في ربه وهو يدعوه في بطن الحون ثقه محمد صلى الله عليه وسلم في ربه وهو وصاحبه في الغار فكما نعلم بان من في الارض جميعا لن يستطيعوا دفع ضرا كتبه الله علينا ولا منع خيرا اراده الله لنا لنتبدر ونتفكر في ايات الله ونتوكل عليه حق التوكل وخشيته والثقه والرضى بقضائه وقدره والعمل بما يرضيه قادرا على ان يخرجنا من دائرة القلق والتوتر وفواجع الدهر فعلينا الاجتهاد لبلوغ درجة الايمان لنعمل بما يرضيه عنا ونحقق ما نهدف اليه

إبراهيم يحيى أبوليلى

إن هذه الحياة بكل ما فيها من أفراح وأتراح وما ينتاب الناس من شعور الامتعاض واليأس والسأم والقلق خلال المراحل العمرية للإنسان لا تدعو الإنسان المتريث والمتفكر تفكيرًا سليمًا سويًا في متغيرات الحياة إلى اليأس والقنوط، بل تجعله وبما حباه الله من طاقة وقوة وتجلد يتعايش مع الواقع أيًا كان.

وهذا العمل لا يتأتى إلا للذين فهموا الحياة فهمًا واعيًا وأدركوا كنه الحياة، لا بعقولهم المجردة فحسب؛ بل بالتعاون والاعتماد على ما جاء به رسل الله الذي يعلم خفايا النفس الإنسانية.

إن محاولة حل أي معضلة تواجه الإنسان بعيدًا عن الاعتماد على الخالق وطلب العون منه ستبقى مجرد مسكنات لتلك الأزمات، ولن يكون علاجًا ناجعا يقضي على القلق والسأم جراء الضغوطات النفسية التي تتحول رويدًا رويدًا حتى تصل بالإنسان إلى درجة اليأس والقنوط، فتنقلب على إثر ذلك حياة الشخص إلى ما يشبه التشاؤم من الحياة برمتها، كما حصل مع كثير من الفلاسفة المتشائمين أمثال آرثر شوبنهاور، وتلميذه فردريك نيتشه، حتى أعلن أحدهم عندما بلغ منه القنوط والتشاؤم مبلغه بأن الحياة برمتها وبكل ما فيها من جمال ومتعة ولو إلى حين (كبندول يتأرجح من السآمة إلى اليأس ومن اليأس إلى السآمة) وهذه العبارة تجسد قمة التشاؤم، وصدق الله العظيم حين قال ( وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ) والتعلق بالمادة الصرفة دون الروحانيات تحول الحياة إلى ملل وسأم، ومن ثم إلى تشاؤم يؤدي إلى كره الحياة كرها لا يطيب معه عيش أبدًا.

إن تراكم المشكلات في الحياة دون محاولة حلها تباعًا تجعل المرء ينظر إلى الحياة نظرات سوداوية وكأنه يرتدي نظارة سوداء لا تزول عن عينية في ليل أو نهار، والبعد عن الله وتعاليمه وناموسه هو السبب المباشر لحالة القلق التي تؤدي في نهاية الأمر الى القنوط .

وصدق الله تعالى إذ يقول ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )، إن السبب المباشر للقلق واليأس والتشاؤم هو الانغماس في الملذات واتباع الهوى والبعد عن كل ما هو روحاني، والتقلب في المادة ثم المادة فقط.
والله سبحانه وتعالى اعطانا علاجا لحالة القلق والاضطراب في قوله (ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين ) هذا هو الحل وليس غيره ابدا مهما نظر المنظرون لأننا رأينا ان واضعي علوم النفس والمنظرون أصابهم هم أنفسهم القلق الذي يريدون أن يخرجوا الناس منه فإذا هم واقعون فيه إلى درجة الياس والقنوط اذا الحل هو اللجوء إلى الى الله هنا يفتح الله للإنسان مداركه الى الحلول التي تخرجه من حالة القلق .

اوجاع كاتب

سيدي جوزيت عنا خير الجزاء شخصت الداء ووصفت الدواء
وكذالك الشكر للاخوات الفاضلات والاخوة الافاضل على ما وجدناه في تعليقاتهم مَن وتوجيهات
وان لا يكون حالنا كما قال المتنبي
كريشة في مهب الريح ساقطة … لا تستقر على حال من القلق

محمد الرايقي

القلق أو التوتر هو ردة فعل لفعل قام به الشخص
وقد يكون هذا القلق قاتلاً ومدمراً لنفسية الشخص ويبعده عن التفكير الإيجابي أو الصحيح .
وقد يكون محفزاً لنجاحات مستقبلية لأن بعض الأشخاص نتاجه يظهر تخت الضغط النفسي.
نشكرك مستشارنا الكريم على هذا التوجيه الإيجابي الذي نعتبره روشة علاج أسبوعية

أبوعبدالرحمن

والله كلام رائع لكن يحتاج لمزيد من التوضيح وضرب الأمثلة
على سبيل المثال هذه العبارة : الخوف لا يستطيع التعايش مع الفعل
ياليت تشرحها وتضرب لنا عليها أمثلة
مع خالص الود والاحترام

أبو سعود

من أجمل ما قرأت يعطيك ألف عافية

عذب السجايا

يبدو أن هناك ثمة تباين في تصور القلق، وفي نظري -وقد أكون مخطئاً القلق حالة- وليس صفة هي ليست مثل الخوف، أو التردد، أو التشاؤم، أو الكآبة … وليست نقيضاً للسكينة والرسوخ والحيوية ! ؛ بمعنى أن الراسخ في العقيدة والدين قد يقلق ولكن قلقه حالة مؤقتة لا تخرجه من صفة الرسوخ والثبات، وهذا عمر بن الخطاب الفاروق سيد الراسخين رضي الله عنه قلقل يوم الحديبية حتى أسكنه سيدنا الصديق رضي الله عنه

والقلق يعتري الفكر، والعقيدة، والضمير، والنفس، والمعاملات، بل حتى الحديث والتعبير

والقلق حالة تعتري الإنسان كبيراً أو صغيراً، عالماً أو عامياً، شجاعاً أو جباناً

وهل هناك أم لم تقلق ؟ هل هناك مريض لا يقلق ؟ هل هناك منتظر نتيجة لا يقلق ؟ هل هناك قائد معركة لا يقلق ؟

مشكلة دايل كارينجي أنه ارتقى بالناس مرتقاً صعباً بكتابه الاسطوري والرائع “دع القلق ..” وفي الأخير انتحر ! ، لا لا نريد ترك القلق هذا محال، نريد التعايش معه والإستفادة منه والسيطرة عليه!

الحقيقة أن القلق حالة “ضعف مؤقتة طبيعية” ، المسألة كيف تكون ردة العفل حول هذا القلق؟ غالباً عند الإنسان الطبيعي تكون باعثاً للعمل والنجاح، وباعثاً للإرتباط بالقيم السامية، ونذير للرجوع إلى موطن الإيمان ( لا ملجأ منك إلا إليك ) وليت شعري كيف هي حالة الباحث عن الملجأ إن لم يكن قلقلاً فما حاله إذا ؟

القلق إن خرج عن صورته الطبيعية فلا يسمى قلقلاً أصلاً ، بل يتحول لأمراض نفسية واجتماعية مثل: الرهاب الاجتماعي، الاكتئاب، التوهم، إلى المخدرات والإرهاب ….

الزبدة:

لا تدع القلق ، بل تجاوب معه ايجابياً :)

سليمان مسلم البلادي

ا.نويفعة الصحفي.
ا.متعب الصعيدي.
4u
ا.شوقية الأنصاري.
مهندس محمد الصحفي.
ا.الأنصاري.
ا.إبراهيم أبوليلى.
أوجاع كاتب.
ا.محمد الرايقي.
ا.أبوعبدالرحمن.
ا.أبوسعود.
ا.عذب السجايا.
لكم جميعاً أكاليل من ورد وود.
* توضيح لعبارة:
(الخوف لا يستطيع التعايش مع الفعل):
عندما نخاف من أمرٍ ما ، ولكن نستجيب معه بشكل جيد.
ومثال ذلك:
في حال خوفنا من الإقدام على مشروع أو اختبار أو اتخاذ قرار،علينا ألّا نطيل المكوث في منطقة الخوف،بل علينا الشروع في أفعالٍ حتى ولو كانت بسيطة.
وهذه الأفعال ستشغل حيزاً من منطقة الخوف وستزاحم الخوف حتى يتلاشى،بل سنزداد ثقة بأنفسنا كلما أقدمنا على المزيد من الأفعال المدروسة وفق ما يتطلبه الأمر.
وعلى العكس من ذلك لو استسلمنا للخوف ولم نفعل شيئاً غيره.
* توضيح آخر :
للقلق كحالة:
القلق حالة ذهنية شأنه شأن أي حالة انفعالية،منها الطبيعي ومنها المرضي.
فقلق الدخول في مقابلة شخصية تؤهلك لوظيفة جديدة أمر صحي،بينما الاستمرار كحالة دائمة هو الجانب المرضي منه.
وفي الحياة عموماً ثمة جانب معتم وآخر مضيء لكل حالة أو أمر، وعلينا أن نفطن لذلك جيداً ، ونتخذ الفعل المناسب الذي يحقق لنا ما نصبو إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *