لا تقلق.. أو بالأحرى لا تكتفِ بالقلق، بل دع القلق يدفعك إلى الفعل.
فعندما تجد نفسك قلقاً حيال أمرٍ ما، اسأل نفسك سؤال الفعل: ما الذي أستطيع فعله الآن بشأن ذلك الأمر؟
ثم قم بفعلٍ ما حتى لو كان بسيطاً وصغيراً.
في حياتنا عادةً نُنفق معظم أوقاتنا في توجيه السؤال الخطأ إلى أنفسنا كلما أصابنا القلق؛ فيذهب الكثيرون إلى وضع هذا السؤال نصب أعينهم:
ما الذي يجب أن نشعر به حيال ذلك الأمر؟
والصحيح استبداله بسؤالٍ يجعلك أكثر حيوية وصواباً وهو : ما الذي استطيع فعله بشأن ذلك الأمر؟
مثلاً، إذا كنت قلقاً حيال المحادثة الأخيرة التي تمت بينك وبين مديرك في العمل، وكم كنت غير منصف فيما قلته له، يمكننك أن تسألَ نفسك: ما الذي تستطيع فعله الآن؟
فعبر وضع هذا السؤال في حيّز الفعل، سيخطر ببالك الكثير من الاحتمالات والتي من شأنها معالجة الأمر على نحو فعَّال، وبشكلٍ إيجابي.
إن كل تلك الاحتمالات إنما هي أفعال، وعندما تشرع بالقيام بها؛ سيذهب عنك القلق بإذن الله تعالى.
فينبغي عليك التصرف حيال ما يقلقك، وليس مجرد التفكير فيه، ولا تخف من الفعل؛ فحتى الأفعال البسيطة تطرد مخاوفك؛ لأن الخوف لا يستطيع التعايش مع الفعل.
ولنا في السيرة النبوية المطهرة نماذج كثيرة وأحداث متنوعة في الشروع بالفعل وعدم الركون لهاجس القلق.
ولعل تلك القراءة الواعية لأحداث السيرة النبوية تمكننا من إدراك معادلة الفعل والخوف:
عندما يوجد فعل؛ يختفي الخوف، وعندما يوجد خوف، يختفي الفعل.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي