في الحقيقة في مجتمعي هناك ربات منزل لهن كل الفضل في صناعة رجال ونساء الماضي والحاضر والمستقبل، لا يكتنفهم أي تكريم ولا ينتظرون أي تكريم، لأنهن يفعلن ذلك بكل ود وحب واحترام، يصنعن جيلاً تلو جيل ، ويربطهن بكل انجاز خيط رفيع لا يمكن قطعه، ولا يمكن نسيانه.
هو مقترح بسيط مني قد أكون مخطئ به أو على صواب، ولكن مرادي من هذا ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول إعادة لربة المنزل قيمتها الحقيقية، التي أصبحت بعض بنات هذه الأجيال تستحقرها أو لا تكن لها الاحترام الذي يليق بها وتراها أنها لا شيء وهي في الحقيقة كل شيء، والثاني أن نرد كمجتمع ولو القليل من أفضال ربات المنزل التي هي أمي وأمك وأم هذا وأم تلك ، ففعلا لو بحثتم بعين فاحصة لوجدتم أن لها بكل انجاز يد ، وبكل ميدان شرف يد ، فهي من تربي العالم، والرياضي والجندي على خطوط القتال ، والمخترعة والطبيبة والعالمة.
إن التربية هي أصعب عمل قد يمر به الإنسان في حياته التي تبدأ مع صرخات طفله الأولى، فتدور في رأسه أسئلة كثيرة ليس لها أجوبة ولكن ربات المنزل قد أجبن عليها كلها وبكل ود واحترام ومحبة ومشاعر تفيض بالحنان وصبر لا يطيقه إنسان مهما اشتدت قوته، فلو قدرت حجم العمل ستعلم مدى براعة العامل عليه، فبقدر صعوبة التربية ستعلم ماهو حجم أهمية ربات المنازل الفاضلات.
وفي الحقيقة لو تجمعت جوائز الدنيا كلها عند أقدام ربات المنزل لن تفيهم حقهم وجهدهم وصبرهم ، ولكن يا مجتمعي هي سنبلة ألقيها لعلها تجد من يسقيها فتنبت نبات حسن نرى به سعادة ربات المنزل وهن يستلمن جوائزهن بكل فخر واعتزاز، وتركت لمجتمعي تنظيمها وترتيبها وحتى شروطها فهناك في مجتمعي من هو ذو الاختصاص بهذه الأمور، وأتمنى فعلا أن أجد من يسقيها.
إبراهيم سيدي
مقالات سابقة للكاتب