جمال الحياة.. حقيقة أم خيال؟

كثيرًا ما نسمع عبارة “الحياة جميلة”.. ونجد الناس ينقسمون حيالها إلى فريقين، فريق يؤيدها ويؤكدها ويعبر عن سروره وسعادته بما حوله من نعم وخيرات وما حققه من نجاحات، بينما فريق آخر يعارضهم ، ويستدل على ذلك بما في الحياة من متاعب ومشاق وما يكتنفها من آلام وأمراض ومنغصات كثيرة وربما استشهد بقول الله تعالى: “لقد خلقنا الإنسان في كبد” والكبد هو التعب والمشقة، فأي الفريقين على حق يا ترى؟ هل الحياة حقيقة جميلة أم أن هذا ضرب من ضروب الخيال فالحياة كلها عناء ؟!!

الحقيقة أن جمال الحياة ممكن أن يكون حقيقة وممكن أن يكون خيالاً.. فجمال الحياة أو قبحها إنما ينبع من داخل الإنسان لا من خارجه، فالكثيرون يعتقدون أن السعادة تأتي من الأشياء التي حولنا ومن الناس الذين نعاشرهم ومن الأشياء التي نمتلكها، وهذا الاعتقاد الخاطئ هو الذي أدى إلى نتيجة خاطئة في الحكم على الحياة.

إن جمال الحياة ينبع من النفس، والعاقل هو الذي يستطيع أن يجعل حياته جميلة عندما يتعرف على نفسة أولاً، فيعرفها على حقيقتها، ويعرف الهدف الذي أوجدت من أجله، والمصير الذي ستؤول إليه ويعرف خالقه الذي بيده زمام الأمور، وأنه لا يقع شيء في هذا الكون إلا بتدبيره وبحكمته ، فلا يحمل الأمور أكثر مما تحتمل وولا يسرف في لوم نفسه وندب حظه والتحسر على ما يفوت من فرص الحياة فيهلك نفسه ويرهقها.

كن شديد الثقة بربك، رؤوفاً بنفسك، صادق نفسك وكن معها أوفى الناس، ولاتبالغ في تحجيم مشاكل الحياة، هوّن على نفسك وتأكد أنك إذا انكسرت فلن يرمم كسرك أحد إلا أنت، وإذا انهزمت لن ينصرك أحد إلا إرادتك، لا تبحث عن قيمتك عند الآخرين وابحث عنها في ضميرك، لا تحمل هم الحياة فإنها لله، ولا تحمل هم الرزق فانه من الله، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله، فقط احمل هماً واحداً.. هو كيف ترضي ربك؟، فإنك إن أرضيته ربحت الدنيا والآخرة، ووقتها تكون الحياة حقاً جميلة في كنف الله ومعيته. فالحزن يرحل بسجدة والفرح يأتي بدعوة، ولن يضيع عند الله خيراً قدمته للآخرين، أو خطوة خطوتها لبيت الله، أو هماً فرجته عن مسلم، أو قلباً مكسوراً أسعدته، أو مسكيناً ساعدته، أو جائعاً أطعمته كن محسناً ولو لم تلق إحساناً، وكن مبتسماً ولو كنت مهموماً، فبقدر إسعادك للآخرين يسعدك الله، وبقدر رضاك عنه يرضى عنك ويبدل حالك من حال إلى حال خير منه، والله يحب المحسنين.

 

سليمان حامد الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “جمال الحياة.. حقيقة أم خيال؟

رازن ابو حسان

السعاده تنبع من داخل الإنسان حسب تكوينه الجيني
ونظرته للحياه وتقييمه لها وليس في تعلقه بها وجعلها غايه انما بالرضا بما قسم الله له وبقدر اسعاده لغيره
شكرا استاذ سليمان على هذه المقالات القيمه التي
نستقي منها كل مفيد
………………………………………
كل السعاده لمن مبداه

( توكل وربك يدبرها )

يسعى ويخلص وفي مسعاه

ماينفع الناس ويسعدها

يلقى من الله عفو ورضاه

ومايسر نفسه ويبهجها
……………………………………

تميم

جمال الحياه في روعتها ووجود من نحب وفي بساطتها
واذا عندنا اهداف نسعى لتحقيقها بس لا بد من وجود المنغصات في الحياه عشان كذا لا بد ان نرضى بما قدره الله لنا ونتحمل ونصبر وننظر للحياه بعين الرضى وكما قالوا كن جميلا ترى الوجود جميل والله في عون الجميع
والله يجزاك بالخير يا شيخنا ويكثر من امثالك الطيبين

متعب الصعيدي

كن شديد الثقة بربك، رؤوفاً بنفسك، صادق نفسك وكن معها أوفى الناس، ولاتبالغ في تحجيم مشاكل الحياة.
كلمات تكتب بماء الذهب
شكراً شيخنا الكريم وفقك الله لما يحب ويرضى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *